وصف بنيتها التحتية والبشرية بـ«الرائعة»

فاروق الباز لـ« البيان »: الإمارات سفيرة العرب في الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» الأمريكية، رئيس مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن، عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، لـ«البيان»، أن الإمارات أصبحت لاعباً مهماً في مهام اكتشاف الفضاء أخيراً بكل جدية وإصرار.

وهو الأمر الذي أعاد المجد للعرب، وتمكنت الإمارات من وضع اسمها على خريطة القطاع الفضائي العالمي، وأصبح لديها بنية تحتية وبشرية رائعة في فترة وجيزة، وهو الأمر الذي جعلها تستحق لقب سفيرة العرب في الفضاء.

وأشار الدكتور الباز في تصريح لـ«البيان»، إلى أهمية مهمة طموح زايد للسفر إلى الفضاء، والتي أتت من طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن يكون للإمارات بصمة في السفر إلى الفضاء، وقال: كان لي شرف مقابلة الشيخ زايد عام 1974 بعد انتهاء مشروع أبولو مصطحباً خريطة للقمر، وشرحت له وقتها طبيعة السفر إلى الفضاء .

وكان المغفور له مهتماً جداً بالأمر، لافتاً إلى أن الدعم اللامحدود والرؤية المستقبلية اللذين يحظى بهما هذا القطاع من قادة الإمارات، والذين أولوه جل اهتمامهم، أسس لنجاحاته، كونهم يعلمون جيداً الأثر الإيجابي المتحقق من ورائه.

وقال الدكتور الباز إن التجربة الإماراتية في مجال الفضاء حققت نجاحات منقطعة النظير بالنسبة لدولة حديثة العهد في هذا المجال، وأصبحت نموذجاً يمكن الاقتداء بها لمن يرغب في الانطلاق نحو تأسيس قطاع فضائي لهذه الدول، خصوصاً أننا نحن العرب أصحاب إنجازات تاريخية علمية ساعدت في نهضة كثير من الأمم، مثمناً إصرار الإمارات على ترسيخ اسمها في اكتشاف الفضاء والاستفادة من هذا الأمر على مختلف الأصعدة.

وأضاف الدكتور الباز: لا أستبعد أن تلحق الإمارات العنصر النسائي بمهام اكتشاف الفضاء، فقد عاهدناها مبادرة في كل شيء، وأتوقع أن تكون هناك رائدة فضاء عربية إماراتية قريباً، في ظل الدعم الكبير الذي توليه لدعم المرأة في كل المجالات، وإن العمل الدؤوب والوتيرة المتسارعة للإنجازات أظهرا اسم الإمارات ضمن الدول الأولى في مهام اكتشاف الفضاء بعدما تصدرت قائمة الدول العربية في هذا المجال.

نجاحات كبيرة

وأشار الدكتور الباز إلى أن النجاحات الكبيرة في كل القطاعات، خصوصاً الاقتصادية منها والعلمية، تعتبر دعائم مهمة في مهام اكتشاف الفضاء، وهو الأمر الذي سيحققه برنامج الفضاء الإماراتي ومشروعاته النوعية على كل الصعد.

مؤكداً أن وجود صناعات فضائية تكنولوجية وتقنية متقدمة ينعكس إيجاباً على الاقتصاد وتطوير الكوادر الوطنية، فيما الأقمار الصناعية المتطورة وما توفره من بيانات مهمة تساعد في مجالات تطوير البنى التحتية والتطور العمراني والبيئي ورسم مؤشرات مهمة لتطورها.

وصولاً إلى المشروعات الضخمة، مثل «مسبار الأمل والمستكشف راشد ومشروع حزام الكويكبات»، فإنها جميعاً تؤسس لخطوات مستقبلية تهتم بتعزيز تصنيع المركبات الفضائية وأجهزتها المعنية بها، وكلها أهداف من شأنها أن ترسخ قوة البرنامج الفضائي الإماراتي، وتعظيم دوره بما ينعكس على تطور وتقدم الدولة خلال السنوات المقبلة.

تعزيز المعرفة

ولفت الدكتور الباز إلى أن ما تم اكتشافه في الفضاء لا يذكر مقارنة بهذا العالم المجهول الذي يحتاج إلى عشرات السنوات وإلى إمكانيات هائلة لكشف أسراره وبالطبع يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، وأن كل يوم يحمل جديداً في ما يخص تعزيز المعرفة البشرية، التي تنعكس إيجاباً على خططنا وبرامجنا في كل الدول وبكل القطاعات سواء كانت اقتصادية أو بحثية علمية أو بيئية لحماية كوكبنا، وغيرها الكثير من الأهداف.

وفي ما يخص منطقتنا العربية فإنه لكي نستفيد من التطور الهائل الحاصل من قطاع الفضاء لينعكس على خططنا التنموية، وأن هذا الأمر تيقنت له الإمارات واختصرت عشرات السنوات في فترة وجيزة، والأهم من ذلك تسخير البنية التعليمية في المدارس والجامعات بكل التخصصات التي ترتبط بعلوم الفضاء غير المحدودة.

مركز عربي لأبحاث الفضاء

أشار الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» الأمريكية، إلى أن اكتشاف الفضاء يعتبر أهم تحديات استشراف مستقبل الدول، وأن الاهتمام بهذا المجال لم يعد اختياراً للدول التي ترغب في تحقيق التقدم والالتحاق بالوتيرة سريعة النمو في جميع المجالات.

منوهاً بأن الإمارات تهدف إلى أن تكون مركزاً لأبحاث الفضاء عربياً ومصدراً مستقبلياً لهذه العلوم، إضافة إلى تهيئة أبنائها وحتى المقيمين على أرضها لإلحاق أبنائهم بتخصصات لها علاقة بالقطاع الفضائي وعلومه.

ولفت أيضاً إلى أن اسم الإمارات أصبح متداولاً ومعروفاً عالمياً في مهام اكتشاف الفضاء وأن تعاونها مع مراكز أبحاث الفضاء العالمية ومتابعة أحدث ما يتضمنه هذا المجال سيزيد من ثقلها الدولي مستقبلاً، وأن هذا الفكر العبقري ليس بجديد على أبناء زايد.

 

 

Email