برعاية أحمد بن محمد

«بودفِست دبي» يناقش النهوض بصناعة المحتوى الصوتي في العالم العربي

منى المري وميثاء بوحميد والمشاركون خلال الحدث | تصوير: محمد هشام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، نظم نادي دبي للصحافة أمس «بودفِست دبي»، الحدث الرقمي الأول من نوعه في المنطقة، وأكبر تجمع للبودكاسترز وصُناع المحتوى الصوتي الرقمي العرب، لمناقشة مستقبل البودكاست العربي وكيفية النهوض بهذا الشكل الإعلامي وتعزيز حضوره على خارطة الإعلام العربي.

وتسليط الضوء على التجارب الملهمة واكتشاف وتشجيع المواهب والطاقات المبدعة في هذا المجال، ورصد تطور صناعة المحتوى الصوتي في العالم العربي وسبل تنميته وتوسيع انتشاره وتأثيره الإيجابي.

وجاءت الدورة الثالثة للحدث، التي استقطبت نخبة صُناع المحتوى الصوتي الرقمي من داخل دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم العربي، حافلة بالأفكار والرؤى النابعة من تجارب متميزة في هذا المجال.

حيث تناولت النقاشات أهم العوامل المؤثرة في انتشار البودكاست في العالم العربي ومدى الإقبال على هذا الشكل الإعلامي الجديد، الذي يعتمد في وجوده على امتلاك الإمكانات والبنية التحتية الرقمية القوية، والأسس التي يمكن للبودكاست العربي من خلالها امتلاك قاعدة كبيرة من المتابعين، كأحد أهم العناصر التي تكفل للبودكاست الحفاظ على استدامته.

وفي هذه المناسبة، أكدت منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة، أن احتضان وتسهيل حوارات مهنية على قدر كبير من التخصص يأتي انطلاقاً من حرص دبي على الإسهام بدور فعال في دفع مسيرة تطوير الإعلام العربي، استكمالاً لدورها الرائد في هذا المجال، وتأسيساً على تاريخ من الخبرة الطويلة التي رسخت من خلالها مكانتها في مقدمة ركب التطوير لأحد أهم القطاعات وهو قطاع الإعلام.

بما قدمته دبي من مبادرات ومشاريع وأفكار ورؤى هدفت في مجملها إلى إيجاد مسار تطويري طموح يعزز تنافسية الإعلام العربي ويزيد من أثره الإيجابي في خدمة المجتمعات العربية ومواكبة تطلعاتها للمستقبل.

وقالت منى المري: «لقد أراد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لدبي أن تكون مركزاً رئيسياً لانطلاق كل الأفكار المبدعة والكفاءات المتميزة والإبداع في كل المجالات، ونحن نعمل على تنفيذ هذه الرؤية في مجال الإعلام وبالتعاون مع القائمين على مختلف قطاعاته.

وفي ضوء هذه الرؤية، لم تدخر دبي جهداً في دفع مسيرة تطوير الإعلام وتهيئة المجال أمام حوار مهني واحترافي بمشاركة صناع الإعلام العرب، لننطلق منه لتعزيز تنافسية الإعلام العربي وزيادة رصيده من المصداقية والثقة والولاء لدى المتلقي».

وأضافت: «نرحب بكل من انضم إلينا في هذا الحدث السنوي المتخصص من مختلف أنحاء العالم العربي، يجمعنا هدف واحد وهو أن يكون الإعلام العربي، على تنوع قنواته وأشكاله، على قدر المأمول له من اكتمال مقومات التميز.

ولكي نصل بالمنتج الإعلامي في منطقتنا إلى أعلى مستويات الجودة والإيجابية في التأثير، والبودكاست إضافة مهمة للمشهد الإعلامي العربي، وسنعمل بشكل وثيق مع شركائنا في القطاع لدعم نموه وتعزيز مردوده الإيجابي في المجتمع».

رؤية عامة

وقد استهلت أعمال الدورة الثالثة من «بودفِست دبي» بكلمة ألقتها الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، رحبت فيها بالحضور من مختلف أنحاء العالم العربي، مؤكدة القيمة الكبيرة لاجتماع هذه النخبة من أبرز صناع المحتوى الصوتي في دبي، ما يمهد لحوار شامل حول ما يمكن القيام به من أجل تعزيز مستقبل هذه الصناعة الإعلامية التي أشارت إلى تناميها في العالم العربي أسوة بالنمو الذي تشهده على الصعيد العالمي.

وتطرقت د. بوحميد خلال كلمتها إلى الإحصاءات التي تضمنها تقرير صدر أخيراً عن جامعة «نورث ويسترن» حول أعداد مستمعي البودكاست في العالم العربي، حيث أوضح التقرير أن نحو ثلاثة من أصل عشرة أشخاص عرب يستمعون للبودكاست، فيما يمثل الشباب العربي من الفئة الأصغر سناً الشريحة الأكثر متابعة للبودكاست بنسب تتراوح بين 23 % إلى 33 % من بين مختلف الفئات المتابعة للمدونات الصوتية في المنطقة.

وقالت مدير نادي دبي للصحافة: «هذه الأرقام المشجعة تؤكد أن صناعة البودكاست في عالمنا العربي لم تعد كما يصفها البعض صناعة حديثة، بل يمكننا القول إنها صناعة متطورة قائمة بذاتها».

وأكدت د. ميثاء بوحميد اعتزاز نادي دبي للصحافة بما قام به من جهود خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي دعم من خلالها إطلاق العديد من المنصات والمدونات الصوتية في دولة الإمارات، تأكيداً لمكانة دبي كمركز رئيسي للتقنية والإبداع والابتكار، وترسيخاً لدورها الرائد ومكانتها المتنامية كوجهة أولى لتطوير الإعلام الرقمي في المنطقة.

وختمت مدير نادي دبي للصحافة كلمتها بدعوة المشاركين لاغتنام هذه الفرصة بتواجد أكبر جمع من صناع المحتوى الصوتي في العالم العربي تحت سقف واحد لطرح أفكارهم ورؤاهم، واكتشاف فرص تعاون فعّالة ووضع التصورات اللازمة لتطوير قدرات البودكاست العربي والانتقال به إلى مستويات تنافسية أعلى، ومنحه مساحة أكبر من الحضور الإيجابي المؤثر على خارطة الإعلام العربي.

نمو

تلى ذلك، عرض الكلمة الرئيسية للحدث، من خلال تسجيل صوتي لكلمة ميشيل كوب، المدير التنفيذي لأكاديمية البودكاست «The Podcast Academy»، والتي ألقت الضوء على تطور صناعة البودكاست العالمية خلال العقدين الماضيين، والنمو الذي شهدته هذه الصناعة الإعلامية الحديثة نسبياً مقارنة بباقي الأشكال الإعلامية التقليدية.

وبدأت كوب كلمتها بالتعريف بأكاديمية البودكاست ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، على أنها مؤسسة هدفها الاحتفاء بالتميز من خلال الجائزة التي تنظمها وغيرها من أوجه العمل المختلفة، والتي تشمل برامج للتدريب المهني وبناء الروابط بين المعنيين بقطاع المحتوى الصوتي (البودكاست) من مختلف أنحاء العالم بهدف تعزيز هذه الصناعة ودفع فرص نموها.

وأشارت ميشيل كوب إلى التطور الكبير الذي مرت به صناعة المحتوى الصوتي عالمياً، سواء من ناحية أعداد المتابعين أو من ناحية العائدات المادية للصناعة، وكذلك من حيث أعداد البودكاست المنتجة سنوياً وأيضاً أعداد العاملين في هذا المجال على مدار العشرين عاماً الماضية.

حيث ذكرت أن قطاع البودكاست ظهر للمرة الأولى وبدأ في الانتشار في العام 2000، إلا أنها رأت أن البداية الحقيقية للبودكاست كشكل إعلامي متداول ومعروف على نطاق واسع ربما تعود إلى العام 2014، وكانت انطلاقتها القوية من الولايات المتحدة الأمريكية. واستشهدت كوب بأرقام تضمنتها إحصائية صادرة عن شركة «ديماند سايج» (Demand Sage).

والتي أشارت إلى أن عدد المستمعين للمحتوى الصوتي الرقمي (البودكاست) وصل إلى حوالي 465 مليون شخص حول العالم، في حين يقدر عدد البودكاست حول العالم بنحو 5 ملايين، تضم أكثر من 70 مليون حلقة، في حين تضمنت الإحصائية معلومات حول أنماط الاستماع وأوقاتها الأكثر تفضيلاً.

حيث وُجد أن الفترة الصباحية تكون عادة الأكثر إقبالاً من المتابعين على الاستماع للمحتوى الصوتي الرقمي، وأن أغلب مرات الاستماع تكون بصورة أساسية عبر الهاتف الذكي.

وعن أهم الملاحظات التي استخلصتها ميشيل كوب وعرضتها على الحضور في «بودفِست دبي» من خلال كلمتها المسجلة، أن الغالبية العظمى من جمهور البودكاست في العالم هم من الشباب، وساقت مثالاً عن اليابان، حيث إن 28 % من متابعي البودكاست تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 29 سنة، كذلك أشارت المتحدثة إلى عودة أنماط وعادات الاستماع للبودكاست حالياً إلى سابق عهدها قبل جائحة (كوفيد19).

Email