دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، مشروع توسعة ميناء خليفة بتكلفة إجمالية بلغت أربعة مليارات درهم.
واستمع سموه من فلاح محمد الأحبابي، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي، إلى شرح حول التوسعات التي شهدها ميناء خليفة منذ افتتاحه قبل عشر سنوات، وإلى أهم الخطط المستقبلية للميناء، باعتباره أحد أهم الموانئ في المنطقة. بعدها، قام سموه بجولة حول التوسعات الجديدة للميناء والخدمات اللوجستية التي يقدّمها في حركة التصدير والاستيراد.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة: «إن مشروع توسعة ميناء خليفة يعد أحد المشاريع الوطنية النوعية، الذي يشكل إضافة مهمة إلى مرافئ الدولة وخدماتها اللوجستية، ويعزز موقع دولة الإمارات في حركة التجارة العالمية»، مشيراً سموه إلى أن ميناء خليفة وغيره من موانئ الدولة تعد رافداً مهماً من روافد تنمية الاقتصاد الوطني وتنويعه.
ودوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، أمس: «دشنا اليوم مشروع توسعة ميناء خليفة.. الإمارات تواصل تعزيز حضورها في حركة التجارة العالمية من خلال إمكاناتها اللوجستية الكبيرة وخبراتها المتراكمة في قطاع النقل البحري.. الموانئ رافد مهم لاقتصادنا الوطني.. وحريصون على التطوير المستمر لقدراتنا في هذا المجال الحيوي».
حضر التدشين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومحمد علي محمد الشرفاء الحمادي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية عضو المجلس التنفيذي، وعدد من المسؤولين.
سلسلة نجاحات
يشكّل تدشين صاحب السمو رئيس الدولة توسعة ميناء خليفة إنجازاً آخر تعتز به مجموعة موانئ أبوظبي، ويضاف إلى سلسلة من النجاحات التي حققتها خلال العام الجاري، التي تمثلت بإدراجها في سوق أبوظبي للأوراق المالية، وافتتاحها خطوطاً تجارية جديدة، جنباً إلى جنب مع استكمالها مجموعة صفقات استحواذ، وإجراء تحوّل جذري في أعمالها ومحفظة خدماتها، بجانب بناء علاقات وثيقة مع شركاء تجاريين من اقتصادات رائدة وناشئة.
شمل مشروع توسعة ميناء خليفة، تطوير الرصيف الجنوبي والمنطقة اللوجستية ومرافئ أبوظبي، عبر استثمار إجمالي وصل إلى أربعة مليارات درهم، ما أسهم في توسيع مساحة الميناء من 243 هكتاراً إلى 709 هكتارات، في حين زاد طول جدار رصيف الميناء من 2.3 كيلومتر إلى 11.7 كيلومتراً، وأصبح الميناء بفضل المشروع الطموح يضم 21 رصيفاً، ويتمتع بالإمكانات اللازمة لتقديم خدمات مخصصة إلى قطاعات استراتيجية رئيسة، ما يجعله ضمن أبرز موانئ المياه العميقة في العالم، وبقيمة تقدر بنحو 20.4 مليار درهم. فيما يقدم المشروع إضافة مهمة إلى مساعي مجموعة موانئ أبوظبي نحو زيادة الطاقة الاستيعابية لميناء خليفة لتصل إلى 15 مليون حاوية نمطية، وإلى 25 مليون طن من البضائع العامة بحلول 2030.
وكان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، قد افتتح ميناء خليفة رسمياً يوم 12 ديسمبر عام 2012، بعد تشييده على قطعة أرض أُنشئت بعمق أربعة كيلومترات داخل البحر، ليغدو اليوم مركزاً رئيساً لخطوط شحن حاويات يزيد عددها على 25 خطاً، ويوفّر قنوات ربط مباشرة مع أكثر من 70 وجهة دولية. ويصنّف ميناء خليفة ضمن الموانئ الخمسة الأولى عالمياً على مؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي «سي بي بي آي»، الصادر عن البنك الدولي ووحدة معلومات السوق العالمي التابعة لوكالة «ستاندرد آند بورز».
كما يحتضن الميناء ثلاث من أكبر أربع شركات شحن في العالم، هي: «كوسكو» الملاحية، و«البحر الأبيض المتوسط» للملاحة «إم إس سي»، و«سي إم إيه سي جي إم».
مكانة أبوظبي
وقال فلاح محمد الأحبابي: «نتشرف بتدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، توسعة ميناء خليفة، الذي يعد من المشاريع الوطنية الحيوية التي تجسد حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عامة على خريطة التجارة العالمية».
وأضاف: «يمثل ميناء خليفة أحد أكثر موانئ المياه العميقة تطوراً في العالم، ويؤدي دوراً رئيساً في ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي في صدارة التجارة العالمية، إذ نسعى عبر مواصلة التوسع في عملياتنا حول العالم إلى تخليد ذكرى القادة العظام للدولة، الذين مضوا بمسيرة دولة الإمارات نحو مزيد من التقدم والازدهار».
وأكمل: «نحتفي خلال الفعالية بالطموح والنجاح الكبيرين لدولتنا الحبيبة، اللذين تحققا بفضل التوجيهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة.. وفي هذا الإطار، نواصل في مجموعة موانئ أبوظبي تحقيق النمو والنتائج اللافتة بفضل خبراتنا وتركيزنا على السوق العالمية».
دعم كبير
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: «أتوجه بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على تشريفنا بتدشين مشروع توسعة ميناء خليفة»، مثمناً الدعم الكبير للمجموعة من القيادة الرشيدة، «الذي كان الدافع الرئيس لكل إنجاز حققناه منذ انطلاقتنا».
وتابع: «احتفالنا اليوم بالذكرى العاشرة لإنشاء ميناء خليفة، وبالذكرى الخمسين لميناء زايد، يكتسب أهمية خاصة، إذ إنه يأتي في عام 2022، الذي شهدنا خلاله تحولاً كبيراً في أعمال مجموعتنا بفضل توسيع حضورنا الدولي وتعزيز محفظة أعمالنا، وانتقلنا من كوننا مؤسسة محلية رائدة إلى مجموعة مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية تتمتع بانتشار واسع النطاق يشمل قارات العالم الخمس». وأكمل قائلاً: «سوف نواصل جهودنا نحو تحقيق مزيد من التوسع العالمي والاستثمار في المستقبل، وتوظيف قدراتنا وإمكاناتنا الفائقة في إحراز النجاح والتميز في الأسواق العالمية».
محطات فارقة
يذكر أن مجموعة موانئ أبوظبي رسخت، بفضل النمو اللافت الذي حققته، دورها الرئيس في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية، إذ بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات 152.8 مليار درهم، أو ما يعادل 13% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للدولة، وأسهمت في توفير ما يقارب 373,500 فرصة عمل.
وحققت مجموعة موانئ أبوظبي خلال العام الجاري العديد من الإنجازات الكبرى، التي تمثل محطات فارقة في تاريخها، وأسهمت في إحداث تحول كبير في عملياتها، من بينها سلسلة من عمليات الاستحواذ الرئيسة. وفي القطاع البحري، نجحت المجموعة في الاستحواذ على عدد من الشركات وإطلاق مجموعة من المشاريع المشتركة لتوسيع محفظة خدماتها البحرية وتعزيز حضورها العالمي، منها: «سفين إنفيكتوس» و«دايف تك» و«أليغيتور شيبينغ» و«إيه إس سي إل»، و«سفين لخدمات المسح والعمليات البحرية».
أسطول كبير
كما حققت «موانئ أبوظبي» نمواً كبيراً في حجم أسطولها، ليصل إلى أكثر من 175 سفينة ووحدة بحرية، ووسعت شبكة خطوطها التجارية لتصل إلى معظم أنحاء العالم، إلى جانب توفيرها أفضل مستويات الربط بين الخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر وشرق أفريقيا ووسط آسيا. فيما أسهمت تلك الإنجازات في تحقيق المجموعة نتائج مالية قياسية خلال الربع الثالث من 2022، حيث بلغت إيراداتها ملياراً و466 مليون درهم، وبلغ صافي أرباحها 334 مليون درهم، إضافة إلى ترسيخ مكانة المجموعة وإمارة أبوظبي محركاً رئيساً للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في العالم.