موعد جديد.. المستكشف راشد ينطلق اليوم إلى القمر

تمكين الكوادر المواطنة في تصنيع روبوتات الفضاء يتصدر مستهدفات استكشاف القمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتمد مركز محمد بن راشد للفضاء موعداً جديداً لمحاولة إطلاق المستكشف راشد، مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، حيث من المقرر إطلاق المستكشف نحو سطح القمر اليوم في تمام الساعة 12.37 ظهراً بتوقيت الامارات من قاعدة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا الامريكية، علما أن التواريخ والأوقات المحددة قابلة للتغيير بناءً على حالة الطقس والظروف الأخرى.

وتتضمن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر «المستكشف راشد» العديد من المستهدفات العلمية التي تسعى لتنفيذها، وفي مقدمتها تعزيز خبرات وتجارب الكوادر المواطنة في ما يخص «بناء الروبوتات والمركبات الفضائية»، التي تعد خطوة جديدة نحو توطين هذه الصناعة، خاصة أن المهندسين الإماراتيين المتخصصين في علوم قطاع الفضاء أصبحوا مع المشاريع الوطنية الناجحة يمتلكون القدرة على الإسهام في تصنيع هذه المشروعات محلياً بمعدلات كبيرة وصلت في بعضها 100 %، مثل مسبار الأمل والقمر الصناعي خليفة سات و«MBZ-Sat».

والمستكشف راشد، وتشمل هذه الصناعات تطوير تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية، وتكنولوجيا الفضاء للاستخدامات الأرضية وتصنيع البرمجيات والتقنيات الحديثة المتعلقة بالاتصال، وغيرها الكثير من الصناعات المرتبطة بهذا الشأن.

أولوية

وأوضح سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن تطوير وبناء قدرات الكوادر المواطنة يحظى بأولوية قصوى، حيث يعملون على تعزيزها وترسيخها، وذلك من خلال إطلاق مشروعات نوعية جديدة تحتاج إلى خبرات وكفاءات متميزة.

مبيناً أنهم يستهدفون ضمن خطط المركز تعزيز توطين الصناعات الفضائية، خصوصاً أن المشروعات التي يعمل عليها المركز حالياً ومستقبلياً تعتمد في بنائها ومستهدفاتها العلمية على تكنولوجيات جديدة وصناعات متطورة.

وبيّن أن مشروعات مثل القمر الصناعي «خليفة سات» و«مسبار الأمل» وصولاً للقمر الصناعي mbzsat ومهمة الإمارات للقمر «المستكشف راشد»، تمثل الصناعة والمكونات الوطنية المحلية نسبة متقدمة جداً في بنائها وتصميمها.

مبيناً أن ذلك هو الهدف الذي يسعون لتأصيله ودعمه باستمرار من خلال إطلاق مشروعات جديدة وصعبة، يمكن من خلالها تكوين خبرات جديدة للمهندسين الإماراتيين، وتدريبهم على تحديات جديدة لاستكشاف قدراتهم وتطوير معارفهم وإمكاناتهم.

تقنيات جديدة

وقال: إن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، الذي من أهم أهدافه العلمية هو «تطوير تقنيات الروبوتات» الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، يسهم في رسم ملامح جديدة للاقتصاد الفضائي والمعرفي في الإمارات، كما أنه خطوة محورية من أجل تمهيد الطريق أمام إرسال مهمات استكشاف مستقبلية بسواعد أبناء الإمارات وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، وأن «المستكشف راشد» يؤسس لخبرات جديدة لكوادر المركز في ما يخص بناء «الروبوتات».

ومن جانبه أفاد الدكتور حمد المرزوقي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن النجاح الحقيقي لمهمة الإمارات لاستكشاف القمر هو تطوير كفاءات وخبرات فريق المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين، وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، لافتاً إلى أنه تم تطوير المستكشف من جهة فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تم التصميم والبناء بجهود وطنية 100 %.

أجهزة حديثة

وأردف أن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر ينطلق من أهداف علمية، تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، واختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، تتعلق بالروبوتات والاتصالات والتنقل والملاحة بهدف تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية، ما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.

وشرح أن فكرة هذا المشروع انطلقت بعد تأسيس فريق «روبوتات الفضاء» ضمن «برنامج المريخ 2117»، وذلك لإنشاء مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر، وهو هدف ضخم يحتاج للعديد من الخطط المستقبلية للعمل عليه وتنفيذه، وبيّن أن هذا الفريق يعد الذراع التقنية لبرنامج المريخ، وسيقدم المشروع إجابات ومعلومات تحدد سير مهمتهم في استكشاف المريخ، وتفيد المعرفة البشرية.

دعم ضخم

وحظي تطوير قطاع الفضاء بأولوية استراتيجية في خطط الحكومة ومستهدفاتها، وتحتل صناعة الفضاء مكانة بارزة على خريطة الاقتصاد العالمي، وتشهد تطوراً سريعاً ونمواً ملموساً، حيث كان لا بد أن تتوجه الدولة نحو استشراف هذا النهج لترسيخ مكانتها الرائدة إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة، وتحقيقاً لطموحات البرنامج الوطني للفضاء 2117، بأن نكون من بين الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء.

 

Email