مجلس حكماء المسلمين يدعو لتطبيق قيم «وثيقة الأخوة الإنسانية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا مجلس حكماء المسلمين جميعَ شعوب العالم إلى الاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي يوافق اليوم، من خلال التطبيق العملي للقيم الإنسانية السامية، التي نصّت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، ومن أبرزها قيم الخير والعدل والمحبة والسلام والتعايش المشترك.

ومن المقرر أن تشهد العديد من المناطق حول العالم اليوم احتفالات بهذه المناسبة، حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من ديسمبر بالإجماع اعتماد يوم 4 فبراير ذكرى توقيع الوثيقة يوماً دولياً للأخوة الإنسانية.

وينظم مجلس حكماء المسلمين وفروعه المختلفة حول العالم العديد من الفعاليات بهذه المناسبة.

وسيتم اليوم تكريم الفائزين بجائزة زايد العالمية للأخوة الإنسانية لعام 2023؛ التي تعد إحدى ثمار «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وتحتفي بالأشخاص والمؤسسات التي تعمل على ترسيخ السلام والعيش المشترك، وبناء جسور التواصل الثقافي والإنساني، وطرح مبادرات عملية ناجحة ومؤثرة لتعزيز الأخوة والتعايش الإنساني. وأكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن يوم الأخوة الإنسانية يجسد مبادئ الإخاء والسلمية، والتعاون المشترك لما ينفع البشرية. واعتبر العلّامة عبدالله بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن الاحتفاء الدولي بيوم الأخوة الإنسانية الذي اقترحته دولة الإمارات يدل على المكانة التي وصلت إليها الدولة بفضل توجيهات قيادتها الحكيمة، حيث أصبحت المرجع والنموذج في ترسيخ قيم السلام والتسامح والمحبة في العالم.

من جهة أخرى قال الدكتور عمر حبتور الدرعي مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إن جوهرَ «الإنسانيةِ» وتقدُّمَها وحياتَها في أُخوتها وتواصلِها وتسامحِها لافتاً إلى أن «الأخوةُ الإنسانية» بها نَستظلُّ في حاضرنا، وهي اليد التي نصافح بها العالم، ونَستشرفُ برؤيتها المستقبلَ.

وقال الدكتور أحمد الحداد عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إن ذكرى يوم الأخوة الإنسانية تتجدد في 4 من نوفمبر، ويتجدد الحديث معها عن أثر هذه الوثيقة بين البشرية معتبراً هذه الوثيقة التي يعتز بها المسلمون؛ لأنها تحقق مقاصد الإسلام في السلام والوئام بين الأنام.

مفاهيم

وقال القاضي المستشار إبراهيم آل علي عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إن دولة الإمارات تبنت وثيقة عالمية هي: «وثيقة الأخوة الإنسانية»؛ من خلال ترسيخ مفهوم التسامح الذي تنتهجه دولتنا الفتية باعتبارها دولة السلام والأمان التي تتميز بتنوعها الثقافي والحضاري، وتتجسد فيها دعوة العيش المشترك والتألف والتآخي.

وقالت الدكتورة شمة يوسف الظاهري عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إن الكرامة الإنسانية هي المصطلح الأعلى والأشمل لبيان القيمة الإنسانية والبشرية، والناظر في الشريعة الإسلامية وأحكامها يجد أن مكمنها وغايتها تحقيق مصلحة الإنسان بدرء المفاسد عنه في الدنيا والآخرة.

وقال فضيلة الشيخ أحمد الشحي عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إن من أهم القيم التي يحتاج إليها الناس في تعاملهم مع بعضهم على اختلاف ثقافاتهم وأعراقهم وأديانهم؛ التعايش السلمي فيما بينهم، واحترام بعضهم لبعض، فلا يظلم أحدٌ أحدًا وينتشر السلام والاستقرار في المجتمعات.

وأكد الفائزون بجائزة زايد للأخوة الإنسانية أن الجائزة أصبحت منارة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية، وتسعى لتحقيق التآلف بين الناس وبناء جسور التواصل والوئام، لحث الناس على تجاوز حدود الفرقة والانقسامات لتحقيق تقدم حقيقي يستند إلى قناعة ثابتة بقيم الأخوة الإنسانية، منهج لتقوية أواصر العلاقات الإنسانية. وقال المستشار محمد عبدالسلام أمين عام جائزة زايد للأخوة الإنسانية إن الجائزة التي تعد إحدى المبادرات العالمية التي أعلن عنها بعد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية والأولى من نوعها في العالم، والتي قدمتها الإمارات للعالم أجمع، وهي جائزة مستقلة تحظى برعاية خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وشيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان.

وأشار إلى أن الجائزة وقيمتها مليون دولار، تختلف عن غيرها من الجوائز العالمية المعروفة بما تمتلكه من مصادر قوة وتاريخ عريق وتستند إلى مئات السنين.

من جانبه، قال ماريو جيرو من سانت إيجيديو، الفائزة بالجائزة لعام 2023 وهي منظمة إنسانية مقرها العاصمة الإيطالية روما، إن جائزة الشيخ زايد للأخوة الإنسانية تأتي في هذا العالم الذي يعيش حالة من الصراعات والنزاعات لتغيير قواعد اللعبة وتنبه الناس إلى إمكانية السلام والتعايش السلمي فيما بينهم بعيداً عن اختلافات الدين أو اللغة أو اللون.

رعاية

وقالت شمسة أبوبكر المزروعي والمعروفة بلقب «ماما شمسة»وهي صانعة سلام وناشطة بارزة في كينيا، وجاء تكريمها بجائزة هذا العام تقديرًا لجهودها إنها تقوم برعاية أكثر من 10 آلاف شخص في منطقة ممباسا في كينيا وتقدم لهم المساعدات بصورة يومية، وتحميهم من الانخراط في الأعمال غير القانونية وأعمال العصابات المنتشرة هناك، مؤكدة أنها تعامل الجميع كأبناء، حتى أن الجميع ينادونها بـ «ماما شمسة».وأكدت أن الجائزة ستعطيها دفعة كبيرة لإنشاء مؤسسة خاصة لإيواء الأطفال والمشردين وبناء فصول تعليمية وتدريبية تساعدهم على اكتساب المهارات والعمل، وذلك بمساعدة الجامعات والمعاهد الموجودة في المنطقة.

Email