منتزه جبل حفيت .. سياحة وثقافة وتاريخ

الاستمتاع بتجربة التخييم في خيام تشبه الفقاعة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تتردد العائلات بمدينة العين، وحتى الأسر المقيمة، والسياح والزوار، على حد سواء، مع اعتدال الجو في فصل الشتاء، في التوجه إلى منتزه جبل حفيت الصحراوي الذي يعدّ ضمن منتزه جبل حفيت الوطني، وهي منطقة جبلية تعد أغنى المواقع في إمارة أبوظبي، من حيث التنوع الحيوي. ويوفر المنتزه الوطني الذي يشغل مساحة 81 كيلومتراً مربعاً، موئلاً للفصائل الرئيسية مثل المهر العربي وغيره الكثير.

كما يعد الحفاظ على التراث الثقافي مكوناً أساسياً في الاستراتيجية الثقافية لدائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي، وذلك لرفع الوعي بعناصره المختلفة لدى جميع أفراد المجتمع. حيث يمكن لزوار منتزه جبل حفيت الصحراوي أيضاً التعرف عن كثب إلى المناظر الطبيعية، وفهم كيف تغيرت على مدى ملايين السنين، وكيف اكتسبت أهميتها الثقافية والتراثية.

اعتراف

وصنفت «اليونيسكو» منطقة منتزه جبل حفيت الصحراوي كوجهة حيوية من مواقع التراث العالمي في العين وأول موقع مدرج على لائحة مواقع التراث العالمي في دولة الإمارات.

وأدرجت «اليونيسكو» المنتزه ضمن قائمتها التراثية بناء على قيمته العالمية المتميزة لأنه يقدم شهادة استثنائية على تطور ثقافات ما قبل التاريخ المتعاقبة في منطقة صحراوية خلال حقبة تمتد من العصر الحجري الحديث إلى العصر الحديدي.

وليس هذا فحسب، إذ عدّت «اليونيسكو» أن منطقة العين عموماً تمتلك «قيمة عالمية بارزة»، حيث تقدم مواقعها التاريخية المختلفة دليلاً استثنائياً على تطور ثقافات ما قبل التاريخ والمتعاقبة في منطقة صحراوية، ابتداءً من العصر الحجري الحديث، ولغاية العصر الحديدي.

اكتشافات

إن الزائر لمنتزه جبل حفيت الصحراوي سيكون له شغف بلا شك للتعرف على الاكتشافات الأثرية في المتنزه، لاسيما البقايا الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث، منذ ثمانية آلاف عام، إلى المدافن التي يبلغ عمرها أكثر من خمسة آلاف عام، وتم التنقيب عنها بناء على توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1959.

كما يتيح منتزه جبل حفيت الصحراوي لزواره الفرصة لمشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة، والمعالم الأثرية والتاريخية الفريدة المكتشفة في الموقع، إلى جانب ممارسة العديد من الأنشطة كالمشي، وركوب الدراجات الجبلية، وركوب الخيل، والإبل، والمشاركة في الجولات التي تقدم طوال اليوم حول المناظر الطبيعية في المنتزه، والاستمتاع أيضاً بتجربة التخييم لاسيما في الخيام التي على شكل فقاعة.

حيث يُعد هذا النوع من الخيام هو الأكثر رفاهية، كما أن 60 % منها مكشوف لتتمكن من الاستمتاع بالطبيعة المحيطة. يجسد المنتزه أسلوباً مبتكراً يأخذ بيد زواره لاستكشاف الإرث الذي تركه الأجداد وتفسيره والتفاعل معه والاستمتاع به، إذ يعد المنتزه الوجهة الترفيهية الأحدث في منطقة العين الخضراء، ويشكل في الوقت ذاته وجهة مميزة تستقطب المهتمين بالآثار والتاريخ في المنطقة، وعشاق المغامرات والأنشطة التفاعلية المتنوعة.

Email