استعراض مستقبل المحتوى الصوتي العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعرض المشاركون في الجلسات التي عقدت ضمن النسخة الثانية من «بودفست دبي»، أوضاع ومستقبل المحتوى الصوتي العربي، مؤكدين أهمية توفير التمويل ومحفزات النمو لصناعة المحتوى الصوتي، وذلك بمشاركة العديد من أهم وأبرز صناع البودكاست، وبحضور عدد من ممثلي مؤسسات إقليمية متخصصة في صناعة البودكاست والتدوين الصوتي، وجمع من الإعلاميين والمهتمين بهذه الصناعة في المنطقة.

وشهد الحدث مناقشات جادة، من خلال جلسات نقاشية، تم خلالها فتح الباب لجميع المشاركين للإدلاء بأفكارهم وتصوراتهم حول واقع ومستقبل صناعة المحتوى الصوتي، أو «البودكاست»، في المنطقة العربية.

وأكد المشاركون ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة، من خلال توفير التمويل اللازم لها، ورصد المقومات اللازمة لتحفيز نمو المحتوى الصوتي، وتوسيع نطاق متابعيه، بما يسهم بقوة في النهوض بهذا الشكل الإعلامي الجديد، فضلاً عن ضرورة العمل على تعزيز الوجود العربي فيه، من خلال محتوى رفيع الجودة، وذي مردود إيجابي على المجتمعات العربية، وأهمية العمل على إيجاد مساحة أكبر لنمو هذه الصناعة في العالم العربي.

تمويل

وتناول المشاركون في جلسة «الاستدامة المالية وآفاق تطوير البودكاست عربياً»، موضوع التمويل، وكيفية التخطيط السليم لتأمين الموارد المالية اللازمة لنجاح البودكاست، وتأكيد قدرته على المنافسة، وتحقيق الاستمرارية، وذلك بمشاركة مجموعة من أبرز المعنيين بالقطاع، وهم: عمار الصبان، مؤسسة شبكة «مستدفر»، وفيصل العقل، مقدم بودكاست «بدون ورق»، وسالم بشير، مؤسس شبكة قاف ومقدم بودكاست «قفير»، والدكتورة أفنان الغامدي مقدمة «كنبة السبت»، وأدارت الحوار صفية الشحيّ.

وشهدت الجلسة مناقشات بناءة ومبتكرة، تركزت حول ضرورة العمل على توفير التمويل اللازمة لهذه الصناعة الرقمية الجديدة، في ظل النمو السريع لقطاع البودكاست عالمياً، وتحوله إلى صناعة ذات مردود اقتصادي كبير، تواكب وتيرة التحول العالمي المتسارع نحو البيئة الرقمية.

أولوية

وخلال الجلسة، اتفقت أراء المشاركين حول مدى أهمية التمويل، كأولوية لدعم منصاتهم ومشروعاتهم المتعلقة بالبودكاست، حيث اعتبرت الدكتورة أفنان الغامدي، أن نجاح البودكاست لا يعتمد على التمويل في مراحله الأولى، حيث يعتمد الأمر في تلك المرحلة على جودة المحتوى الصوتي، ومدى تفاعل الجمهور معه، ثم تأتي بعد ذلك عملية استقطاب المستثمرين والشراكات المالية، والتي تعتمد بشكل رئيس على مدى النجاح الذي حققه «البودكاسترز» على منصته، فيما اتفق معها في الرأي عمار الصبان، الذي اعتبر أن الإبداع يجب أن يأتي أولاً، حتى يتم إقناع المستثمرين والجهات التمويلية، بالشراكة المالية، فيما رأى فيصل العقل، أنه لا بد من التركيز أولاً على المحتوى قبل التفكير في أي تمويل، مشيراً إلى أن جودة المحتوى الصوتي، هي شرط النجاح. واعتبر سالم بشير أنه لا بد من بناء محتوى جيد، قبل التفكير في الربحية أو التمويل.

مقومات

وفي جلسة عنوانها «مقومات نجاح البودكاست في عالم سريع التغيُّر»، تحدث المشاركون عن السبل الكفيلة بالنهوض بالبودكاست في المنطقة العربية، والانطلاق به نحو آفاق أوسع، ودعم فرص انتشاره والارتقاء به، واستكشاف متطلبات تعزيز المحتوى الصوتي في العالم العربي، والعوامل التي من شأنها استقطاب الجمهور إلى هذه الصناعة الرقمية الإعلامية الجديدة.

شارك في الجلسة كل من رمزي تسدل، مُقدم بودكاست «صوت ميديا»، وحسين بالعباس، مقدم بودكاست «اصغي»، ولولو الخازن، مقدمة بودكاست «حديث مع لولو»، ولمياء سلطاني، من «نكست برودكاست ميديا»، جيراغ دايسي من «إميا ميديا»، وحاورهم عمر توم من دكان ميديا.

وقالت لمياء سلطاني إن عدداً متزايداً من العلامات التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مهتمة بالبودكاست. على الرغم من أن الاستثمار من قبل العلامات التجارية في المحتوى الصوتي في المنطقة، قد تأخر دائماً عن المتوسط العالمي، إلا أنه من المقرر أن يتغير الوضع مع عمل أصحاب المصلحة، لتثقيف العلامات التجارية حول فوائد الإعلان على البودكاست.

وقال جيراغ دايسي: إن البث الصوتي يمثل وسائط لا مركزية، تضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الشركات المستقلة في المجالات التكنولوجية والإبداعية.

الحصان الرابح

وفي محاولة لرصد موقع البودكاست من خارطة الإعلام في المنطقة العربية، تناول المشاركون في جلسة «المحتوى الصوتي.. هل يكون الحصان الرابح في سباق الإعلام الرقمي؟»، مقاربة مهنية بين صناعة المحتوى الصوتي والبودكاست وقنوات البث التلفزيوني، وهل يتكامل كل منهما مع الآخر أم يتنافسان، وما المميزات التي ترجح كفة كل منهما لدى الجمهور.

Email