«المستكشف راشد» إلى القمر غداً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل الاستعدادات مع بدء العد التنازلي لانطلاق مهمة الإمارات للقمر «المستكشف راشد» غداً الأربعاء في تمام الساعة الـ 12:39 ظهراً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة، والـ 03:39 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية، في رحلة تستغرق 5 أشهر، حيث من المقرر أن يهبط على سطح القمر في أبريل 2023.

ويتواجد «المستكشف راشد» حالياً بوضع الجاهزية على متن مركبة الهبوط اليابانية «هاكتور- آر» التي من المقرر أن تحمله بعد وضعها على صاروخ الإطلاق «سبيس إكس فالكون 9»، داخل قاعدة كيب كانافيرال في المجمع رقم 40 في ولاية فلوريدا، وتبلغ مدة المهمة العلمية يوم قمري واحد، أي ما يعادل 14 يوماً من مثيلاتها على كوكب الأرض.

جاهزية

وستأخذ المركبة الفضائية طريقاً منخفض الطاقة إلى القمر بدلاً من الاقتراب المباشر، حيث تستغرق الرحلة نحو 5 أشهر بعد الإطلاق، ومن المقرر أن يهبط المستكشف على سطح القمر بحلول أبريل 2023، وخلال الشهور الماضية قطع «المستكشف راشد»، شوطاً كبيراً من الاختبارات قبل وضعه في مركبة الهبوط، حيث خضعت أنظمته لمجموعة من الاختبارات التي تشمل الاستعداد لكل من مرحلة الإطلاق ومرحلة الملاحة ومرحلة الهبوط على سطح القمر.

وانتهى فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر «المهمة الأولى عربياً» الذي يتواجد حالياً في مقر الإطلاق لمتابعة الاستعدادات النهائية، من كافة الاختبارات التي عكست جاهزية المستكشف، فضلاً عن العمليات التحضيرية والسيناريوهات التي تمت على النموذج الهندسي لمواكبة وصول «المستكشف راشد» إلى سطح القمر والتجهيز لبدء مهمته العلمية، وتأتي هذه الخطوة لضمان التأكد من كفاءة العمليات المخطط لها، بالإضافة إلى تدريب الفريق على أدوارهم وعمل الأجهزة والتعرف على بيانات نتائجها، وتشمل الفرق المسؤولة عن المستكشف متخصصين في بناء الهيكل الهندسي للمستكشف، والمسؤولين عن الاتصالات، وإدارة الهندسة والمخاطر، والأنظمة الحرارية والتصوير، والأداء الميكانيكي والحركي، وصولاً لأنظمة الكمبيوتر والحرارة، ولكل هذه التخصصات فريق معني بكافة تفاصيلها، وذلك ضمن إطار عمل تكاملي.

فريق

ويستعد فريق العمليات الموجود في المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء المسؤول عن الاتصال، لمتابعة انطلاق المهمة والوصول الآمن لسطح القمر، ومن ثمّ بدء المهمة العلمية، وحتى الانتهاء منها بنجاح، حيث سيكون هناك تواصل مستمر مع المحطة الأرضية اليابانية التي تتابع مركبة الهبوط «هاكتور- آر»، المسؤولة عن تقديم خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط، حيث سيتم إرسال الأوامر واستقبالها وتحليل المعلومات الواردة يومياً حتى وصول المستكشف بنجاح إلى سطح القمر.

وسيهبط «المستكشف راشد» في منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» كموقع هبوط رئيسي، والتي تم اختيارها إلى جانب مواقع هبوط احتياطية أخرى، ويعتبر هذا الموقع آمناً ويقدم قيمة علمية مهمة، حيث يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها وأهمية المنطقة المراد استكشافها، وسيتحرك المستكشف على سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وستكون البيانات والصور التي سيوفرها حديثة وذات قيمة علمية ومعرفية كبيرة.

وفي تصريحات سابقة أكد الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، لـ«البيان»، أن «المستكشف راشد» جاهز للإطلاق ويتمتع بدرجة جاهزية عالية بعد الانتهاء من كافة الاختبارات على أجهزته، وأشار إلى التنسيق المتواصل بين مركز محمد بن راشد للفضاء، وشركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، و«سبيس إكس» المسؤولة عن صاروخ الإطلاق، لمتابعة كافة تفاصيل عملية الإطلاق وصولاً لنجاحها.

مستهدفات

وطور المستكشف فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تم التصميم والبناء بجهود وطنية 100%، وتتضمن مهمة «المستكشف راشد» مستهدفات علمية من شأنها الإجابة عن سؤال مفاده لماذا تسعى الإمارات لاستكشاف القمر؟، والتي تشمل اختبار تقنيات جديدة على سطحه الذي يمتاز ببيئة أقسى من بيئة المريخ ولقربه من كوكب الأرض، والإسهام في بناء وجود بشري مستدام عليه، بالإضافة إلى أن التجارب التي يتم إجراؤها على سطح القمر تمهد الطريق لإطلاق مهمات استكشاف مأهولة إلى المريخ.

مزايا

ويتميز المستكشف الإماراتي بعدد من المزايا والمواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، حيث تم تزويده بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، ويحمل المستكشف 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، كما يتضمن نظاماً لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وهيكلاً متيناً لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة.

وسيرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة، سيحلل بياناتها فريق علمي إماراتي من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن المقرر أن تتضمن المعلومات المرسلة من «المستكشف راشد»، صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية، إضافة إلى إرسال بيانات الملاحة، التي تتضمن وقت الرحلة وبيانات التضاريس السطحية على سطح القمر، ودرجات الحرارة، واستهلاك الطاقة وغيرها من المعلومات المهمة، ويُعد القمر منصةً مثاليةً لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار، وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة.

اختبارات

وأكمل «المستكشف راشد» خلال المرحلة الثانية سلسلة من الاختبارات البيئية خلال قسمين من الاختبارات، الأول شمل اختبار الفراغ الحراري النهائية، والذي تم بمختبرات CNES، كما تم تعريض المستكشف لدرجات حرارة شديدة الارتفاع والانخفاض لمحاكاة بيئة سطح القمر، وفي القسم الثاني خضع المستكشف لاختبار الاهتزاز والصدمة لدى شركة إيرباص، واختتمت مجموعة الاختبارات الضرورية في ألمانيا خلال المرحلة الأخيرة من عمليات الفحص على واجهات مركبة الهبوط من «آي سبيس» التي ستنقل المستكشف بأمان إلى سطح القمر.

تقييمات

أتم المستكشف خلال بداية العام الجاري مرحلة التجميع والمجموعة الأولى من اختبارات وظائف الأنظمة الكاملة للنموذج النهائي في مختبرات مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تضمنت مرحلة الاختبار تقييمات لجميع وظائف الأجهزة والبرامج ضمن جميع السيناريوهات المحتملة على سطح القمر، كما تضمنت هذه المرحلة اختبار الاهتزاز للنموذج في مختبرات مركز الامتياز لأنظمة الكهروبصريات «EOCE» التابع لمجموعة إيدج الإماراتية.

Email