الإمارات وباكستان.. علاقات تاريخية وروابط متجذرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية باكستان الإسلامية دعماً جديداً للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين.

والتي اكتسبت خلال العقود الماضية أبعاداً جديدة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما أسهم في توطيد ودعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.

وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية باكستان الإسلامية بعلاقات وثيقة وروابط تاريخية متأصلة قائمة على أسس متينة من المودة والاحترام المتبادلين، إذ تعد باكستان من أولى الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الإمارات، وهو ما يجسد عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والروابط الاجتماعية والثقافية التي تربط بينهما.

وتعتبر جمهورية باكستان الإسلامية دولة صديقة وشريكاً تجارياً وثيقاً لدولة الإمارات. وتولي قيادتا البلدين أهمية كبيرة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية.

وحرص القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على توطيد العلاقات الثنائية مع باكستان منذ البداية، وأكدت الدولتان التزامهما القوي بتعزيز أواصر الصداقة وتوسيع أفق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يعكس العلاقات التاريخية عميقة الجذور وآفاق التعاون الواسعة في شتى المجالات.

وتربط دولة الإمارات العربية المتحدة وباكستان علاقات راسخة في جميع المجالات أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

حيث تحرص الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز علاقات الصداقة مع باكستان على كافة الصُعد، وذلك من خلال الزيارات المتبادلة بين القيادتين، إضافة إلى الاجتماعات الدورية والاتفاقيات المتبادلة في شتى المجالات بين البلدين الشقيقين.

وتشير تقديرات وزارة الاقتصاد إلى أن حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وجمهورية باكستان الإسلامية تجاوز 15 مليار درهم بنهاية 2019 بزيادة مقدارها 3.2 مليارات درهم عن عام 2018 وبنسبة نمو30%.

وتعد دولة الإمارات ثالث أهم شريك تجاري عالمي لباكستان، حيث تستحوذ على أكثر من 8 % من تجارتها الخارجية، كما تعتبر الإمارات واحدة من أهم 5 وجهات تصدير لباكستان، والأولى في العالم العربي، كما أن 10 % من إجمالي واردات باكستان من العالم تأتي من الإمارات.

وعلى صعيد الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، بلغت قيمة الاستثمارات الباكستانية المباشرة في الإمارات أكثر من 2.3 مليار دولار بنهاية عام 2019، فيما بلغ الاستثمار المباشر لدولة الإمارات في باكستان 4.4 مليارات دولار بنهاية عام 2018، وهي حالياً في المركز الرابع بين الدول المستثمرة في الأسواق الباكستانية.

ومنذ البداية، اشتهرت دولة الإمارات العربية المتحدة بين جميع المجتمعات في العالم بفضل مساعداتها الإنسانية السخية، واستقرارها، وتسامحها، وابتكارها، ورؤيتها من أجل صحة وتعليم أفضل، إذ تعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكبر المستثمرين في باكستان، ونمت التجارة الثنائية بشكل مطرد على مر السنين.

وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساهمات كبيرة في برنامج القضاء على شلل الأطفال، حيث قدمت مساهمات سنوية حيوية واستجابت للنداءات للحصول على تمويل إضافي لمواجهة التحديات غير المتوقعة.

وبقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لبرنامج مكافحة شلل الأطفال في باكستان أسهم في التكاليف التشغيلية السنوية اللازمة لعام 2021 لحماية ما يقرب من 16 مليون طفل دون سن الخامسة من شلل الأطفال، في 84 مقاطعة من أكثر المناطق خطورة في باكستان وتوفير معدات الحماية الشخصية للعاملين في الخطوط الأمامية.

ويعمل حوالي 1.6 مليون باكستاني في الدولة، ويقومون سنوياً بتحويل مبالغ بقيمة 4.45 مليارات دولار، حيث تسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الكلي لباكستان.

وتعمل حالياً أكثر من 26 شركة إماراتية في باكستان، وهناك توجه نحو استكشاف قطاعات جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، إلى جانب ذلك دعوة المؤسسات والشركات الباكستانية للاستفادة من إمكانات البنية التحتية التي تتمتع بها دولة الإمارات، لتكون انطلاقة للوصول إلى أسواق جديدة، وفتح آفاق التعاون بين البلدين.

ووقعت كل من الإمارات وباكستان أكثر من 28 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشمل اتفاقيات تجنب ازدواجية الضرائب وترويج وحماية الاستثمارات الثنائية، إلى جانب اتفاقيات قضائية وسياسية وتجارية وثقافية.

ويلعب الطيران دوراً مهماً للغاية في تعزيز حجم التجارة الثنائية؛ حيث تقلع أكثر من 90 رحلة أسبوعياً من الإمارات العربية المتحدة إلى مدن مختلفة في باكستان.

Email