كشف العميد مروان عبد الكريم جلفار، مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بالوكالة في شرطة دبي لـ«البيان» أنه سيتم إطلاق مشروع «حصاد» الأول من نوعه في المنطقة والمكون من عدة مراحل حيث سيتم تخصيص 9600 متر مربع لعمل 14 صوبة زراعية لإنتاج 38 نوعاً من المحاصيل الزراعية بهدف الاكتفاء الذاتي والبيع بتكلفة مبدئية 3 ملايين درهم تبرع بهم فاعل خير.
ومن المتوقع أن يصل الدخل إلى مليون درهم في السنة الأولى، حيث سيتم تدريب 200 مواطن من النزلاء ومنحهم فرصة الاستمرار بعقود عمل بعد انتهاء محكوميتهم إلى جانب النزلاء من باقي الجنسيات، فيما تتضمن المرحلة الثانية زيادة الصوبات الزراعية إلى 10 أضعاف.
معايير
وتفصيلاً أفاد العميد جلفار بأن المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي تطبق أفضل المعايير العالمية في التعامل وتأهيل النزلاء، ومشروع حصاد سيسهم في إحداث نقلة نوعية في الاستفادة من طاقات النزلاء وإفادتهم عبر إتقانهم مهناً وحرفاً جديدة ضارباً مثالاً لنزيل هندي تمكن من تعلم الزراعة العضوية أثناء قضاء فترة محكوميته وبعد رجوعه إلى بلده تمكن من استثمار الأمر وتواصل مع الإدارة وأبلغها أنه حقق 4 ملايين درهم من هذا النشاط الذي تعلمه في المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي.
ولفت العميد جلفار إلى أن أفضل الممارسات المطبقة في الإدارة خدمة الإيداع الذكي التي تعتبر أول مؤسسة عقابية تطبق هذه الخدمة على مستوى الدولة، يستفيد منها النزلاء وذووهم، وخدمة التصوير الإلكتروني للأمانات الذي يعد أول مشروع من نوعه على مستوى الدولة يتم من خلاله تصوير الأمانات العينية للنزيل، وخدمة كاتب العدل، أول مشروع في الدولة يتيح لنزلاء المؤسسة إنهاء الطلبات المتعلقة بكاتب العدل عبر الاتصال المرئي.
وذكر أن المبادرات والمساعدات الإنسانية التي تبنتها الإدارة في العام الماضي، أسهمت في حل العديد من المشاكل لمختلف الجنسيات من نزلاء ونزيلات المؤسسات العقابية، خاصة تلك الحالات التي تستحق تقديم المساعدات المالية والعينية.
حيث قام قسم الرعاية الإنسانية بمساعدة 11 ألفاً و199 من نزلاء ونزيلات المؤسسات العقابية والإصلاحية في العام الماضي، بمبلغ وقدره 6 ملايين و841 ألفاً و130 درهماً ضمن 33 مبادرة، وتتمثل المساعدات الإنسانية في دفع رواتب شهرية لأسر النزلاء، ودفع رسوم دراسية لأبناء النزلاء من غير القادرين، وتسديد إيجار السكن لأسرهم.
ودفع رسوم علاج للنزلاء وذويهم، ومبالغ مالية للإفراج عن النزيل، وتذاكر سفر، ونظارات طبية، وديات شرعية، وتوزيع المير الرمضاني، وكسوة العيد، والحقيبة المدرسية، وغيرها من المساعدات والمبادرات الأخرى.
7190 خدمة
ولفت العميد جلفار إلى جهود الإدارة العامة للمؤسسات العقابية في بلورة رؤية واستراتيجية شرطة دبي في الشراكات المجتمعية وجودة تقديم الخدمات.
حيث بلغ عدد الخدمات المقدمة في العام الجاري 7190 خدمة، منها إصدار شهادات لمن يهمهم الأمر للنزلاء، واستلام جوازات ووثائق وتذاكر سفر النزلاء، والزيارات، وزيارات القناصل والهيئات الدبلوماسية لمتابعة أحوال رعاياهم، والاطلاع على الخدمات المقدمة والعناية الجيدة لهم.
ومن جانبه أشار الرائد محمد عبد الله العبيدلي، مدير إدارة تعليم وتدريب النزلاء في الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي أصبحت منارة تعليمية وتثقيفية للنزلاء من خلال البرامج والدورات الهادفة التي تقدمها، ومن خلال الدور الحيوي الذي تلعبه في تأهيل النزيل، عبر توفير برامج تعليمية وثقافية وتدريبية ورياضية، تساعدهم على الاندماج في المجتمع، الأمر الذي يؤكد أهمية تلك البرامج في الأخذ بمشعل الإصلاح دون الرجعة فيه.
ولفت إلى أنه تم تأهيل 320 نزيلاً العام الماضي في قسم البرامج المهنية منهم 22 نزيلاً مواطناً، عبر استكمالهم 18 دورة منها دورات في ميكانيكا السيارات والخياطة والإطفاء والإسعافات الأولية والمجسمات وقيادة السيارات وصناعة العطور، وفيما يتعلق بالجانب الرياضي حصلت الإدارة على المركز الخامس في بطولة كأس العالم للشطرنج التي تقام على مستوى المؤسسات العقابية والإصلاحية في العالم.
وفيما يتعلق بالنزلاء من كبار السن تم تخصيص برامج رياضية ومهنية وتأهيلية تناسب معهم وبلغ عدد المستفيدين منها العام الماضي 50 نزيلاً فوق 60 عاما، حيث خصصت عنابر لهم مجهزة وفقا لحالتهم الصحية والبدنية.
وأفاد العبيدلي بأن المبادرة الاستراتيجية المستديمة حول رعاية حقوق النزلاء التأهيلية والتي تتضمن الحقوق التعليمية والدينية والمهنية والرياضية استفاد منها 2800 نزيل العام الماضي، حيث تعتبر مبادرة «جليس» أول مرجع إلكتروني يضم 2000 كتاب بـ8 لغات منها العربية والإنجليزية والروسية والصينية من أنجح المبادرات التي أطلقتها المؤسسات العقابية والإصلاحية والفريدة من نوعها عالميا، ومن المتوقع أن يتم تعميم الفكرة على كافة المؤسسات العقابية والإصلاحية في الإمارات.