استدامة التراث

الذهب التراثي.. بريق من عبق الماضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الذهب الذي يتزين بالتشكيلات التراثية، من أكثر الأنواع التي تقبل عليها المرأة في الإمارات، وترتديه العروس ليلة زفافها، كما تتزين به النساء في الأعياد والمناسبات الاجتماعية المهمة.

وفي ذلك، تقول خصيبة بنت علي الدهماني: الذهب ذو الطابع التراثي كان مخصصاً للعروس وللمناسبات، مثل الأعياد وعند التزاور، وكان الزوج هو من يشتري كامل الذهب للعروس، وفي ما بعد أصبحت العروس تخصص جزءاً من المهر، أو يشترط أهلها مبلغاً إضافياً للذهب.

وتضيف: كانت المرأة ربما تطلب من الصائغ أن يصب لها القطعة التي تناسبها بتصميم حسب المناسبة، ومن أجمل القطع تلك التي يأتي بها الرجل من بعد رحلة بالسفينة، ربما من ذهب البحرين أو السعودية أو الكويت، وقد تكون خاتماً أو عقداً أو«مضعد» وهو أسورة عريضة، ويختلف عن «الحيول»، وهي الأساور الرفيعة، ولكن ربما وزنها ثقيل، ولكن لا ترتدي المرأة القطع الثقيلة، لأنها لا تناسب الأعمال التي تقوم بها في المنزل، ولذلك تبقى الأسورة الرفيعة والخاتم المفضلين، وربما تلبس عقداً خفيفاً يطلق عليه «نكلس»، وترتدي خيطاً قطنياً به طبلة صغيرة أو طبلة معلقة بسلسلة ذهبية، وفي كل الأحوال، لا تزال الأسر تحتفظ بالذهب التراثي أو الحديث، لأنه أفضل ما تتزين به المرأة.

وترى خصيبة أن معظم السيدات اللاتي كبرن في بيوت لا تزال تهتم بالموروث، نجدهن يرتدين حتى اليوم الذهب بالتشكيلات التراثية، ولكن ربما تم تطوير بعض القطع لتصبح عملية أكثر، لدرجة أصبح العقد وهو «النكلس» خفيفاً، ويسمى «شوقر»، وهي مسميات حديثة، تدل على صغر حجم القطعة وخفة وزنها، وترغب الموظفات والفتيات الصغيرات في التصاميم العملية الخفيفة، ما يدل على أن الذهب سيبقى موروثاً ثميناً سيستمر للمستقبل، حيث لا يزال وسيبقى مطلوباً من الجميع حسب المناسبات وعند الحاجة.

ولا شك يبقى الذهب من أغلى الهدايا قديماً وحديثاً، فربما جيء بالقطع عن طريق السفن التي تسافر للتجارة، وربما في هودج قبل مئات السنين، مع النساء اللاتي يأتين مع القوافل، وتشير المكتشفات والتنقيبات إلى وجوده في الإمارات منذ 4000 سنة في موقع ساروق الحديد، ومنذ ذلك الزمن وحتى اليوم، لم يفقد الذهب الذي يحمل الطابع التراثي الإماراتي بريقه، ولم يقلّ الطلب عليه حتى اليوم.

Email