مدير «مختبرات المستقبل» لـ«البيان»:

روبوت لخدمات التوصيل خلال 30 دقيقة في دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف خليفة القامة مدير مختبرات دبي للمستقبل التابعة لمؤسسة دبي للمستقبل أنه خلال الفترة الماضية تم تطوير العديد من المبادرات والمشاريع المبتكرة في مختلف القطاعات الخدمية واللوجستية والتكنولوجية، بما في ذلك تطوير روبوت جديد لخدمات التوصيل، يمثل أحدث المشاريع المبتكرة في مجال تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى تعزيز كفاءة عمليات وخدمات التوصيل في مدينة دبي، بما يسهم بتوفير الوقت والتكلفة وتقليل الازدحام المروري والانبعاثات الكربونية.

 لافتاً إلى أنه يتم حالياً اختبار النموذج الأولي للروبوت، الذي يتم تطويره، بالتعاون مع شركة «ليف غلوبال» التكنولوجية، في منطقة «المروج 2» لإنجاز عمليات توصيل للسكان في أقل من 30 دقيقة، وسيتم اختبار الروبوت وتوصيل مجموعة أوسع من المنتجات في أحياء أخرى بمدينة دبي على مدى عام كامل.

وقال في حوار مع «البيان»: إن البحث العلمي والتركيز على توظيف التكنولوجيا المتقدمة وتطوير تطبيقات مبتكرة في مختلف القطاعات الحيوية، من أهم مقومات ريادة المجتمعات ونجاحها في مواكبة التغيرات العالمية المتسارعة

 مشيراً إلى أن «مختبرات دبي للمستقبل»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل 3 سنوات تهدف بشكل رئيسي إلى إنشاء أول مختبر تطبيقي متخصص في الدولة، والمنطقة في مجال أبحاث واختبارات وتطبيقات تكنولوجيا المستقبل، وحاضنة عالمية لاختبار الابتكارات الحديثة وتصميم وتطوير تقنيات وبرمجيات ومعدات متقدمة، ليتم اختبارها وتوظيفها في القطاعات الحيوية، ومنصة جامعة للخبرات الوطنية والعالمية.

خدمات لوجستية 

وأكد خليفة القامة أن مشروع تطوير الروبوت الجديد يهدف بشكل رئيسي إلى توظيف تقنيات المستقبل في تعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية في مدينة دبي، وذلك في إطار جهود مؤسسة دبي للمستقبل لتنفيذ أهداف «برنامج دبي للروبوتات والأتمتة»، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجاس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، بهدف توسيع استخدام الروبوتات في مختلف القطاعات الحيوية، وخلق فرص اقتصادية جديدة، تعزز ريادة دبي أفضل مدن العالم استعداداً للمستقبل.

وأشار إلى أنه يتم العمل حالياً على اختبار قدرة الروبوت الجديد المخصص لخدمات التوصيل على تحمل الظروف القاسية نهاراً وليلاً، وتقييم فعالية أداء أنظمة الاتصالات وتحديد المواقع وأجهزة الاستشعار وعمر البطارية، إضافة إلى قياس انطباعات العملاء وردود فعلهم، للمساعدة في تحسين أداء الروبوت بالاستفادة من البيانات، التي سيتم تجميعها لتصميم الجيل القادم من الروبوتات، بما يسهم بالتالي بتوفير نظام توصيل فعال يركز على تلبية الاحتياجات المستقبلية.

ميزات متقدمة

وقال: سوف يسير هذا الروبوت على الأرصفة بوتيرة أسرع من المشي وأبطأ من الدراجة، وهو مزود بمستشعرات متطورة لاكتشاف الأجسام والأشخاص في طريقه وتجنبها، ويتم تعقبه بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي الدقيق، مما يسمح له بتجاوز العقبات وتجنب الاصطدامات، كما تتم مراقبة الروبوت بالكامل من غرفة مراقبة مركزية في حالة حدوث أي حالات طارئة، وبهدف الحفاظ على أعلى مستويات الأمان، يتم إغلاق حيز تخزين الحمولة آلياً طوال الرحلة ولا يمكن فتحه إلا من قبل المستلم باستخدام تطبيق الهاتف الذكي، كما تتوفر ميزة تتبع مسار الروبوتات، بحيث يمكن للعملاء متابعة موقع طلباتهم بدقة.

مواكبة عالمية

وأشار خليفة القامة إلى أن الروبوت الجديد يمثل حلاً مناسباً يواكب التغيرات العالمية في العادات الاستهلاكية لدى الأفراد، إذ أظهرت دراسات عالمية أن حوالي 85٪ من العملاء يفضلون خدمة التوصيل «الدليفري» على التسوق المباشر من محلات البقالة بعد جائحة «كوفيد-19»، ومع ذلك، فإن توفير التوصيل الفوري على نطاق واسع يعتبر تحدياً رئيسياً بسبب التكلفة وتعقيد العمليات التشغيلية، لذلك عملت مختبرات دبي للمستقبل على تصميم روبوت يمكنه التوصيل بشكل أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة.

وأوضح أن الارتفاع السريع في تطبيقات التجارة الإلكترونية أثناء الجائحة أدى إلى زيادة كبير في أعداد المركبات العاملة بالوقود التقليدي والتي تُستخدم لأغراض التوصيل، وسيسهم هذا الروبوت الجديد المخصص لخدمات التوصيل في تخفيف الضوضاء وتلوث الهواء عبر تقديم خدمة توصيل مستدامة وهادئة وخاصة في المسافات القريبة، ما يمثل خياراً مناسباً للسكان والمجتمعات والموزعين على حد سواء.

وقال خليفة القامة إنه في إطار توظيف الشراكات الفاعلة والرامية إلى توفير حاضنة لأفضل الخبرات الوطنية والعالمية في دبي للعمل على ابتكار حلول روبوتية مبتكرة تدعم نمو قطاع الطيران، وتوفر فرصاً اقتصادية متنوعة وجديدة قائمة على تطوير أحدث التقنيات المستقبلية، تعمل «مختبرات دبي للمستقبل» مع «طيران الإمارات» من خلال مركز الإمارات للتميز في روبوتات الطيران (ECEAR) الذي تم الإعلان عن إطلاقه مؤخراً، على توفير منصة للطلبة المحليين لتطوير مهاراتهم، وإيلاء مزيد من الاهتمام بدراسات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وبناء نظام بيئي لأعلى مستويات البحوث، بما يسهم بتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي رائد للبحوث والتطوير والابتكار، ووجهة لأفضل المواهب العالمية.

وقال: سيركز هذا المركز بشكل رئيسي على التفاعل بين الإنسان والروبوت، ومناولة البضائع والأمتعة والخدمات اللوجستية ومعايير ولوائح الطيران. كما سيستكشف نقاط التلاقي بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بما في ذلك التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي والقياسات الحيوية.

ولفت إلى أن هذه الشراكة مع مجموعة الإمارات ستسهم بدعم تحقيق مخرجات «برنامج دبي للروبوتات والأتمتة» الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، بهدف جعل دبي من أفضل مدن العالم الرائدة في هذا المجال، وتوسيع استخدام التطبيقات الروبوتية في مختلف القطاعات الحيوية.

مساهمة 

كما أوضح أن المختبرات تشرف على تنفيذ «برنامج دبي للروبوتات والأتمتة» لزيادة مساهمة هذا القطاع إلى 9% من الناتج المحلي خلال 10 سنوات، وجعل دبي ضمن أفضل 10 مدن عالمية لتكنولوجيا الروبوتات والأتمتة من خلال تبني وتطوير تكنولوجيا الروبوتات وتمكين المواهب الوطنية وابتكار حلول ومنتجات وخدمات جديدة، ويتضمن البرنامج 5 مبادرات رئيسية ويركز على 5 مجالات مستقبلية للأبحاث والتطوير، ويهدف إلى توفير 200 ألف جهاز آلي (روبوتات) لرفع مستويات الكفاءة والإنتاجية في القطاعات الخدمية والصناعية واللوجستية، والمساهمة في تعزيز تنافسية اقتصاد دبي خلال السنوات العشر المقبلة.

وأضاف خليفة القامة إن مختبرات دبي للمستقبل تسهم أيضاً في إيجاد حلول قائمة على المعرفة والتجربة والاختبار لأهم التحديات على الصعيد المحلي أو العالمي، وزيادة إنتاجية القطاعات والخدمات والمجالات القائمة من خلال توفير مسارات جديدة تعزز قيمتها الاقتصادية، إضافة إلى تحديد أهم التحولات الجذرية وسبل مواكبتها ومعالجتها وتهيئة البنية التحتية لدخول قطاعات جديدة تعزز المرونة الاقتصادية والاستعداد للمستقبل، وذلك من خلال «برنامج دبي للبحث والتطوير» والذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل في سبتمبر الماضي.

شراكات وطنية

أشار خليفة القامة مدير «مختبرات دبي للمستقبل» إلى أن مختبرات دبي للمستقبل، وقعت اتفاقات شراكة وتعاون مع «دي بي ورلد» و«دناتا»، بهدف توظيف أحدث تقنيات المستقبل في تطوير قطاعات الطيران والخدمات اللوجستية بدبي ودولة الإمارات. وتهدف الشراكة مع «دي بي ورلد» إلى تطوير وتوظيف أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع الخدمات اللوجستية، وزيادة مساهمته في اقتصاد المستقبل بدبي ودولة الإمارات، وزيادة مرونة سلاسل التوريد في التعامل مع التحديات المستقبلية. وسيتم العمل من خلال الشراكة مع «دناتا» على أتمتة أسطول العمليات الأرضية، وتحويل أسطول العمليات الأرضية إلى الطاقة الكهربائية، وتعزيز معايير السلامة والأمان الفائقة لعمليات مطارات دبي واستدامتها، والاستفادة من الروبوتات في تعزيز دقة العمليات الأرضية، ومواصلة خفض الانبعاثات الكربونية.

Email