حصلت مجموعة جديدة مكونة من 87 مدير تشغيل ومشغل مفاعلات نووية بينهم 30 من الكفاءات الإماراتية من ضمنهم 5 إماراتيات، على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقبلة المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد اجتيازهم اختبارات دقيقة، حيث يؤهلهم هذا الترخيص للإنضمام إلى فريق التشغيل في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية.

وحصلت المجموعة الجديدة على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، بعد إتمام برامج تدريبية شاملة ومتطورة في أكثر محطات الطاقة النووية تطوراً حول العالم، إلى جانب مواصلة برامج تعليمية في أرقى المؤسسات الأكاديمية المحلية والعالمية، من أجل إكسابهم المهارات التي تؤهلهم لتشغيل مفاعلات الطاقة النووية، وفي نهاية هذه البرامج اجتازوا امتحانات تقييمية أجراها خبراء الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

ووصل العدد الإجمالي لأعضاء فريق التشغيل الحاصلين على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الذي يؤهلهم لتشغيل محطات براكة إلى 159 مدير تشغيل ومشغل مفاعلات، 60 منهم من الكفاءات الإماراتية ومن ضمنهم 8 إماراتيات. ويأتي ذلك نتيجة للنجاح المستمر لبرنامج تنمية القدرات البشرية التابع لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية وذراعها التشغيلية، شركة نواة للطاقة، إلى جانب النهج الذي اتبعته المؤسسة لتطوير الكفاءات الإماراتية المؤهلة والمدربة والتي تقود مسيرة تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي.

ومع التشغيل التجاري للمحطتين الأولى والثانية وربط المحطة الثالثة في براكة بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة، ستنضم المجموعة الجديدة من المتخصصين بتشغيل المفاعلات إلى المجموعة الحالية من مديري تشغيل ومشغلي المفاعلات العاملين في محطات براكة، بينما سيتم تأهيل مجموعات جديدة في المستقبل لضمان استدامة فرق العمل المؤهلة طيلة الفترة التشغيلية لمحطات براكة التي تمتد لأكثر من 60 عاماً.

وبهذه المناسبة، قال خالد المرزوقي، مدير تشغيل المفاعل الذي حصل حديثاً على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية:" لقد كان رواد الطاقة الذين سبقونا مصدر إلهام لنا ومهدوا الطريق لنا، حيث أصبحت الكفاءات الإماراتية تقود واحداً من أكثر القطاعات التكنولوجية تقدماً في قطاع الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم . وأنا مسرور للعمل ضمن فريق متعدد الجنسيات والنهل من مختلف الخبرات العالمية العاملة في محطات براكة ".

إلى ذلك، قالت مريم العامري، إحدى المهندسات اللواتي حصلن على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمدير تشغيل المفاعل :" أشعر بفخر كبير بانضمامي لزميلاتي في فريق تشغيل محطات براكة إلى جانب العديد من الكفاءات النسائية في مختلف تخصصات البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وهو ما يعكس حقيقة أن 20% من موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها هم من الإناث، وهذه تعد من أعلى النسب المئوية للنساء في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم، ويأتي ذلك نتيجة سياسة تمكين المرأة في الدولة من أجل المساهمة في مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة والوصول للحياد المناخي بحلول عام 2050".

وأضاف زميلها أحمد جاسم الزعابي، الذي حصل أيضاً على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمدير تشغيل المفاعل: "أتطلع إلى العمل مع فريق تمكّن من تطوير مشروع تاريخي كبير يوفر الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة للمنازل والصناعات والشركات، وسيستمر في القيام بذلك على مدار 60 عامًا المقبلة على الأقل. لقد استفدنا كثيراً من سنوات من التدريب المتقدم وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بقطاع الطاقة النووية، للوفاء بمتطلبات الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، حيث اكتسبنا المهارات والخبرات والمعارف اللازمة لدعم عملية الانتقال نحو الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة".

وعلق ماجد المنصوري، مدير تشغيل المفاعل بعد حصوله على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بالقول: "أتطلع لاستخدام كل ما اكتسبته من علوم وبرامج تدريبية وخبرة عملية في العمل في محطات براكة. وأنا على يقين بأننا من خلال عملنا هذا نساهم في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة ودعم جهود دولة الإمارات للوصول إلى الحياد المناخي".

وتعد محطات براكة من أهم ركائز التنمية المستدامة التي تعزز أمن الطاقة واستقرارها في دولة الإمارات، لما توفره من وظائف مجزية إلى جانب تحفيز القطاعات الصناعية المحلية، فضلاً عن العوائد البيئية الكبيرة على مدى الأعوام الـ60 المقبلة وما بعدها. كما تدعم المحطات تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة وتطوير اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية من خلال تأسيس ثروة بشرية علمية وفكرية وتوفير آلاف الوظائف للكفاءات الإماراتية، إلى جانب تعزيز نمو قطاع الطاقة الصديقة للبيئة وتحفيز البحث والتطوير. كما تُعد محطات براكة منصة لتحفيز الابتكار في مسيرة التحول لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة بما يشمل نماذج المفاعلات المصغرة ومفاعلات الجيل التالي وتمهيد الطريق لتطوير مصادر جديدة للطاقة.

يذكر أن محطات براكة هي إحدى أكبر محطات الطاقة النووية السلمية في العالم، حيث تضم أربعة من مفاعلات الطاقة المتقدمة من طراز APR1400. وبدأت الأعمال الإنشائية في المحطات عام 2012، وواصلت التقدم بثبات منذ ذلك الحين، حيث وصلت الأعمال الإنشائية في المحطة الرابعة والأخيرة إلى مراحلها النهائية.