أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي برنامج «الراحة المؤقتة» الذي يتيح لمن يقدم الرعاية الخاصة لأصحاب الهمم وكبار المواطنين أخذ راحة قصيرة الأجل تمكنه من الحصول على وقت لممارسة أنشطته اليومية، وعدم القيام بدوره المألوف في تقديم العناية والرعاية، مع ضمان استمرارية توفيرهما لأصحاب الهمم وكبار المواطنين خلال غياب مُقدّم الرعاية الخاصة لهم.

ويهدف البرنامج الجديد، الذي يأتي ضمن أعمال اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين في دبي، إلى إتاحة الوقت أمام مقدمي الرعاية الخاصة لأصحاب الهمم وكبار المواطنين، للعناية بصحتهم الجسدية والنفسية.

ويمكن للأشخاص القائمين بالرعاية من أقرباء كبار المواطنين أو أصحاب الهمم من أهالي إمارة دبي ويقيمون فيها إقامة دائمة، الحصول على الخدمة بعد أن يتم دراسة الحالة من قبل هيئة تنمية المجتمع، ويتم الاتفاق على توفير فترات الراحة بحسب حاجة القائمين بالرعاية.

وتوفر الهيئة خلال هذه الفترة الرعاية البديلة لكبار المواطنين أو أصحاب الهمم سواء في منازلهم أو في مراكز رعاية مؤقتة، حتى انتهاء الفترة وعودة القائم بالرعاية، ويتم تقديم الرعاية البديلة المؤقتة لهم من قبل مختصين تقوم الهيئة بتعيينهم ومتابعتهم أثناء هذه الفترة.

تكافل اجتماعي

وقال أحمد عبد الكريم جلفار، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي: "إن البرنامج يترجم حرص القيادة على توفير كل سبل الدعم لكافة الفئات وتقدير الجهود التكافلية التي يقوم بها أبناء الوطن".

وأضاف أن البرنامج الجديد يجسد كذلك النهج الذي تسير عليه اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، في تقديم كافة أشكال الدعم الذي يعزز جودة حياة مواطني دبي.

وأشار مدير عام الهيئة إلى أن البرنامج جاء بناء على الاحتياجات الميدانية التي لمستها الهيئة من خلال إشرافها على خدمات الأشخاص من أصحاب الهمم وكبار المواطنين وبعد الاطلاع على أحدث الممارسات العالمية في هذا المجال، حيث تشكل رعاية كبار المواطنين وأصحاب الهمم من قبل أحد أقربائهم أو أصدقائهم، أفضل صور التكافل الاجتماعي، وتؤدي إلى أفضل النتائج من حيث الحماية والرعاية، وعليه فإن توفير الدعم والمساندة للقائمين بالرعاية يساهم في استمرارية تقديم هذه الخدمات وتحسين الصحة النفسية والجسدية لهم.

وأوضح أن البرنامج يأتي في سياق العمل على تكريم هذه الفئات العزيزة على القلوب جميعاً وهو نهج وتقليد راسخ، وقيمة من قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة، حيث سنسعى للارتقاء بجودة حياتهم وضمان مشاركتهم الفاعلة والمستمرة ضمن النسيج المجتمعي في الدولة، وضمان انسجامهم في المنظومة المجتمعية.

وأكد أحمد عبد الكريم جلفار حرص هيئة تنمية المجتمع في دبي على توفير الراحة النفسية والجسدية لكبار المواطنين الذي يمثلون مصدر فخر وإلهام لأبناء دولة الإمارات؛ كونهم نبع الخير والعطاء، وكذلك الأمر بالنسبة لأصحاب الهمم حيث تعمل الهيئة على إدماجهم في المجتمع، وتفعيل دورهم في مختلف مجالات العمل الوطني، كونهم شركاء في مسيرة بناء الوطن وتنميته.

استمرارية الجودة

وسيساهم إطلاق البرنامج في تعزيز سعادة القائمين برعاية أصحاب الهمم وكبار المواطنين ومد يد العون لهم، بما يضمن استمرارية جودة خدمات الرعاية المقدمة للأشخاص من أصحاب الهمم وكبار المواطنين وتعزيز التلاحم الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

ويستفيد من البرنامج القائمون بالرعاية من مواطني إمارة دبي من أقرباء كبار المواطنين وأصحاب الهمم من الدرجة الأولى ومن في حكمهم ويقيمون معهم في المسكن نفسه.

ويقدر زمن الخدمة بما يتلاءم مع احتياجات كل حالة، وبما يمنح وقتاً للقائم بالرعاية لقضاء أموره الشخصية.  كما سيساهم البرنامج في رفع الوعي لدى مقدمي الرعاية من خلال التواصل المستمر معهم بأفضل أساليب تقديم الرعاية.

ويمكن للراغبين في الاستفادة من البرنامج، التواصل مع هيئة تنمية المجتمع وتسجيل طلباتهم من خلال الموقع الالكتروني أو التطبيق الذكي للهيئة لاستكمال الإجراءات.

منهجية شاملة

يذكر أن اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تسعى وبأسرع وأفضل الطرق إلى تحقيق مستهدفات التنمية الاقتصادية وفق منهجية دبي الخاصة والرامية إلى توفير الحياة الكريمة ورفع جودة حياة المواطنين لتكون الأفضل عالمياً، وتوفير فرص للشباب، والعمل على ترسيخ الاستقرار المجتمعي والأسري والسكاني على المدى الطويل لأبناء دبي.

وتعمل فرق عمل اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين على 50 مشروعاً ومبادرة معنية بالمتقاعدين والترابط المجتمعي، والخدمات الاجتماعية، والإسكان وجودة الحياة، ومنظومة الأوقاف المبتكرة، بما يترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى تسريع وتيرة التنمية في دبي وفق منهجية شاملة.