الشرطة تحذّر من الإهمال والانشغال عن الأبناء

الشواطئ جاهزة للصيف.. اتباع الإرشادات ضمان للسلامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل شواطئ دولة الإمارات وجهة سياحية مفضلة، حيث يتوجه الناس والأسر إلى الترفيه عن أنفسهم بارتياد الشواطئ للاستمتاع بممارسة السباحة والرياضات المائية التي تضفي الإحساس بالانتعاش خلال أجواء الصيف، ورغم التحذيرات المتكررة من مختلف الجهات المختصة بضرورة اتباع إرشادات السلامة، إلا أن البعض لا يحملون الاشتراطات وتعليمات السلامة على محمل الجد، لتقع حوادث الغرق بسبب إهمال أو عدم وعي البعض ليقعوا ضحية هذه الحوادث التي تخلّف وراءها المآسي والأحزان.


مواقع استجمام


وأكد المهندس خالد فضل العلي، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أن الدائرة عملت على تجهيز 4 شواطئ بحرية مفتوحة أمام أفراد المجتمع، وتحويلها لمواقع استجمام رياضية وترفيهية، وتوفير سبل الأمن والسلامة من خلال وضع مواقع خاصة لفرق الإنقاذ البحري، لافتاً إلى أن الخدمة تم تدشينها على شاطئ الفلامينيجو في الأول من أكتوبر 2021، قبل تعميمها على الشواطئ الأربعة، حيث تم تخصيص مراقبين ومنقذين مجهزين بكافة وسائل الإنقاذ والإنعاش، وتم تدريبهم وفق المعايير المعتمدة دولياً.

وأشار إلى حرص الدائرة على تحقيق السلامة لمرتادي شواطئ «الفلامينجو والرمس والمعيريض ودهان»، حيث تم إنشاء أبراج المراقبة البحرية على تلك الشواطئ المفتوحة، وتخصيص 10 منقذين على الشواطئ الأربعة تمتد ساعات عملهم من شروق الشمس حتى غروبها، بهدف توفير عوامل الأمان والحماية لمرتادي تلك الشواطئ من مخاطر الغرق، حيث نجحت تلك الفرق في إنقاذ 17 شخصاً من الغرق منذ إطلاق الخدمة.


وأكد العميد محمد عبدالله الزعابي مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة، أن وقاية أطفالنا من الغرق مسؤولية تشمل الجميع، لافتاً إلى أن أبرز عوامل أسباب الغرق، تتمثل في عدم الالتزام باشتراطات الوقاية والسلامة في أماكن السباحة، ومنها إهمال الأطفال وعدم متابعتهم، والابتعاد عن الشاطئ أثناء السباحة، وعدم معرفة الإسعافات الأولية المطلوبة لإنقاذ الشخص الغريق، والسباحة في مناطق خطرة، والتأخير في إبلاغ منقذي السباحة أو على أرقام الطوارئ.


وأشار إلى أهمية اتباع طرق وقاية الأطفال من الغرق، بعدم السماح للأطفال بالسباحة بعد تناول الطعام مباشرة، وعدم انشغال أولياء الأمور عن أبنائهم أثناء السباحة، والتأكد من وجود أطواق النجاة وأدوات السلامة، وطلب النجدة من الموجودين في الموقع، والتأكد من ارتداء السترة الخاصة بالسباحة.


وأكد الرائد عبدالله عبدالرحمن السامان رئيس قسم البحث والإنقاذ بالإنابة في شرطة رأس الخيمة، أن توفير خدمة المنقذين من أصحاب الكفاءة والخبرة والمهارة العالية على الشواطئ والمرافق السياحية، ساهم في خفض حوادث الغرق في ظل قيامهم بالدور الرقابي والتوجيهي لرواد الشواطئ وتذكيرهم بأهمية الالتزام بإجراءات السلامة، فضلاً عن قيامهم بالاستجابة للحالات المباشرة والسريعة تفادياً لتعرض أي شخص للغرق.


وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه عمليات الإنقاذ على الشواطئ البحرية المفتوحة تتمثل في عدم استجابة بعض أفراد الجمهور من مرتادي الشواطئ، حيث يصر البعض على السباحة في الأماكن والشواطئ الغير مخصصة، والدخول لأعماق أكبر داخل المياه، مشيراً إلى أن فرق السرب الثاني في حرس السواحل تعمل على تنسيق عملية توزيع الدوريات البحرية على أماكن تجمع المرتادين بالشواطئ البحرية، ودعم فرق الإنقاذ من خلال العمل المشترك لمنع حالات الغرق والبحث والإنقاذ.


تكثيف الدوريات


وتكتظ شواطئ الفجيرة خلال الإجازة الصيفية بمحبي رياضة السباحة، وعليه ترفع الجهات الأمنية بالإمارة جاهزيتها، بتسيير دوريات على شواطئ الإمارة لمراقبة مرتادي البحر وتأمين السلامة لهم، إلى جانب تكثيف الرسائل التحذيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعدم الاقتراب من الأماكن المحظورة أو أثناء تقلبات الطقس، والحرص على إطلاق الحملات التوعوية والتي تهدف إلى رفع وعي الجمهور مرتادي الشواطئ وتعريفهم بأهم التدابير الوقائية في السباحة، والخطوات المطلوبة لتفادي حوادث الغرق وأهم إجراءات الأمن والسلامة.


مسؤولية جماعية


ويرى المواطن المؤثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خميس الكندي، أن تحقيق السلامة من حوادث الغرق تأتي ضمن المسؤولية الجماعية، وأن حوادث الغرق تقع على عاتق الأسرة ودورها الرقابي، موضحاً أن من أهم الأسباب في حوادث غرق الأطفال هو غفلة أولياء الأمور عن أبنائهم، ما يعرضهم للغرق، حيث يصل الإهمال بترك الأطفال لوحدهم يمارسون السباحة دون مرافق بالغ راشد معهم، وفي أوقات للأسف غير مناسبة يكون الموج عالياً والرياح شديدة وفي أماكن غير مناسبة تتكون فيها الدوامات والتيارات المائية، لترتفع هنا وتيرة الخطورة لتقع حوادث الغرق المؤسفة.


إلى جانب ذلك، يتجاهل البعض اللوحات الإرشادية والتحذيرية على الشواطئ، بتجاوزهم المناطق والمساحات المحددة للسباحة، وأحياناً أخرى تكون نتيجة مجازفة البعض والسباحة لمسافات بعيدة، وبالتالي يكونون عرضة لمخاطر الغرق التي ترتفع وتيرته بعدم اتباع إرشادات السلامة.


ويقول خميس الكندي إنه سيحرص على تسخير قناته «الفجيرة مباشر» خلال فصل الصيف بالتركيز على كافة الفعاليات والمبادرات المهمة، إلى جانب حرصه على تكثيف الرسائل التوعوية للحماية من خطر حوادث الغرق، انطلاقاً من مسؤوليته المجتمعية تجاه وطنه، حيث سيستعين خميس بخبرات بالتنسيق مع الجهات المعنية للتحدث عن الطرق الصحيحة في عمليات الإنقاذ من الغرق في سبيل تأمين سلامة رواد الشواطئ خلال فصل الصيف، إلى جانب توعية الجمهور والزائرين لشواطئ إمارة الفجيرة حول ضرورة التقيد بالتحذيرات واللوحات الإرشادية وقوانين السلامة.


معايير السلامة


وأشار المواطن جمعة أحمدي إلى أن الذهاب في نزهة عائلية للشاطئ تستدعي أخذ الحيطة والانتباه ومتابعة دقيقة للأبناء، وضرورة اختيار الأماكن الآمنة المخصصة للسباحة، باتباع إرشادات السلامة والتقيد بها بالابتعاد عن أماكن التيارات المائية الخطرة التي يحظر فيها السباحة، لتجنب وقوع أية حوادث غرق، لافتاً إلى ضرورة وجود طاقم بحري من المنقذين والمشرفين على شواطئ الفجيرة في الأماكن الحيوية، لرفع معايير السلامة على الشاطئ الذي بات وجهة مهمة تجتذب المئات في الإجازات والعطلات، ليشعر رواده بالطمأنينة والراحة.

Email