تشمل إدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والهندسة

أكاديميون لـ«البيان»: 3 برامج الأكثر طلباً لوظائف الغد

ت + ت - الحجم الطبيعي

استشراف المستقبل والتخطيط الجيد له يمثلان إحدى السمات المميزة لتجربة التنمية في الإمارات، التي تنظر دوماً إلى الأمام، وتتطلع باستمرار إلى تحقيق الريادة في المجالات كافة بما يعزز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة، لذا يتعين على المؤسسات الأكاديمية تحديث برامجها باستمرار لتواكب هذه التوجهات وتتلاءم مع وظائف سوق العمل المستقبلي.

وأوضح عدد من الأكاديميين لـ«البيان»، أن التقنية وأدواتها وتطوراتها المتسارعة قلبت الموازين وغيرت العالم نحو «الاقتصاد الرقمي» والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والميتافيرس، التي غيرت شكل ونوعية الوظائف المطلوبة لسوق الغد وما يتطلبه من مهارات رقمية وحياتية، مشيرين إلى أن هناك 3 برامج تعتبر الأكثر طلباً لوظائف الغد وهي: إدارة الأعمال، وتكنولوجيا المعلومات والمجالات ذات الصلة، والهندسة.

تغيير جوهري

وأكدوا أهمية إحداث تغيير جوهري في عدة محاور رئيسية بداية من المنظومة التعليمية وصولاً لمتطلبات سوق العمل والحياة الذكية لما سنشهده من تحول في المستقبل القريب في اعتماد أكبر على الأنظمة الذكية بما فيها المدن والشوارع والبنايات الذكية التي ستغير أسلوب حياتنا بطريقة جذرية.

من ناحيته، يوضح الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن الشركات تفضل توظيف الكفاءات من ذوي المهارات التقنية والشخصية، لذا يحتاج العاملون إلى صقل مهاراتهم أو إعادة التأهيل والتي تعني تدريب العامل من أجل اكتساب مهارات جديدة أو تحسينها، ويتعين التغيير في المهارات المطلوبة عبر الوظائف خلال السنوات الخمس المقبلة تفادياً لاتساع فجوة المهارات بسبب تنامي الاعتماد على التكنولوجيا بدرجة كبيرة.

وأضاف أنه في عام 2025 سيكون الفكر التحليلي والإبداع والمرونة من أكثر المهارات التي يشتد الطلب عليها من خلال الوظائف المختلفة والمتنوعة، فأصحاب العمل يرون أن التفكير النقدي والتحليل وحل المشكلات ستكتسب أهمية متزايدة في الأعوام المقبلة.

استشراف المستقبل

من ناحيته، يقول الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن، مدير جامعة الوصل، أن الجامعة تعمل على استشراف المستقبل والتعرف أكثر إلى احتياجاته بما يعزز جهود التطوير وطرح برامج تلبي هذه الاحتياجات وترفد نسب التوظيف ما بعد التخرج بين الطلبة، وتثري مهاراتهم ومعارفهم للنجاح في سوق العمل والمساهمة بشكل فعال في مسيرة النمو والتطور التي تشهدها الدولة، لا سيما لمواكبة الخمسين المقبلة.

وبين ضرورة الاستعداد لمواكبة التطور التقني وتأثيراته على الوظائف من مراحل التعليم الأساسي، وبالتوعية للمجتمع والآباء والأمهات لتجهيز أبنائهم للمستقبل، وأن العصر الحالي والقادم هو عصر العمل عن بعد وعصر الذكاء الاصطناعي والبيانات وإنترنت الأشياء، مشيراً إلى أن أكثر التخصصات التي ستكون مطلوبة تشمل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات.

ويشير الدكتور خالد هنيدي أستاذ الإعلام، إلى أن التغيرات في قطاع التقنية والتحول الرقمي متسارعة ويلحقها تغيرات في سوق العمل ونوعية الوظائف المطلوبة، ما يستدعي مواجهة التغييرات بتوفير الخبرات والمهارات المطلوبة، وهو جهد جماعي يجب أن يشترك فيه الجميع من مراحل التعليم الأساسي والجامعي، وفي القطاع الخاص الذي يجب أن يواكب التطورات التقنية الحاصلة بتوفير التدريب اللازم.

وظائف أعلى أجراً

إلى ذلك، يقول جاري فرنانديز، مسؤول قسم الطلبة المحتملين في جامعة هيريوت وات دبي: «ليس من الغريب أن تكون إدارة الأعمال والهندسة وتكنولوجيا المعلومات من بين الوظائف الأعلى أجراً في الشرق الأوسط، ومع وتيرة التحول الرقمي والتكنولوجي، أصبحت الوظائف أكثر دقة وتعقيداً، إذ لا يقتصر الأمر على وجود وظائف ناشئة في مجالات معينة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنية النانو، ولكن يتم أيضاً دمج بعض هذه التخصصات.

وتحدث على سبيل المثال، عن مجال الروبوتات الذي يجمع بين الإلكترونيات وبرامج الكمبيوتر والميكانيكا، لافتا إلى أن الخريجين الذين يشغلون أدواراً تشغيلية مثل الخدمات اللوجستية وإدارة المشاريع والعمليات يسعون إلى الحصول على ماجستير إدارة الأعمال، مما يضيف ميزة إدارية إلى شهاداتهم. وأضاف أنه يجب على الجامعات تصميم برامجها وفقاً لهذه المتغيرات لمنح طلابها فرص الحصول على وظيفة مستقبلاً.

وأشار إلى أن المحاسبة الإدارية تعتبر واحدة من أفضل 10 وظائف في دليل رواتب روبرت هاف الإمارات لعام 2020، حيث إن الأعمال التجارية تتماشى مع العديد من المجالات المختلفة.

وذكر أن جامعة هيريوت وات تقدم درجة الماجستير في الريادة الرقمية، والتي تهدف إلى دمج التكنولوجيا مع إدارة الأعمال، كما تقدم كلية إدنبرة للأعمال ماجستيراً في تحليلات الأعمال والاستشارات وقد طرحت درجة الماجستير في برنامج المحاسبة التطبيقية أخيراً بسبب الأهمية المتزايدة لريادة الأعمال والشركات الناشئة التي تبحث عن محترفين ذوي خبرة في المحاسبة.

أهداف الطاقة المتجددة

وذكر أنه وفقاً لتقرير وظائف المستقبل الصادر عن EDF Energy، فإن الوظائف في مجالات العلوم والبحوث والهندسة والتكنولوجيا أسرع مرتين من المهن الأخرى بنسبة 6٪ مقابل 3٪، مدفوعة بعوامل تشمل الاستثمار في البنية التحتية والابتكار الرقمي، كما تعتبر الهندسة من بين الوظائف الأكثر طلباً لا سيما مع أهداف الطاقة المتجددة والاستدامة التي تعتلى قمة جداول الأعمال العالمية.وأشار إلى أن جامعة هيريوت، تقدم درجات علمية في الهندسة الكيميائية والميكانيكية وهندسة الطاقة والروبوتات والأنظمة المستقلة والتفاعلية.

Email