دور محوري للإمارات في إنجاح «الممر»
تؤدي دولة الإمارات دوراً محورياً في الممر الاقتصادي العابر للقارات بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بفضل امتلاكها واحدة من أقوى شبكات الربط بالموانئ البحرية واستثمارها على مدار عقود في بناء موانئ عملاقة تُمكنها من خدمة حركة التجارة العالمية بما يضمن التدفق السلس للتجارة.
وشهد إطلاق المشروع في نيودلهي توقيع مذكرات تفاهم في شأن أطر التعاون بين البلدان لوضع بروتوكولٍ يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات.
ويهدف المشروع إلى تيسير نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.
ويهدف أيضاً إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات عبر كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع عبر ربط السكك الحديدية والموانئ. وتمتلك دولة الإمارات بنية تكنولوجية فائقة التطور تؤهلها لتمكين نجاح هذا المشروع الحيوي.
ومن شأن ممر السكك الحديدية والشحن البحري والبري أن يمكّن من زيادة التجارة بين البلدان، ومن ذلك منتجات الطاقة، وهو توجه تستثمر فيه الإمارات منذ التأسيس عبر بناء شراكات بناءة تقوم على المصالح المشتركة وتعزيز مشروعات التنمية.
بنية تحتية
إن جزءاً من البنية التحتية لهذا الممر الاقتصادي جاهز عملياً في العديد من الدول، إذ أن دولة الإمارات من أكثر الدول جهوزية نظراً لاستثمارها المبكر في تطوير البنية التحتية في القطاعات كافة، وستقوم الدول بتطوير خطوط سكك حديدية قائمة بالفعل وتوظيفها لتكون ملائمة لأخذ دور جديد في نقل البضائع عبر القارات.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، المشروع بأنه «تاريخي» وباحتسابه ممراً اقتصادياً بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا من شأنه أن يجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بـ40 %.
ووفق تصورات أولية، سيزيد المشروع الرخاء بين الدول المشاركة عبر زيادة تدفق الطاقة والاتصالات الرقمية. وسيساعد على معالجة نقص البنية التحتية اللازمة للنمو في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط وكذلك سيسهم في خفض التوترات في الشرق الأوسط.
ويعكس تعاون دولة الإمارات في هذه المبادرة ودورها المحوري فيها، جهودها لتعزيز شراكاتها الدولية والإسهام في تحقيق مستقبل مستدام، ولا سيما قبيل استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ (كوب 28) نوفمبر المقبل.
ودعماً لهذه المبادرة تتطلع الدول المعنية بكل ممر إلى العمل الجماعي لتنفيذ المبادرة وإنشاء كيانات تنسيقية لمعالجة مجموعة كاملة من المعايير التقنية والتصميمية والتمويلية والقانونية والتنظيمية ذات الصلة.
وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحافيين في القمة السنوية للمجموعة في نيودلهي إن الاتفاق سيعود بالنفع على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في المنطقة، ويتيح للشرق الأوسط الاضطلاع بدور حاسم في التجارة العالمية.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن المشروع يهدف إلى ربط دول الشرق الأوسط عبر السكك الحديدية وربطها بالهند عبر الموانئ، ما يساعد على تدفق صادرات الطاقة والتجارة من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا، وذلك بتقليص أوقات وتكاليف الشحن واستخدام الوقود.
وقال فاينر إنه من المقرر توقيع مذكرة تفاهم في شأن الاتفاق من جانب الاتحاد الأوروبي والهند والولايات المتحدة وشركاء آخرين في مجموعة العشرين. وأضاف «نعتقد أن ربط هذه المناطق المهمة فرصة هائلة».