استلهاماً لرؤية محمد بن راشد

تعزيز مكانة دبي وجهة سياحية عالمية مستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

استلهاماً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحرص سموه على أن تكون دبي نموذجاً يحتذى به في مجال الحفاظ على البيئة وتطبيق أعلى معايير الاستدامة، احتفت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي بـــ«يوم البيئة العالمي»، الذي يوافق الخامس من يونيو من كل عام، مؤكدة التزامها مواكبة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ودعم مبادرة دولة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول سنة 2050، مع الاستمرار في قيادة الرحلة التحويلية نحو قطاع سياحي مستدام وأكثر وعياً والتزاماً بالحفاظ على البيئة، ترسيخاً لمكانة الإمارة إحدى وجهات السياحة المستدامة الرائدة عالمياً.

وفي إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها دبي للحفاظ على البيئة ودعم أهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات، نجحت مبادرة «دبي للسياحة المستدامة»، التابعة لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، في تحقيق العديد من الإنجازات منذ تدشينها في إطار مساعي الدائرة الرامية للحفاظ على البيئة ومعايير الاستدامة ضمن منظومتها السياحية، في الوقت الذي تواصل فيه الدائرة تحسين وتطوير مبادراتها واستراتيجيتها الشاملة بما يتواكب مع التقدم العمراني والسياحي المستمر في الإمارة.

وتزامناً مع «عام الاستدامة» ودعماً لجهود الدولة في الحد من استهلاك البلاستيك، أدت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي دوراً حيوياً في تنفيذ مبادرة «دبي تبادر» التي تم إطلاقها في سنة 2022، ونجحت في إلهام مختلف شرائح المجتمع لتغيير سلوكهم الاستهلاكي لقوارير المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ووضع أجهزة مياه شرب في المكاتب والبيوت، وكذلك اعتماد البدائل المستدامة مثل استعمال قوارير المياه القابلة لإعادة التعبئة والاستفادة من محطات الشرب المجانية التي وصل عددها إلى 50 محطة موزعة على عدد من المواقع المهمة في الإمارة.

وقد نجحت المبادرة في ظل الجهود الجماعية والتعاون المثمر بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص وكذلك أفراد المجتمع وبالشراكة مع طلبات في الحد من استهلاك أكثر من 10 ملايين قارورة بلاستيكية سعة 500 مل منذ إطلاق المبادرة.

 

إنجازات متميزة

وقال يوسف لوتاه، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الاستراتيجية المؤسسية والأداء في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: «نحتفي في يوم البيئة العالمي بالجهود الدولية المبذولة للحفاظ على البيئة، وكذلك بإنجازات دبي المتميزة في مجال السياحة المستدامة، والتي جاءت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لتوحيد ودعم الجهود البيئية لبناء عالم مستدام وتبنّي أفضل الممارسات في هذا المجال.

ومن أبرز تلك الإنجازات، مبادرة دبي للسياحة المستدامة التي مكنتنا من الارتقاء بالمنظومة السياحية المستدامة على مستوى الإمارة، فيما تعكس البيانات الأخيرة لمبادرة دبي تبادر للاستدامة التزامنا الراسخ نحو الحفاظ على البيئة، وتؤكد إصرارنا على تشكيل مستقبل سياحي مستدام في الإمارة، كما تسهم في تسليط الضوء على الجهود الجماعية الهادفة إلى تبنّي البدائل المستدامة على المستوى المحلي».

وأضاف: «نحرص على ترسيخ التحول الإيجابي في منظومتنا السياحية عبر استراتيجياتنا وشراكاتنا ومبادراتنا المبتكرة، ومنها أداة احتساب الكربون التي تشكل أداة فعالة في قياس البصمة الكربونية لقطاع الضيافة في دبي».

وفي هذا الشأن، تستعد دبي لتسليط الضوء على جهودها الحثيثة ومبادراتها الاستثنائية في الحد من آثار التغير المناخي في الساحة الدولية، كما تعمل على توفير منصة لتعزيز التعاون الدولي المشترك ولتبادل الخبرات في سبل مواجهة التحديات البيئية المعاصرة، وذلك في ظل جهود دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغيُّر المناخ (كوب 28) الذي سيواصل في دورته لسنة 2023 توحيد الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون، ويجمع الأطراف الموقِّعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن التغيُّر المناخي لتقييم التقدم المحرَز على صعيد مكافحة آثار التغيُّر المناخي.

 

احتساب الكربون

وتعد «أداة احتساب الكربون» التي تم إطلاقها في سياق مبادرة «دبي للسياحة المستدامة» في سنة 2017، من الأنظمة المبتكرة التي تسهم في قياس البصمة الكربونية للمنشآت في قطاع الضيافة في الإمارة، كما تعزّز من فرص توفير التكاليف وإدارة استهلاك الطاقة والمياه والنفايات بشكل أكثر كفاءة.

وتلزم مبادرة «دبي للسياحة المستدامة» الفنادق المعايير التسعة عشر التي تغطي متطلبات متنوّعة ومن ذلك الإدارة المستدامة، ومقاييس الأداء، وتدريب الموظفين والضيوف على الاستدامة. وبدورها، ستعمل الفنادق عبر تحسين عمليات الاستدامة ضمن منشآتها على تعزيز القدرة التنافسية لاقتصاد دبي، في حين تنسجم تلك المتطلبات مع استراتيجية دبي للحدّ من الانبعاثات الكربونية، والتي تهدف إلى تقليص البصمة الكربونية.

وإيمانًا بأهمية تضافر الجهود المحلية والعالمية من أجل تحقيق الأهداف المستدامة، تحرص مبادرة «دبي للسياحة المستدامة» على تعزيز التعاون مع الشركاء والأطراف المعنية في القطاع، ومن ذلك شركة «الاتحاد إسكو»، ومجموعة عمل الإمارات للبيئة، ومجلس الإمارات للأبنية الخضراء، وجومبوك، وجمعية الإمارات للطبيعة، كما تعمل على إطلاق مبادرات تعليمية وبرامج تدريبية شاملة لنشر المعرفة في الممارسات المستدامة التي يمكن تطبيقها في الفنادق والمنتجعات السياحية، وبما يسهم في تحقيق رؤية دبي الهادفة إلى تأسيس منظومة سياحية مستدامة، ثم ترسيخ مكانتها العالمية في هذا المجال.

وانطلاقاً من الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، تواصل دبي مسيرتها نحو مستقبل أخضر ومنظومة سياحية أكثر استدامة، وتعمل دائرة الاقتصاد والسياحة على أن يكون لها دورها الملموس في هذا الاتجاه ولا سيما عبر مبادرة «دبي للسياحة المستدامة» التي ترتكز على استراتيجية متكاملة تتبنى مبادئ السياحة المسؤولة والمدعومة بخيارات واعية، بما يمكّن المؤسسات كافة من الإسهام في إحداث تأثير إيجابي ودائم في البيئة.

Email