مخاطرها غير محسوبة.. رغم التحذيرات والتوعية

مطاردة الأمطار.. طيش وهوس يستنزفان الشباب

التحذيرات الشرطية تساعد على تفادي الكوارث | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد المناطق المطلّة على الأودية، حالة فرح استثنائية، تعيشها العائلات وأطفالها خلال موسم هطول الأمطار وجريان الأودية، إلا أن تلك الفرحة تنقلب فجأة على وقع صرخة أحدهم، في محاولة لطلب المساعدة لإنقاذه من الغرق داخل المياه شديدة الجريان، أو البرك التي تغطيها المخلّفات، لتزهق روح الغريق؛ جاذباً معه آخرين ممن يقدمون له المساعدة في محاولة إنقاذه.

وذلك نتيجة لعدم الالتزام بتعليمات السلامة التي تبثها الجهات المختصة قبل بدء تقلبات الحالة المناخية، مدفوعاً بحالات طيش وهوس هدفها مطاردة لقطة تصوير، رغم تحذيرات الجهات المختصة بعدم الاقتراب من المناطق الجبلية، إلا أن تلك التعليمات تجد في مقابلها سلوكيات متهورة وغير محسوبة المخاطر في الوقت ذاته، سواء بالاقتراب من حواف الأودية التي تنهار سريعاً.

حيث تكون التربة «هشة» عند الوقوف عليها، أو الدخول بالمركبات إلى الوادي خلال جريان المياه، متجاهلين خطورة ذلك الأمر الذي قد يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية، حيث يصعب من سرعة وصول فرق الإنقاذ المنتشرة في تلك المناطق خلال تلك الظروف المناخية والعوامل الأخرى التي تسببها شدة هطول الأمطار وجريان الأودية.

خطط

أكد المهندس محمد سيف الافخم مدير عام بلدية الفجيرة أن هنالك دوما خطة متكاملة للحالات الناتجة عن مياه الأمطار الغزيرة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بالإمارة، والعمل على توفير الآلات والمعدات للتعامل السريع مع تجمعات مياه الأمطار، وذلك استمراراً لدورها في الحفاظ على راحة وسلامة الجمهور.

لافتا بانه جاري التنسيق مع وزارة الطاقة والبنية التحتية للاستعجال في تنفيذ مشروع قنوات تصريف مياه الامطار بالفجيرة، بهدف رفع كفاءة الطرق وحماية المنشآت والمناطق السكنية من تجمعات مياه الأمطار خلال فصل الشتاء.

وأوضح الافخم بأن فرق البلدية على أهبة الاستعداد لمواجهة آثار تجمعات مياه أمطار الخير، حيث يحرصون على توزيع عدد من صهاريج سحب المياه و المضخات .

حيث تتركز العمليات التشغيلية على مختلف الشوارع و المناطق السكنية في الإمارة و ضواحيها ، لافتا أن البلدية تقوم و بشكل مستمر بمتابعة الأحوال الجوية من المركز الوطني للأرصاد، ، مع جاهزية الفرق للتعامل مع مع الشكاوي و البلاغات على مدار الساعة، و فرق العمل على استعداد لتلقي أي بلاغ حول تجمعات المياه عبر الاتصال على الرقم 80036.

ردم الحفر المهجورة

وأشار الافخم انه في وقت سابق نفذوا حملات لردم الآبار والحفر المهجورة، التي تُشكّل خطراً على سلامة الأرواح، بالتنسيق والتعاون مع هيئة الفجيرة للبيئة، ودائرة الأشغال والزراعة، وقال إنه تم تشكيل فرق لتنفيذ عملية حصر الآبار من خلال عملية مسح شاملة لجميع الآبار المهجورة والمكشوفة وردمها وتسويتها في كافة مناطق الإمارة، لتأمين السلامة للجميع.

تحذير

وأكد العميد أحمد الصم النقبي مدير إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، أن بعض أفراد المجتمع قد يخطئ في حساباته خلال الاستمتاع بجريان الأودية الجبلية سواء بالاقتراب من حواف تلك المناطق أو الدخول إليها بالمركبات، ويعتقدون أن تلك المغامرة يمكن السيطرة عليها.

حيث يحدث ما هو غير متوقع، وتنقلب الفرحة إلى استغاثة لإنقاذه والمرافقين معه، في ظل شدة ارتفاع منسوب المياه وجريانها بقوة.

وأشار إلى أن القيادات الشرطية على مستوى الدولة تحرص على تنفيذ تعليمات وزارة الداخلية من خلال بث النشرات التوعوية والتحذيرات عبر المواقع الرسمية والتواصل الاجتماعي للشرطة ونشرها في الصحف ووسائل الاعلام الأخرى قبل حلول التقلبات المناخية وتدعو من خلالها قائدي المركبات بالابتعاد عن المواقع الجبلية لعدم التعرض للانهيارات الصخرية التي تجرفها المياه، أو مواقع الأودية التي تشهد جريان المياه بشدة أو الاستعراض بالنزول إلى البرك والممرات المائية التي تشكل خطورة كبيرة على قائد المركبة والمرافقين له.

حرص

وأكد العميد أحمد الصم، حرص القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة على سلامة أفراد المجتمع من خلال تشكيل فريق عمل من إدارة المرور والدوريات ودائرة البلدية ودائرة الخدمات العامة برأس الخيمة ووزارة الطاقة والبنية التحتية للعمل قبل فترة التقلبات المناخية وبعدها.

بالإضافة إلى بث النشرات التحذيرية التي تستهدف قائدي المركبات من مخاطر المنزلقات الجبلية، وانهيارات الطرق التي تؤدي إلى عدم السيطرة على المركبة في ظل تحرك الرمال والمخلفات على الطرق وتؤدي إلى تشكيل عائق امام المركبات.

مؤكداً أن رجال المرور والدوريات ينتشرون قبل هطول الأمطار على مختلف مناطق الإمارة الداخلية والخارجية لوضع الحواجز بهدف توعية قائدي المركبات لتلك الطرق الخطرة ومنعهم أحياناً اذا تطلب الأمر من دخولها لسلامتهم.

وأشار إلى أهمية اتباع قوانين السير والمرور التي تنص على مخالفة قائد المركبات الذي يعرض حياته والمرافقين له عند دخول مناطق الأودية الجبلية أو الاقتراب منها أياً كانت خطورتها، بالإضافة لعرقلة حركة الدعم والمساندة التي يقدمها رجال المرور والدوريات وتشتيتهم عن القيام بأعمالهم سواء بتنظيم حركة السير والمرور أو الإسعاف والإنقاذ في تلك المناطق التي تشهد سقوط الامطار وجريان الاودية.

تعليمات

وأكد النقبي، أهمية اتباع قائدي المركبات للتعليمات التي تبثها القيادة العامة للشرطة، من خلال تخفيف سرعة المركبة اثناء الرؤية المحدودة، وترك مسافة أكبر خلف السيارات التي أمامك، واحتساب السرعة والوقت لضمان التوقف الآمن التام، وتشغيل مصابيح الضوء المنخفض اثناء القيادة في النهار، والانتقال للمسارات ذات السرعة المنخفضة.

وعدم استخدام الإشارات الرباعية إلا في حالة الوقوف التام أو الوقوف المفاجئ على جانب الطريق، وتجنب تغيير المسار إلا للضرورة، وتفقد ماسحات الزجاج، والتأكد من حالة الإطارات والمكابح بشكل دوري، وتجنب التوجه للمواقع الجبلية التي تزيد فيها احتمالية تشكل السيول وجريان الأودية.

مجازفة

وأكد الدكتور العقيد سالم بن حمضة، مدير إدارة الدفاع المدني في أم القيوين، أن المجازفة بعبور الأودية يشكل خطورة على أفراد المجتمع، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المختصة في تقديم النصح والإرشاد حول خطورة المجازفة وعبور الأودية وتوخي الحذر الدائم مع كل حالة جوية خصوصاً عند سقوط الأمطار.

إلا أن تلك المشاهد غير المسؤولة تتكرر أحياناً مع كل حالة جوية، في ظل تهور بعض الشباب والأفراد بالمجازفة في عبور الأودية وعدم المبالاة والاستهتار بقوة جريانها، مسببين مآسي مجتمعية بفقدان في الأرواح والممتلكات.

وأضاف: تساهم تلك السلوكيات في زيادة تحديات فرق الطوارئ والمساندة التابعة للجهات المعنية من خلال بذل جهد وتكاليف مضاعفة بعملية البحث والانتشال، لافتاً إلى أن إمارة أم القيوين لا توجد بها أودية تشكل خطورة على الساكنين.

ورغم ذلك تعمل إدارة الدفاع المدني على بث التوعية بعدم ارتياد الأودية في المناطق الأخرى، كما تدعو أفراد المجتمع إلى الإبلاغ عن أي مناطق للحفر أو تجمع لمياه الأمطار يشكل خطورة حتى يتم التعامل معها.

وأكد بن حمضة، أهمية متابعة أفراد المجتمع للنشرة الجوية والاطلاع على أحوال الطقس، خصوصاً قائدي المركبات وسائر أفراد المجتمع، حتى يكونوا مستعدين لتلك الحالة الجوية المتغيرة.

وضرورة تكثيف التوعية بمخاطر عدم الاستجابة لتحذيرات الأرصاد عبر الوسائط كافة، حتى تصل إلى شرائح المجتمع، داعياً إلى ضرورة التقيد بالإرشادات التي تصدرها الأرصاد الجوية، وعدم الخروج إلى المناطق المكشوفة ومناطق جريان الأودية، وعدم المخاطرة بقطع مياه السيول والتقاط الصور والفيديوهات في تلك المناطق.

استعدادات

وأضاف مدير إدارة الدفاع المدني في أم القيوين: أن فرق الدفاع المدني بالإمارة دائما ما تكون مستعدة لتقلبات الطقس، حيث يتم تجهيز المضخات وتناكر المياه لشفط المياه من الأماكن المنخفضة، لتلافي أي حوادث أو مفاجآت قد تحدث في مثل تلك الظروف.

لافتا الى أن غرفة العمليات بإدارة الدفاع المدني على أتم الجاهزية لاستقبال البلاغات، محذرا في الوقت ذاته من التواجد بالقرب من مجاري الأودية والمناطق المنخفضة لما يشكله ذلك من خطورة على مرتادي تلك المناطق.

انزلاقات طينية

وأكد الدكتور مهندس محمد الشافعي الخبير الهندسي والمدير العام لشركة الواجهة الجميلة لمقاولات البناء، أن طبيعة المناطق الجبلية تختلف بشدة عن الطرق الأسفلتية والطينية.

حيث تكون مكوناتها من الرمال والصخور التي لا تتمتع بالصلابة عند الوقوف أو تحرك المركبات عليها، لتتحول طبقة السطح إلى طبقة «هشة» وأقل تماسكاً خلال جريان مياه الأودية الشديدة، نتيجة لتشبع رمال التربة بالمياه مما يجعلها سهلة الانزلاق.

وحذر الشافعي، قائدي المركبات من غضب الطبيعة وخاصة بالمناطق الجبلية ومواقع جريان الأودية .

حيث تكون التربة غير مستقرة مما يجعلها مناطق خطرة للاقتراب من حوافها أو استعراض قائدي المركبات بالدخول إلى تلك المياه .

والتي يغيب عنهم مدى عمقها أو شدة جريان المياه التي تجرف المركبة، في ظل ما تحمله تلك المياه من صخور ورمال تساهم في شدة وقوة الجريان، دون مراعاة لقواعد السلامة المرورية ظناً من تلك الفئة بقوة المركبة وأن التربة ثابتة على عكس الواقع.

مواطنون: أهمية تكاتف أولياء الأمور مع مؤسسات الدولة في توعية الأبناء

أكد مواطنون أهمية تكاتف أولياء الأمور مع مؤسسات الدولة في توعية الأبناء بمخاطر الاقتراب من مناطق الأودية الجبلية خلال جريان المياه، التي باستطاعتها جرف أكبر الأوزان؛ سواء المركبات أو الصخور.

وأبدى خلف سالم بن عنبر استغرابه من السلوكيات الطائشة التي يقوم بها أفراد المجتمع الذين يحرصون على ملاحقة ومطاردة جريان الأودية بهدف التصوير، والدخول بالمركبة إلى داخل الوديان التي تشكل خطراً كبيراً عليهم وعلى المرافقين لهم داخل المركبة، غير عابئين بتعليمات السلامة للجهات المختصة بعدم ارتياد البر ومناطق الوديان والسيول أثناء سقوط الأمطار .

حرص

أوضح المواطن جمعة أحمدي أن فترة الشتاء هي فرصة لرحلات البر للاستمتاع بطبيعة الإمارات المتفردة حيث يحرص على الخروج مع عائلته وأحياناً مع أصدقائه للجلوس خارج المنزل في الهواء الطلق، لافتاً إلى أن أجواء الشتاء هي الأجمل التي تجتذب كل الأسر خاصة في موسم الأمطار التي يتهافت فيها الناس لزيارة المناطق الجبلية بغية مشاهدة ما خلفته من مياه جارية وأودية.

خطر المياه الضحلة

وقال المواطن سيف الشامسي إنه يحرص خلال الأجواء الماطرة على اتباع قوانين السلامة مع أسرته وعدم المجازفة بالاقتراب من السدود ومجاري الأودية القوية حيث لا يعلم الشخص مدى قوة الطبيعة التي تؤدي إلى خسائر في الأرواح.

لذلك يحرص على الخروج في موسم الشتاء في أماكن طبيعية جميلة بعيدة عن البرك المائية أو الحفر العميقة وتكون أماكن مخصصة لجلوس العائلات مثل منطقة العقة والفقيت وثوبان ومسافي بغية الاستمتاع براحة وآمان دون الوقوع في مخاطر الطبيعة الجبلية .

 

Email