نجاح أول زراعة بطارية تنظم ضربات القلب لمريض سبعيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح الفريق الطبي بقسم علاج خلل كهرباء القلب في مستشفى القاسمي في الشارقة التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بإجراء عملية نوعية جديدة بعد أمريكا الشمالية وكندا دون تدخل جراحي، وذلك بزراعة أول بطارية بدون أسلاك مقدمة من شركة "أبوت" ABBOT لتنظيم ضربات القلب لمريض يبلغ من العمر 71 عاماً حيث استغرقت العملية 30 دقيقة فقط.

أشرف على إجراء العملية النوعية الدكتور عارف النورياني مدير عام مستشفى القاسمي حيث قام الفريق الطبي بقيادة الدكتور محمد مجدي استشاري ورئيس قسم كهرباء وفسيولوجيا القلب في المستشفى بإجراء فتحة صغيرة جداً عبر الوريد الفخذي “عن طريق عملية قسطرة” وتمكّن من زرع البطارية داخل عضلة القلب.

وكان المريض وصل إلى المستشفى قبل 3 أسابيع وهو يعاني من التهابات في الرئة أُدخل على أثرها إلى قسم العناية المركزة حيث اكتشف الأطباء خلال فترة العلاج ضعفاً في نبضات القلب وصل في بعض الأحيان إلى 20 بينما يكون النبض الطبيعي بين 60 إلى 100 كما صاحب هذا الهبوط هبوطاً في ضغط الدم مما توجب إعطائه بعض الأدوية المحفزة للنبض.

وأوضح الدكتور عارف النورياني أن مستشفى القاسمي هو أول جهة على المستويين المحلي والإقليمي تجري هذه العملية بعد أمريكا الشمالية وكندا نظراً للثقة الكبيرة بالمؤسسة وقدرة كوادرها التي اكتسبت خبرات كبيرة في مجال العمليات النوعية خلال السنوات الماضية مشيراً إلى أن المستشفى وبدعم مباشر من مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أجرى نحو 150 عملية لبطاريات شبيهة بدون أسلاك.

وأضاف أن الجهاز الذي تم زرعه في قلب المريض يعتبر من أصغر البطارايات الموجودة في العالم وهو جهاز حديث ويتميز بطول عمر بطارية لتقوية ضربات القلب حيث يصل عمرها إلى ما يزيد عن 20 عاماً مما يعني عدم حاجة المريض لزراعة بطارية أخرى خلال السنوات العشر المقبلة كما هو الحال في الجيل الحالي.

من جانبه قال الدكتور محمد مجدي إن إجراء هذه العملية بجهاز يعتبر الأحدث عالمياً ويتميز بتقنيات متطورة جداً يعتبر ثورة طبية جديدة تقدمها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية التي سبق أن وفرت للمستشفى التقنيات والدعم اللازم ليكون أول مستشفى زرع بطارية بدون أسلاك وذلك في 1 نوفمبر 2015 مما أتاح له اكتساب مزيد من الخبرات والقدرات التي مكنته من إجراء هذه العملية وزرع بطارية (AVEIR VR) دون تدخل جراحي.

وأوضح أن اختيار مستشفى القاسمي تم من قبل شركة "أبوت" المصنّعة لهذا الجهاز والتي تمتلك حق اختيار الجهة الصحية لإجراء هذا النوع من العمليات باستخدام البطارية الحديثة لافتاً إلى أن مستشفى القاسمي وإلى جانب ما يوفره من خدمات صحية وعلاجية سيتحول إلى مركز تدريبيي مع بداية العام الجديد حيث بدأ أطباء من فرنسا وإيطاليا بحجز مواعيد للتدرب على يد أطباء في المستشفى من خلال برنامج تدريبي سيحصلون في نهايته على شهادات من مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومن شركة "أفوت" تتيح لهم إجراء هذا النوع من العمليات.

من جانبه أوضح الدكتور عصام الزرعوني المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن نجاح المستشفيات التابعة للمؤسسة في إجراء العمليات النوعية على المستويين المحلي والعالمي وقدرتها على ترك بصمة مؤثرة في قطاع الرعاية الصحية يأتي ثمرة لجهود المؤسسة في توفير الأجهزة والتقنيات الطبية الأحدث عالمياً بالإضافة إلى البرامج التدريبية الدورية التي تنظمها للكوادر الطبية والتمريضية التي تعتبر اليوم من بين الكفاءات والخبرات المتميزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي مشيداً بجهود وخبرة الفرق الطبية في مستشفى القاسمي والمنشآت الصحية الأخرى.

ويعتبر مستشفى القاسمي بالشارقة التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أحد الصروح الطبية البارزة على المستويين المحلي والعالمي حيث نجح خلال السنوات القليلة الماضية في وضع بصمته الطبية اللافتة في مختلف التخصصات الصحية نتيجة للعديد من العمليات الجراحية النادرة والمعقدة التي أجرتها طواقمه الطبية بنجاح كما يوفر المستشفى وبدعم مباشر من المؤسسة أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية الذكية.

Email