مصر تبهر العالم بتنظيم استثنائي لـ«COP27»

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت جمهورية مصر العربية في إبهار العالم بعد تألقها بالتنظيم الاستثنائي لمؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «COP27»، الذي انطلق في 6 نوفمبر الجاري واختتمت فعالياته أمس في مدينة شرم الشيخ، بعد أن سخّرت وزاراتها وأجهزتها كل عناصر ومقومات النجاح على أعلى مستوى من الكفاءة.

وأظهرت مصر جاهزية تامة واحترافية شديدة في تنظيم الحدث بما يؤهلها مستقبلاً لاستضافة المزيد من المؤتمرات والفعاليات الدولية الكبرى.

وشهدت قمة «COP27»، التي عقدت تحت شعار «معاً نحو التنفيذ لتحقيق نتائج عادلة وطموحة»، حضوراً قوياً ومشاركة دولية واسعة تعد الأكبر في تاريخها لكوكبة من صناع القرار والخبراء من 190 دولة حول العالم بهدف دفع التقدم في جهود مكافحة تغير المناخ، وتعزيز العمل الدولي من أجل معالجة أحد أكثر التحديات إلحاحاً في العالم، والخروج بتنفيذات قاطعة تستكمل ما تم التعهد به في قمة جلاسكو العام الماضي بأسكوتلندا.

حلقات

وكانت درجات الجاهزية بادية للعيان بمدينة شرم الشيخ، والتي تعد أحدث حلقات الاهتمام المصري المبكر بالطاقات النظيفة والمناطق الخضراء.

وبرهنت الدولة المصرية بمؤسساتها على امتلاكها الاحترافية اللازمة لتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، والبحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعي لمكافحة التغيرات المناخية.

وسعت مصر خلال القمة إلى توحيد جهود العالم للتصدي للتغير المناخي، على أمل إبقاء ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض عند حد 1.5 درجة مئوية.

وركزت فعاليات «COP27»، على اتخاذ إجراءات حاسمة للحد بشكل عاجل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبناء القدرة على الصمود والتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ، وصولًا إلى الوفاء بالتزامات تمويل العمل المناخي في البلدان النامية.

ودفعت مصر في اتجاه تنفيذ الدول الكبرى تعهداتها في مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة للمناخ، على رأسها اتفاقية باريس الموقعة عام 2015، واتفاقية قمة كوبنهاغن عام 2009، حيث تعهد الموقعون بضخ مليارات الدولارات لمساعدة البلدان الفقيرة على التعامل مع تأثير تغير المناخ.

اتفاقيات

وشهدت القمة منذ انطلاقها توقيع عشرات الاتفاقيات والمبادرات الهادفة إلى الانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ، وتعزيز جهود التكيف والتخفيف من تداعيات تغير المناخ في أنحاء العالم، وكان أبرز ما وقعته مصر على هامش القمة اتفاقيات بـ 83 مليار دولار بين صندوق مصر السيادي و9 مطورين عالميين.

وتم خلال القمة إطلاق الكثير من المبادرات الدولية بهدف مجابهة تداعيات التغير المناخي، منها ما يتعلق بقارة أفريقيا ويستهدف إنهاء معاناة الملايين في القارة، إضافة إلى مبادرات أخرى في مجالات الطبيعة وحماية البيئة والتنوع البيولوجي والانتقال المستدام للغذاء والزراعة والعمل المناخي والمشروعات الذكية الخضراء.

ويعد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ قمة سنوية تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.

ويعتبر المؤتمر جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.

وهذا المؤتمر هو السابع والعشرون منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في 21 مارس 1994، ويتم اختيار الدولة المستضيفة للمؤتمر وفقاً لنظام التناوب بين القارات المختلفة.

وكانت مصر قد تقدمت العام الماضي بطلب استضافة دورة هذا العام من المؤتمر، ووقع الاختيار عليها باعتبارها الدولة الأفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في استضافته.

Email