تحت الرعاية الكريمة لحرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وبتوجيهات وحضور الشيخة أمينة بنت حميد الطاير، رئيسة جمعية النهضة النسائية بدبي، احتفلت الجمعية، أمس، بالعرس الجماعي التراثي الأول للنساء، وذلك بمركز دبي التجاري العالمي، قاعة زعبيل، في مبادرة تنظمها الجمعية سنوياً ممثلة في مركز النهضة للاستشارات والتدريب، والمنبثقة عن مبادرة زفة حراير، التي يتبناها المركز، ويعتبر هذا العرس الجماعي التراثي الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات.
وحضر العرس الشيخة أمينة بنت حميد الطاير، والشيخة عفراء بنت حشر آل مكتوم، والشيخة فاطمة بنت حشر آل مكتوم، ومعالي حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، وكل من صابرين اليماحي، وهند العليلي، وناعمة المنصوري، وعائشة الملا، عضوات المجلس الوطني الاتحادي، وميثاء بو حميد مديرة نادي دبي للصحافة، وعزة سليمان محمد بن سليمان، الأمين العام المساعد للجنة الأولمبية الوطنية، وخولة بنت سعيد النابودة نائبة رئيسة الجمعية، وزوجات القناصل، والرعاة وأهالي العرسان.
ويأتي تنظيم هذا العرس دعماً للمبدأ الثامن من مبادئ عام الخمسين، وهو الحفاظ على القيم والثقافات والهوية الوطنية، وضمن الخدمات المقدمة من جمعية النهضة النسائية، سعياً منها لتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ العادات والتقاليد الأصيلة؛ ومنها الخاصة بعادات وتقاليد الزواج، حيث قامت الفكرة على تجهيز عرس تراثي بالكامل، ابتداء من تجهيزات العروس والزفة، وصولاً إلى مكان العرس والمدعوين الخاصين بهم.
وتميز العرس بالطابع التقليدي وعادات خاصة بالمجتمع الإماراتي، تلك العادات التي توارث تفاصيلها الآباء والأجداد، إيماناً بأهمية ترسيخ الهوية الوطنية والاعتزاز بالموروث، وشكل العرس الجماعي، أمس، صورة من صور التلاحم المجتمعي، نحو تحقيق التماسك الأسري، وتعزيزاً لاستراتيجية الدولة في محور الاهتمام بالأسرة الإماراتية، والمحافظة على نسيجها الثقافي والاجتماعي، وتم دمج ليلة الحناء وحفل الزفاف في ليلة واحدة، لتخفيف تكاليف العرس على الشباب.
سعادة واستقرار
وثمنت خولة النابودة المشرف على مركز النهضة للاستشارات والتدريب عضو مجلس إدارة جمعية النهضة النهضة النسائية بدبي دور المؤسسات الداعمة، والمشاركة في إنجاح العرس الجماعي التراثي، إذ تم تنظيم العرس بالتعاون مع العديد من المؤسسات والجهات، تأصيلاً لقيم التلاحم في مجتمع الإمارات المتعاضد وسعياً لتحقيق السعادة والاستقرار.
وأشارت إلى أن إقامة الأعراس الجماعية هو قيمة متوارثة في مجتمع الإمارات.
وأفادت عفراء الحاي مديرة مركز النهضة للاستشارات والتدريب بجمعية النهضة النسائية بدبي بأن عدد المشاركين 10 عرسان، مشيرة إلى أن العرس ازدان بمظاهر فرح وسعادة، شاركها الحضور من المدعوات والمنظمين، مزهواً بالتمسك بالموروث الإماراتي القديم، واستعراض جماليات وأصالة الطابع التقليدي للأعراس التراثية في دولة الإمارات بصورة ناطقة، تعبر عن فرادة أجواء العرس التراثي، وتسليط الضوء على العادات المتبعة للزواج في المجتمع الإماراتي، والتعرف على الملابس التقليدية وأنواع الحلي الخاصة بالزواج التراثي، في خطوة تهدف إلى الحفاظ و الفخر بالإرث الثقافي الغني لدولة الإمارات، وروح المروءة والشهامة من خلال الفنون الشعبية الإماراتية، وتعزيز قيم الاعتزاز بالهوية، حيث أصبحت هذه الفنون رمزاً لهوية الدولة، ووحدتها كونها تجسد القيم التراثية الأصيلة للثقافة الإماراتية.
ولفتت إلى أن إقامة العرس يأتي تماشياً مع النهج، الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتلاحماً مع مساعي الدولة الرامية إلى الابتعاد عن المغالاة في تكاليف الزواج، وتكوين أسر إماراتية مستقرة بلا ديون، واستجابة لتوجيهات القيادة، التي شجعت على إقامة حفلات الزفاف الجماعية. وأوضحت أنه تم تصميم أثواب «العرائس» بحرفية، تجمع بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر على يد مصممات إماراتيات متخصصات في الزي التراثي، كما تم تزيين العرائس بالحلي التقليدية، والتي أبرزها المرية والمنثورة والستمي والحقب والمرتعشة والشناف والنكلس وحيل بوالشوج والكواشي والطاسة والهيار وغيرها.
فنون شعبية
تم تقديم أطباق شعبية بلمسة عصرية، تضم مكونات أصيلة محضرة بأسلوب مميز، كما تم تزيين القاعة بملامح الماضي الأنيق على يد أمهر المصممات الإماراتيات، وكانت أهازيج العرس كلها من الفلكلور الشعبي، الذي يعكس الفنون الشعبية الإماراتية والتراث الثقافي مثل «اليولة» و«الرزيف»، كما التزم الحضور بلبس الثوب الإماراتي العريق، لتكتمل تفاصيل الفرح بوجودهم.