8 أهداف رئيسية للرحلات المدرسية في «أجمل شتاء»

تفاعلت مؤسسات تعليمية مع حملة «أجمل شتاء في العالم»، التي تعزز مكانة الإمارات وجهة جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وذلك من خلال تنظيم رحلات مدرسية «عبر الأنشطة اللاصفية» إلى العديد من الوجهات أبرزها «حتا واستراحة السحب وسفاري دبي»، ركزت على ثمانية أهداف أبرزها: تثقيف الطلبة وتوعيتهم بمفهوم الانتماء للوطن، والتعريف بماضيه وحاضره والعمل على إعلاء شأنه في المستقبل، ضمن إطار تعليمي سياحي يرتبط بطبيعة دراستهم، إيماناً من تلك المؤسسات بأن الجهود المتضافرة لأبناء الإمارات كلمة السر في رفعة هذا الوطن، وبأن المشاريع والمبادرات التي تطلقها القيادة الرشيدة تصب دوماً في خدمة الوطن والمواطنين.

وترتكز استراتيجية المؤسسات التعليمية على محورين، أولهما تعزيز الجانب المعرفي للطلاب حول هذه المواقع والمعالم، والثاني دعم رؤية الوطن وقيادته التي تستهدف تنمية القطاعات كافة، خصوصاً السياحة.

الولاء والانتماء

وقالت مريم السويدي مديرة مدرسة أم سقيم للتعليم الأساسي حلقة ثانية: ننظم الرحلات المدرسية إلى المواقع السياحية في الدولة لغايات ترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن لدى طلبتنا بربطهم أكثر بدولتهم، وحرصاً على تفعيل مبادرة أجمل شتاء في العالم، بالإضافة إلى زيارة الأماكن التراثية والمتاحف والمنشآت التنموية المختلفة والاطلاع على حجم النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة في جميع المجالات الحيوية، مشيرة إلى أن الرحلات تكسب الطلبة سلوكيات متعددة مثل الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وإنشاء علاقات اجتماعية إيجابية مع كل أفراد المجتمع، فضلاً عن تزويد الطلبة بحقائق ومفاهيم مستمدة من الخبرات والتطبيقات المباشرة.

وأشارت إلى أن الرحلات المدرسية تفتح مدارك الطالب الإماراتي وتطور مهاراته العلمية والحياتية والسلوكية، وتعريفه بالبيئات الموجودة في المجتمع القديم والعادات السائدة فيه، بالإضافة إلى تطوير قدرات الطلبة العقلية وتنمية المهارات الفنية والعلمية والاجتماعية، التي تعود بالفائدة عليهم.. ولفتت إلى أن مدرستها وضعت خطة متكاملة لتنظيم عدد من الرحلات المدرسية السياحية تحت شعار أجمل شتاء في العالم إلى أفضل الوجهات السياحية بالدولة تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة ضمن المدن التي تحقق أهداف التنمية المستدامة، وذلك بمشاركة عدد من طالبات الهلال الطلابي والمشرفات ومشاركة كبار المواطنين وأعضاء مجلس أولياء الأمور من خلال تحقيق الهدف الاستراتيجي مع خطة جائزة عون للهلال الأحمر الإماراتي ومركز دبي، إيماناً من التزام الفريق في رؤيته بتأهيل ورعاية الأمهات وإسعاد الفئات الإنسانية وتنفيذ برامج متنوعة تحمل الطابع الاجتماعي.

تقوية الروابط الاجتماعية

من جهتها قالت هند المهيري مديرة مدرسة هند بنت مكتوم، إن مدرستها فعّلت مبادرة «أجمل شتاء في العالم» من خلال تنفيذها حزمة رحلات ترفيهية منها سفاري دبي، وحرصت إدارة المدرسة على إشراك فئة العمالة المساندة في الرحلة إيماناً منها بأهمية إدخال البهجة والسعادة في نفوسهم. وأوضحت أنها تحرص على أن تكون الرحلات المدرسية متماشية مع الفعاليات المقامة في الدولة، التي تلائم أعمار الطلبة، حيث تحرص إدارة المدرسة على مشاركة الطلبة في كبري المعارض التي تقام في الدولة مثل مؤتمر التعليم العالمي ومعرض الكتاب وغيرها من المعارض التي تكشف سوق العمل أمام الطلبة، مضيفة إن الرحلات المدرسية متماشية مع المناهج التعليمية ومكملة للأنشطة الإثرائية للمناهج.

ولفتت مريم عبدالله الزريهي مديرة مدرسة سكينة بنت الحسين حلقة ثالثة، إلى الحرص على تنفيذ رحلات بيئية بالتعاون مع مدرسة أم سقيم للحلقة الثانية لمنطقة حتا، بالتعاون مع الهلال الأحمر الطلابي من أجل تعزيز حب الوطن في نفوس الطالبات.

وأوضحت أن هذه الرحلة جاءت ضمن الأنشطة المدرسية للأندية الطلابية وتفعيل أهداف مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، والتي تهدف إلى تقوية الروابط والمحبة والألفة بين الطلبة وفئات المجتمع، لافتة إلى أن الرحلات المدرسية نشاط ترفيهي تقوم به المدارس بشكل عام يهدف من الناحية التربوية إلى بناء شخصية الطالب وزيادة الوعي المعرفي لديه وإلمامه بخبرات عملية تساعده في مجال الدراسة والبحث العلمي، علاوة على إدخال البهجة والسعادة إلى قلوب الطلبة لكونهم يقضون وقتاً مرحاً يتناولون فيها الأحاديث المختلفة. وأشارت إلى أن الرحلات وسيلة من وسائل التعلم يتم من خلالها اكتساب سلوكيات حسنة مثل الانضباط والنظام والاحترام، فضلاً عن تكوين عادات حميدة مثل الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والصبر.

غرس ثقافة التطوع

وأوضحت عائشة سعيد الشحي رئيس وحدة شؤون الطلبة في مدرسة أم سقيم حلقة ثانية، أن السمات الإيجابية للرحلات المدرسية متمثلة في تعزيز ثقافة التطوع في نفوس الطلبة بالإضافة إلى المشاركة في إسعاد الأخرين، الأمر الذي يرسخ لدى الطالبات دور الأمهات وكيفية الاستفادة من خبراتهن من خلال التعلم بالممارسة والمشاركة، معتبرة الرحلات المدرسية وسيلة مهمة لإخراج الطلبة من حيز الفصول الدراسية لأخذ قسط من الراحة.

وأضافت: تم التركيز على محور إكساب الطلبة المعارف والمهارات ورفع مستوى الوعي لديهم بما يتماشى مع أهداف ورؤية القيادة الرشيدة في دعم أجيال المستقبل وتعريفهم بأهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التطوع وريادة الأعمال في المشاريع كإعادة التدوير والحفاظ على الموارد الطبيعية والطاقة المتجددة.

رفاهية نفسية للطلاب

ترى الدكتورة ياسمين مغيب المتخصصة في التربية أن للرحلات أهمية كبيرة، فهي تحقق الرفاهية النفسية للطلاب، علاوة على استفادة بعض المعلمين في تدريس المنهج بشكل واقعي من خلال كتابة الطلاب تقارير علمية أو توثيق صور وفيديوهات وعرضها على زملائهم في الصف، مشيرة إلى أن أهمية هذا النشاط اللاصفي لا تقتصر على الجانب الترفيهي والتعليمي للطالب فقط، بل لكونها توثق لعلاقات المحبة والود بين الطلبة حين يقضون وقتاً ممتعاً يتقاسمون فيه الفرحة والسعادة والمغامرة. وتحدثت الدكتورة ياسمين عن الجانب الاقتصادي وتأثير الرحلات على دعم السياحة الوطنية التي تنشط بفعل تزايد الرحلات المدرسية عليها والإقبال من قبل المؤسسات التعليمية، قائلة: حين يعود الطالب من الرحلة ربما يقص لأفراد أسرته عن الأماكن التي زارها، وربما يقوم بنشر بعض الصور التي تؤدي بدورها إلى تعريف الأقارب والأصدقاء وكل المتابعين بمواقع التواصل الاجتماعي بالأماكن السياحية في الدولة.

زيارات ميدانية

وأكدت ناعمة الحبسي مديرة مدرسة الغيل أهمية التفاعل لترجمة «حملة أجمل شتاء في العالم» من خلال تنفيذ زيارات ميدانيه للمعالم السياحية وإعداد فيديوهات عن هذه المناطق السياحية ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إبراز أهم هذه المعالم السياحية من خلال الإذاعات المدرسية وإعداد تقارير وأبحاث عن أفضل الأماكن السياحية في دولة الإمارات، وجعل الطلبة سفراء لدولتهم من خلال تعريف بكل منطقة، بالإضافة إلى تفعيل الرحلات السياحية لهذه المناطق ومحاولة تعريف الطلبة وبها وتاريخها، وتكليفهم بكتابه أبحاث وتقارير عن هذه المناطق.

واستعرض يعقوب الحمادي إداري في مدرسة الاتحاد الخاصة بدبي الفائدة من الرحلات المدرسية في حال ربطها بالمنهج الدراسي، مؤكداً أهمية استثمار فصل الشتاء لزيادة وتيرة الرحلات إلى المعالم الطبيعية الجبلية والصحراوية والبحرية، خصوصاً وأن الحكومة الرشيدة تشجع دائماً على الاستمتاع بجمال الشتاء في ربوع الوطن، وهذا واقع حقيقي ومطلب أساسي، داعياً إلى تفعيل مشاركة الطلبة بالفعاليات الخارجية التي تعرفهم بمعالم دولتهم والاستمتاع بها. وتقول الطالبة ميرا المسلمي الصف العاشر إن الرحلات المدرسية واحدة من أهم الأنشطة التي تنفذها المدرسة لديهم، مشيرة إلى أنها تمكنت من اكتشاف العديد من المواقع السياحية الجميلة بعد رحلة مدرسية إليها كجبل جيس في رأس الخيمة وسفاري دبي.

ويرى الطالب سيف أن للرحلات فوائد عدة تتمثل في اكتشاف المعالم المهمة في الوطن، لافتاً إلى أنه تمكن بعد زيارة لحديقة الحيوان في الذيد بالشارقة من كتابة تقرير ربطه بمادة العلوم حول تكيف الحيوانات في بيئاتها، فيما ترى جمانة أبو شمسية ولية أمر أنها تشجع أبناءها على المشاركة في الرحلات المدرسية لقناعتها بالمردود على الصعيدين التربوي والتعليمي.

مكافأة الطلبة

أوضح سعيد نوري الخبير التربوي أن القيادة الرشيدة حريصة على التذكير بالمبادرات التي تخدم الوطن والسياحة في دولة الإمارات، ومن المعروف أن شتاء الإمارات وربيعها من أجمل فصول السنة في العالم، حيث يتميز بالاعتدال ويقصده الكثير من سكان العالم في هذا الوقت تحديداً، لافتاً إلى أن مبادرة أجمل شتاء فتحت الآفاق أمام كل القطاعات بالدولة للاستفادة من هذه المبادرة والتناغم معها، أما بالنسبة للمدارس فكان هناك تفاعل كبير من قبلهم بإرسال طلابهم إلى زيارات لمعالم سياحية كنوع من التثقيف والتحفيز.
ولفت إلى أن العديد من المدارس وضعت تلك الزيارات مكافأة على مشاركة الطلبة في المسابقات والمبادرات والتفاعل مع الأنشطة المدرسية، كالأماكن التراثية والسياحية والمفتوحة، إلى جانب تنفيذ عدد من المدارس المعسكرات الشتوية للاستفادة من الأجواء.
 

8 أهداف

حدد تربويون 8 أهداف رئيسية لتلك الرحلات:

1 - اكتساب المعرفة وإثراء خبرات الطلبة الاجتماعية.

2 - تعريفهم بالمجتمع وبيئته المحيطة.

3 - إطلاعهم علــى معالم النهضة والجمال في أنحاء الوطن.

4 - ربط المادة الدراسية بالواقع العملي المشاهد.

5 - تدعيم الجوانب التربوية من حيث تنمية العلاقات وتوطيدها.

6 - التدريب على الاعتماد على النفس.

7 - استثمار أوقات الفراغ فيما يعود على المتعلمين بالمنفعة والفائدة.

8 - التخلص من الضغوطات المدرسية من خلال الاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخضراء.

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز