مئات القتلى وآلاف المصابين ضحايا الزلزال

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل ما لا يقل عن 2600 شخص وجرح ما يزيد على 11 ألفاً، كحصيلة أولية للزلزال الأعنف منذ نحو قرن الذي ضرب تركيا وسوريا فجر أمس، والذي بلغت قوته 7.8 على سلم ريختر، ساحقاً بنايات سكنية ومشيعاً المزيد من الدمار في مدن تركية وسورية، حيث شعر به سكان في قبرص ولبنان والأردن وفلسطين، وتلاه زلزال آخر كبير مع بداية الظهيرة بقوة 7.7 درجات.

وأعلن وزير الصحة التركي ارتفاع عدد الضحايا، حتى ساعات الليل الفائت، إلى 1651 قتيلاً و11119 مصاباً، ولا تزال هذه الحصيلة غير نهائية وخصوصاً أن عدد المباني التي انهارت في تركيا بلغ 8533. ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي تسبب فيه الزلزال الثاني الذي شعر به السكان أيضاً في أنحاء المنطقة في وقت يكافح فيه المنقذون لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض وسط ظروف جوية قاسية.

وقالت امرأة أصيبت بكسر في الذراع وجروح على وجهها وهي في سيارة إسعاف قرب حطام بناية مؤلفة من سبعة طوابق عاشت فيها في ديار بكر: «كنا نهتز مثل اهتزاز مهد طفل رضيع. كان هناك تسعة منا في المنزل، ابناي لا يزالان تحت الأنقاض... أنا في انتظارهما». وقال يونس سيزر رئيس إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا: «إن حصيلة الوفيات الناجمة عن الزلزال ارتفعت إلى 1498، فيما تسبب الزلزال في تهدم 8533 مبنى».

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال بأنه أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود، مرجحاً زيادة عدد القتلى مع استمرار جهود البحث والإنقاذ. وقال للصحفيين في مؤتمر صحافي في مركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة: «الجميع يضعون كل قلوبهم وأرواحهم في الجهود المبذولة، لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعّب من الأمور».

ارتفاع

وأظهرت لقطات بث حي من محطة «تي.آر.تي» التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها.

وفي سوريا، التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد على 11 عاماً، ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية نقلاً عن مسؤول كبير في قطاع الصحة أن عدد ضحايا الزلزال تجاوز حاجز 1000 قتيل على الأقل، وأكثر من 2400 إصابة. وسجلت معظم الإصابات في محافظات حلب (شمال) واللاذقية وطرطوس (غرب) وحماة (وسط).

وبثت وكالة «سانا» صوراً تظهر دماراً كبيراً في مدن عدة بينها جبلة واللاذقية، انهارت فيها أبنية بأكملها موقعة خسائر بشرية وأضراراً جسيمة.

في مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، نقلت وكالة «سانا» عن مصدر في محافظة حلب انهيار 46 مبنى على الأقل، ما أدى إلى مقتل 156 شخصاً من إجمالي الضحايا.

في حي الأربعين بمدينة حماة، انهار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق، فيما انهمكت فرق الإنقاذ والإسعاف في انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض.

وقال متحدث من الهلال الأحمر السوري في الحي لـ«فرانس برس»: «إن عدد السكان الموجودين في المبنى يبلغ نحو 125 شخصاً».

وأعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس في جميع المحافظات حتى نهاية الأسبوع، في وقت أفادت وزارة النقل عن وقف العمل بمصفاة بانياس نتيجة أضرار لحقت بأجزاء منها.

وفي مناطق الشمال السوري أوردت صحف مقتل 380 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين.

ورجحت ارتفاع حصيلة القتلى مع «وجود مئات العائلات تحت الأنقاض» وسط «صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ».

عائلات تحت الأنقاض

وتم إحصاء انهيار أكثر من 133 مبنى بشكل كامل و272 بشكل جزئي، عدا عن تصدع آلاف المباني في شمال غرب سوريا.

وأفاد مراسلو «فرانس برس» في شمال سوريا عن سقوط أبنية بأكملها فوق رؤوس قاطنيها. وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس وجنديرس (شمال حلب) وسرمدا (شمال إدلب).

وقال شهود: «إن الناس في دمشق وفي مدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين، نزلوا إلى الشوارع وخرجوا بسياراتهم للابتعاد عن مبانيهم تحسباً لانهيارها».

Email