يعد «التخييم» عادة سنوية قديمة، يمارسها الإماراتيون في فصل الشتاء، وتستمر حتى أواخر شهر أبريل، إذ أصبحت الرحلات البرية من التقاليد الثابتة في حياة العائلة الإماراتية، التي تحرص على الاستمتاع بجمال الصحراء وطبيعتها الخلابة عبر المخيمات التي تربط بين الماضي والحاضر، إلا أن لوناً جديداً من التخييم بات يستهوي المواطنين والمقيمين أيضاً، وهو التخييم الساحلي الذي يجمع بين جمال البحر والمخيمات العصرية المثبتة بجوار الشواطئ والتي تتوافر فيها عوامل الأمن والسلامة، وهذا ما تحدث عنه مواطنون الذين أكدوا أن التخييم الساحلي أصبح منافساً للتقليدي ما يزيد من السياحة الطبيعية في أبوظبي.
أهمية خاصة
وقال رواد لسياحة البر والتخييم محمد سعيد الصيعري وحريز المنهالي وأحمد الحوسني لـ«البيان» إن للتخييم بشكل عام أهمية خاصة عند أهل الإمارات ولذلك فهم يجيدون التعامل مع كل الظروف البيئية ويعشقون البر والبحر في آن واحد، وتعد الفرصة مثالية للاستمتاع بجمال الشتاء الخلاب في الدولة والذي يعد الأجمل في العالم.
ثقافة متوارثة
وأضافوا أن نظافة المكان وعدم ترك آثار للمخلفات في أماكن التخييم، ثقافة متوارثة من الأجداد، وهذا الأمر يتماشى مع توصيات البلديات والجهات البيئية المنوطة، فنظافة المكان وعدم ترك المخلفات أهمية كبيرة للحفاظ على البيئة وكذا حتى يستفيد منها الآخرون بسهولة ويسر، وأشاروا إلى أن التخييم الساحلي يجمع بين جمال الشاطئ والمياه والبر.
شعبية واسعة
وقالت فيكتوريا بولياكوفا رئيسة قسم الأنشطة مديرة خدمة الضيوف في باب النجوم - الحديريات بأبوظبي إن تأثير جائحة (كوفيد 19) أدى إلى اكتساب السياحة الطبيعية شعبية واسعة، وقد تعززت بسبب تفضيل المسافرين الوجهات السياحية التي تحتضنها الطبيعة الخلابة مثل المخيمات، على الوجهات السياحية الاعتيادية، وتقدم وسائل الرفاهية والمرافق المتميزة مثل الأسرة المريحة والكهرباء وتمديدات السباكة الداخلية والإنترنت. ومن ناحية أخرى يعد التخييم نشاطاً ممتازاً للاندماج والتقرب من الطبيعة والاستمتاع في الهواء الطلق بالإضافة إلى الإقامة الليلية في الخيام.
وعن مدى إقبال العائلات على التخييم الساحلي أوضحت بولياكوفا أن العائلات تستمتع بشكل كبير في مثل هذه الأنشطة الخارجية.
معايير السلامة
وعن معايير الأمن والسلامة المنصوص عليها من جانب بلدية أبوظبي والجهات المختصة، شددت على الالتزام بتوجيهات بلدية أبوظبي، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالإضافة إلى التنسيق الدائم مع الدفاع المدني، والسلطات السياحية، وذلك بهدف تحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة وتوافر فرق لحراسة المخيمات على مدار 24 ساعة.
تسهيلات عديدة
بدورها، قالت أُنس حاج سليمان مديرة استقبال في منتجع باب النجوم إن التخييم الساحلي يقدم مجموعة من التسهيلات مثل الشواء والمجموعات التي تبحث عن مكانٍ مثالي لقضاء عطلة رائعة أو الاحتفاء بالمناسبات الخاصة مثل الأعراس وأعياد الميلاد، ومشاهدة النجوم في السماء الصافية مع إشعال النار للتدفئة ومشاهدة غروب الشمس الذي يعد الأجمل في أبوظبي.
إقبال كبير
وعن مدى، إقبال العنصر النسائي بشكل عام على التخييم قالت أُنس حاج سليمان: سجل المنتجع السياحي إقبالاً كبيراً من جانب مجموعات نسائية كبيرة يرغبن في خوض تجربة التخييم والاندماج في الطبيعة، وهذا ما جعل نسبة إقبال السيدات مرتفعة جداً نظراً للخصوصية العائلية والأمن والسلامة العامة ما يدفعهن إلى قضاء أوقات جميلة والاستمتاع بجمال شتاء الإمارات.
لوائح وقوانين
دعت بلدية مدينة أبوظبي جميع رواد البر إلى أهمية الالتزام بالقوانين واللوائح التي تنظم التخييم، وإقامة الفعاليات، وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة في حماية سلامة المخيمين وبالوقت ذاته حماية المظهر العام، وتعزيز القيم البيئية وحمايتها من أشكال المشوهات كافة.