خلال زيارة يون سوك يول إلى الإمارات السبت

محمد بن زايد يبحث مع الرئيس الكوري العلاقات الاستراتيجية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يقوم يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة بزيارة دولة تبدأ يوم السبت المقبل وتستمر عدة أيام إلى دولة الإمارات.

ويلتقي الرئيس الكوري خلال الزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله حيث يبحثان علاقات الصداقة بين البلدين وفرص تنمية التعاون والعمل المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين. كما يبحث الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويحضر يون سوك يول فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد ضمن «أسبوع أبوظبي للاستدامة» بجانب لقاء عدد من المسؤولين في الدولة وزيارة بعض المشروعات التنموية الاستراتيجية.

تطوير

وقد شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين تبادلاً واسعاً للزيارات بين كبار المسؤولين، في إطار سعي البلدين إلى تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعاون العلمي والتقني كافة بالإضافة إلى بحث التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وتبادل وجهات النظر في مجمل القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

وأسِّست العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وافتتاح سفارة دولة الإمارات في العاصمة سيئول في عام 1987، وتميزت العلاقات الإماراتية الكورية بالاحترام المتبادل والتوافق في العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

واستمرت العلاقات الثنائية في التطور إلى أن وصلت إلى مستويات متقدمة وأصبحت شراكة استراتيجية تشمل المجالات الحيوية كافة وخاصة النفط والطاقة المتجددة والتعليم والتدريب وقطاعات التشييد والبناء والبيئة والرعاية الصحية وإنشاء وبناء المنصات النفطية البحرية، والمواصلات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والفضاء وغيرها.

وتعد الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بشراكة استراتيجية مع جمهورية كوريا، وبرز هذا التعاون المشترك والتوافق في الرؤى في الدور الذي تمارسه الجمهورية الكورية إلى جانب الإمارات العربية المتحدة في القضايا ذات الطابع الدولي ومنها على سبيل المثال قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية والمناخ وغيرها من الإسهامات في المشروعات الخيرية المشتركة.

هذه التطورات المهمة التي شهدتها علاقات البلدين جاءت نتيجة لسلسلة من الزيارات رفيعة المستوى بين القيادة في كلا البلدين ومن أبرزها زيارة الرئيس الأسبق لي ميونغ باك إلى دولة الإمارات في عام 2009 لتوقيع عقد إنشاء أربعة مفاعلات للطاقة النووية في الإمارات ضمن برنامجها السلمي للطاقة النووية، وكذلك زيارة الرئيسة الكورية السابقة بارك كون هيه في عام 2015 والتي نتج عنها توقيع الاتفاقية الإطارية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

وتشهد العلاقات مع الجمهورية الكورية تقدماً أساسياً بفضل الاتفاقيات المتعلقة ببناء محطات توليد الطاقة النووية في أبوظبي وتأسيس شراكة استراتيجية بين حكومة أبوظبي والجمهورية الكورية والتي تم توقيعها في ديسمبر 2009.

وقد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارات متتالية إلى جمهورية كوريا في مايو 2010، وفي مارس 2012 وفي أبريل 2014.

استحواذ

وتعد الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً لكوريا الجنوبية، إذ تستحوذ الدولة على نحو 27 % من مجمل تجارتها مع الدول العربية، فيما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نحو 4.9 مليارات درهم في عام 2020.

وتشمل صادرات الإمارات الرئيسة إلى الجمهورية الكورية النفط الخام والمنتجات النفطية والألمنيوم وغاز البترول المسال فيما تشمل الصادرات الكورية الرئيسة لدولة الإمارات المنتجات الإلكترونية الحديثة، والسيارات والمعدات والمنشآت النفطية، وبسبب التوسع في المشروعات المشتركة ارتفعت أعداد الزوار والمقيمين الكوريين في الإمارات.

حيث بلغ عدد الكوريين المقيمين في الدولة 15 ألفاً فيما وصل عدد الشركات الكورية التي تعمل في الإمارات إلى 200 شركة عاملة، وبفضل الخطوط المباشرة من أبوظبي ودبي إلى سيئول فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين تشهد قفزة كبيرة.

شراكات

ووقعت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية عدداً من مذكرات التفاهم تهدف إلى تعزيز الشراكات الثنائية والتعاون بين البلدين وتطويرها إلى آفاق جديدة من العمل المشترك في مختلف القطاعات.

وعلى صعيد السياحة الطبية في السنوات الأخيرة، برز اسم كوريا الجنوبية إحدى أهم الوجهات السياحية الطبية في منطقة الشرق الأوسط والتي حققت شهرة واسعة عالمياً، إذ بلغ عدد المرضى الذين قدمت لهم الرعاية الطبية في المستشفيات الكورية 3384 في عام 2017.

وعقد الاجتماع الرابع للجنة المشاورات رفيعة المستوى في شأن التعاون النووي بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة جمهورية كوريا الجنوبية في يناير 2022، ووافقت اللجنة على إنشاء المجلس الإماراتي الكوري لبناء القدرات الشبابية في القطاع النووي حيث يوفر منصة تعليمية للشباب المهندسين المتخصصين في المجال النووي من أجل تبادل الخبرات وتعزيز المشاركة في هذا القطاع.

وتتألف لجنة المشاورات رفيعة المستوى في شأن التعاون النووي بين الإمارات وكوريا الجنوبية من ثلاث مجموعات عمل تتعلق المجموعة الأولى بمحطة براكة للطاقة النووية والمشروعات الدولية، فيما تتعلق مجموعة العمل الثانية بالعلوم النووية والتكنولوجيا والبحوث والدراسات، وأخيراً تغطي المجموعة الثالثة تشريعات الأمان النووي والأمن النووي.

وتتبنى كل مجموعة عمل برنامج عمل يتضمن عدداً من المشروعات المشتركة المزمع تنفيذها لتعزيز التعاون النووي مثل تبادل خبرات التشغيل والتعاون في مشروعات نووية دولية، والبحوث والدراسات وبناء القدرات والأمن السيبراني وغيرها.

Email