خلال محاضرة في مجلس محمد بن زايد بحضور سيف بن زايد

مناقشة دور التكنولوجيا لمواجهة تحديات التغير المناخي

سيف بن زايد خلال المجلس بحضور فارس المزروعي ومغير الخييلي ومحمد الحمادي | تصوير: عبدالله النيادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظّم مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أول من أمس، محاضرة تحت عنوان «تكنولوجيا متقدمة لمواجهة تحديات التغير المناخي» ألقتها د. شارون مكفرسون، مؤسسة شركة «غرين جوبز ماشين».

شهد المحاضرة، التي أقيمت في مجلس محمد بن زايد بقصر البطين في أبوظبي، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين وأعضاء الهيئات المعنية بالاستدامة والتغير المناخي.

وركزت المحاضرة على 6 محاور رئيسة هي، «المرونة المناخية»، ودور التكنولوجيا المتقدمة في إدارة المخاطر، وأهمية مؤشرات المرونة المناخية والمقاييس القائمة على البيانات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودور الحكومات في تسخير التكنولوجيا المتقدمة لبناء مستقبل أكثر استدامة، وتحديات الاستثمار في المناطق المعرضة لخطر التغير المناخي، ودور الصناعة في تعزيز المرونة المناخية على مستوى المجتمع.

 

فيلم تسجيلي

وبدأت المحاضرة بعرض فيلم تسجيلي استعرض جهود الإمارات في مجالات الاستدامة واستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وأهم المبادرات والمشاريع التي أقرتها في شأن خفض نسب «ثاني أكسيد الكربون»، ومن بينها مشروع زراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030، والتي سيكون لها دور مهم في امتصاص ما يصل إلى 4 أضعاف من الكربون مقارنة بغابات الأمازون.

وقالت د. شارون مكفرسون: إن العالم يشهد كل يوم ظهور دليل جديد على العقبات التي تواجه البشرية في حل الملفات المرتبطة بمعالجة تحديات الاستدامة والمناخ، وفي الوقت نفسه نشهد أيضاً تطورات تكنولوجية يمكن أن توفر لنا حلولاً عدة يكون لها سبب في إحداث فارق مهم في حياتنا.

وأضافت أن الإمارات أطلقت حزمة متكاملة من المبادرات النوعية والاستثنائية لتعزيز جهود العالم في معالجة التحديات المناخية، عبر إيجاد وخلق مبادرات مستدامة لبناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، خصوصاً أنها تمتلك العديد من المكونات الرئيسية، من قيادة استثنائية حريصة على التواصل مع البشرية مما جعلها قادرة على قيادة العالم، فضلاً عن إنفاقها المليارات لدعم كل المحتاجين في مختلف أنحاء العالم.

وتابعت: أثناء أزمة «كوفيد19» قدمت لنا الإمارات في ميدان العمل نموذجاً متميزاً على كل الأصعدة والمستويات، بما أسهم في تعزيز آليات وإجراءات ضمان سلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها، ومنذ وصولي إلى الإمارات شرعت في التواصل مع شباب وشابات الإمارات وسؤالهم، ما هو أكثر ما تحبه في كونك إماراتياً؟ وأجابوا بأن قيادة دولة الإمارات تمثل مصدر فخرهم واعتزازهم بكونهم إماراتيين، مبينين بأن قيادتهم حريصة دوماً على الاستماع إليهم، وتلمس احتياجاتهم بشكل مستمر، ومن خلال خبرتي فإنه لا توجد دولة في العالم يُكن الشباب فيها هذا الشعور تجاه قيادتهم، كما يفعل الإماراتيون.

وأوضحت مكفرسون أن دعوة الإمارات لأكثر من 197 دولة للحضور والمشاركة في فعاليات وأعمال المؤتمر الثامن والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب28) الذي تستضيفه يحظى بأهمية كبيرة لعدة أسباب، أولها أن المؤتمر المقرر انعقاده في نوفمبر سيشهد أول تقييم عالمي لمستوى التقدم الجماعي الذي حققته البلدان بشأن هدف اتفاق باريس، وهو الحد من زيادة درجات الحرارة عن 1,5 درجة مئوية بحلول عام 2050 وذلك مقارنة بمتوسط درجات الحرارة في عصر ما قبل الثورة الصناعية.

وأضافت: كما يمثل المؤتمر فرصة لتقييم نهج الإمارات في معالجة تغير المناخ، والذي يتصف بأنه عملي وشامل ويهدف إلى عدم ترك أي طرف يتخلف عن الركب، وهو ما تعمل عليه عبر طرح أساليب وآليات فعالة يمكن للدول تبنيها من أجل الاستثمار فيما يسمى «المرونة المناخية»، وهو استثمار يتطلب فهماً شاملاً للأنظمة وأساليبنا في الاستثمار والإدارة.

 

رجاء وأمل

وحول تطلعاتها وآمالها لما قد يحققه «كوب28»، قالت مكفرسون: أتيت إلى هنا أحمل رجاءً وأملاً، هو أن نستغل هذه الفرصة لإقناع الناس بتبني المرونة كمفهوم أساسي في بناء واستدامة البنية التحتية وتوليد الطاقة وزراعة الغذاء لتحقيق الازدهار في السنوات المقبلة.

وأردفت: يمكن للتكنولوجيا المتقدمة مثل تكنولوجيا الفضاء، و«إنترنت الأشياء»، والذكاء الاصطناعي، والتنبؤ القائم على التحليل أن تدعم قدرتنا على اتخاذ إجراءات حاسمة على الرغم من التعقيد الذي يتسم به الاستثمار في المرونة المناخية وبيئات الأعمال الحالية، ولكن تحقيق التوازن بين قدرتنا على تطوير التقنيات المتقدمة وتوجيهها نحو الاستخدام المناسب يتطلب توافر الموارد والقدرات، وهو ما سيكون على المؤتمر مناقشته وصولاً للحلول الناجعة.

 

تجربة

بعد ذلك استعرضت المحاضرة جانباً من تجربتها الحياتية والمهنية، وأهم الدروس المستفادة، وقالت: كنت في السابق مصرفية استثمارية، حيث عملت لفترة في «وول ستريت» ومستشارة لكل من شركتي «شيل» و«شيفرون»، وما كان مفقوداً في عملي هو المجتمع والناس الذين يتأثرون بالصفقات التي نعقدها، وهذا أحد أهم الموضوعات التي أود التطرق إليها اليوم.

وأضافت: تعلمت من العمل مع كل من «شيل» و«شيفرون» خلال فترة تواجدي في منطقة دلتا النيجر، أنه يمكن للمرء أن يفعل الخير وأن ينجح أيضاً، وذلك في حال تعامله مع التحديات بتعاطف ومحبة.

 

سيرة ومسار

عملت الدكتورة شارون مكفرسون، في منصب مستشارة استراتيجية لهيئات دولية وحكومات، وهي محامية سابقة ومديرة تنفيذية للخدمات المصرفية والمالية بخبرة تزيد على 30 عاماً.

نجحت في جمع أكثر من ملياري دولار من الاستثمارات الأجنبية لتمويل وتطوير البنية التحتية في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، كما شاركت في تأسيس «جرين جوبز ماشين»، وهي شركة تكنولوجيا مناخية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد وتقييم وإدارة المرونة المناخية.

Email