بتصميم وتنفيذ كفاءات وطنية وعربية

القمر «813» إلى الفضاء بنهاية 2024

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف المهندس علي الشحي، مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات في مدينة العين، عن أن القمر الاصطناعي «813» سيتم إطلاقه بنهاية 2024، مشيراً إلى أن تصميمه وتنفيذه سيكون بكوادر عربية خالصة بمشاركة طلبة جامعة الإمارات من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه في التصميم والبناء، فيما سيتم الإعلان عن شركة الإطلاق العالمية بعد الانتهاء من تصميمه.

كفاءات عربية

وأضاف أن القمر الاصطناعي الذي تموله وكالة الإمارات للفضاء، سيطوره المهندسون العرب، ضمن المرافق المتطورة في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، والذي يعتبر أول مركز بحث فضائي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القمر يركز على تطبيقات الاستشعار عن بُعد بالإضافة إلى تحليل الظواهر البيئية الجوية والأرضية، والتي تشمل ما يرتبط بالغلافين الجوي والأرضي.

وشرح مدير المركز الوطني أن القمر متعدد الأطياف، وسيعمل على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية، من بينها الغطاء النباتي وأنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء، مؤكداً أن كل هذه المستهدفات من شأنها دعم خطط الدول العربية التنموية والحضرية.

مرافق متطورة

وتابع أن المركز يضم مرافق علمية واصطناعية متطورة، قادرة على تطوير مختلف المشاريع ذات الصلة بالقطاع الفضائي، موضحاً أنهم فخورون باحتضان المركز عمليات تطوير هذا المشروع العربي الأول من نوعه في المنطقة، لأهميته في تعزيز العمل العربي المشترك، وإلهام الشباب العربي لدراسة علوم وتكنولوجيا الفضاء والعمل في القطاع الفضائي في المستقبل.

وذكر الشحي أن المشروع يمر بمرحلتين؛ أولاهما مرحلة التصميم والتصنيع، فيما المرحلة الثانية ترتكز على تحليل البيانات التي سيتم استلامها من القمر الاصطناعي، بينما وخلال هذه المراحل سيكون بناء القدرات الوطنية في الفضاء وتطوير القدرات والإمكانات الخاصة بهم، أولوية أساسية في هذا المشروع المهم. ولفت إلى أن طلبة جامعة الإمارات، خاصة الحاصلين على الماجستير والدكتوراه، معنيون بتصميم وبناء القمر الاصطناعي، مع زملائهم من جنسيات عربية مختلفة، لافتاً إلى أن هناك تواصلاً وتعاوناً مع كافة وكالات الفضاء العربية والمراكز البحثية المتخصصة بالقطاع، للاستفادة من الخبراء لديهم، خاصة أن القمر هدفه، تعزيز المعارف العلمية المتقدمة في تصنيع الأقمار الاصطناعية في جميع الدول العربية.

مشروع مستدام

وقال إن قمر «813» الاصطناعي، والذي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بتطويره ليكون هدية من الإمارات إلى الدول العربية، سيكون عمره الافتراضي حوالي 5 أعوام، كما سيكون له مدار قطبي بارتفاع 600 كيلومتر، وسيرسل البيانات إلى محطة أرضية في الإمارات، ومحطات استقبال فرعية ببعض الدول العربية لتستفيد منها مختلف الجهات البيئية والبلديات والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.

وأكد الشحي استدامة المشروع والاستفادة من مخرجاته خلال السنوات المقبلة، وأن الأمر يتعدى إطلاق قمر اصطناعي، ليصل لفكرة التعاون العربي والتواصل المستمر بهدف تطوير الكفاءات والخبرات للمتخصصين العرب في قطاع الفضاء وعلومه المتعددة، وهو الهدف الأكبر الذي تم على أساسه إطلاق المشروع، فيما يعكس ذلك تسميته بـ «813»، وهو تاريخ بداية ازدهار بيت الحكمة في بغداد في عهد المأمون، ذلك البيت الذي جمع العلماء وترجم المعارف وأطلق الطاقات العلمية لأبناء المنطقة، وأن القمر الاصطناعي سيكون له دور كبير في تعزيز الخبرات العربية في مجال التصنيع الفضائي، إلى جانب نشر هذه المعارف العلمية المتقدمة في تصنيع الأقمار الاصطناعية إلى الدول العربية كافة.

خبرات وطنية

وأفاد مدير المركز الوطني أن المشروع يتولى إدارته المهندسة الإماراتية إيمان الشامسي، وهو ما يعكس القدرات الكبيرة للمرأة الإماراتية التي أصبحت تتميز بها على كافة المستويات والقطاعات وخاصة قطاع الفضاء، وأنها ستكون مسؤولة عن المشروع، الذي يضم عدداً من المهندسين والشباب من مختلف الدول العربية، والذين سيعملون على تصميم وتصنيع القمر الاصطناعي.

Email