الدولة تشارك السلطنة غداً احتفالاتها باليوم الوطني الـ 52

الإمارات وعُمان.. رؤى مشتركة وعلاقات أخوية استثنائية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، غداً، سلطنة عمان الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الـ 52، في مشهد يعكس أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك، والعلاقات الراسخة التي يشهد عليها التاريخ، والتي زادت رسوخاً بفضل الرؤى والطموحات المشتركة، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عمان، وتشمل جميع العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية.

وتتميز العلاقات بين البلدين بأنها تاريخية ممتدة، ذات حاضر مشترك ورؤية مستقبلية واحدة، ويأتي الاحتفال باليوم الوطني العماني تحت شعار «عمان منا، ونحن منهم»، حيث تشهد الدولة مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء بالذكرى الـ 52 للنهضة المباركة لسلطنة عمان الشقيقة التي تصادف 18 نوفمبر من كل عام.

وتتضمن الفعاليات إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بالعلم العماني، وعبارات التهنئة على شاشات الطرق والمواصلات الرئيسية، إضافة إلى فعاليات احتفالية بعدد من مراكز التسوق الكبرى، واحتفالات خاصة في القرية العالمية في دبي، واستقبال الزوار العمانيين القادمين إلى الإمارات عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية، وتخصيص ختم خاص لجوازات سفر الأشقاء العمانيين القادمين إلى الدولة.

احترام متبادل

وتقوم العلاقات الثنائية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل، وهي علاقات تأسست استناداً لتاريخ وحاضر مشترك ورؤى متطابقة مستقبلية. ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الرشيدة، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عندما قال:

«تجمعنا أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك.. والتي نستند إليها في طريقنا نحو المستقبل الأفضل لبلدينا وشعبينا وأجيالنا المقبلة». وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال سموه: «الأخوة والصداقة بين الإمارات وسلطنة عمان يشهد عليها التاريخ.. وترسخها الجغرافيا.. وتعززها محبة عظيمة وتواصل مستمر بين الشعبين».

علاقات راسخة

وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة بعلاقات تاريخية راسخة تقوم على أسس مشتركة تمتد لأكثر من 4 عقود.

وتعتبر نموذجاً يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ تحظى هذه العلاقات بطبيعة خاصة واستثنائية تفرضها معطيات التاريخ المشترك والتقارب الشعبي والمجتمعي وحرص قيادتي البلدين على تطوير وتعزيز التعاون المثمر لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.

وتنطلق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين من رؤى مشتركة وراسخة تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية والتعاون الاقتصادي، والتي تم ترجمتها خلال سنوات ممتدة في مختلف المجالات بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين، حيث تتسم هذه العلاقات بالعمل المشترك لما فيه مصلحة شعبي البلدين، إذ يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها اﻷيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».

وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، حيث مرت بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، عقدا لقاء تاريخياً في العام 1968.

وبعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 تم تعزيزها عبر التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، وتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.

وتعتبر الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على إثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، وكان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية عوضاً عن جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

وحافظ المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخيه السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، رحمه الله، على العلاقات التاريخية العميقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الصعد يجسدها الحوار واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين والاجتماعات الوزارية والحكومية، ما يعكس حجم الاهتمام بين قيادتي البلدين في تطوير العلاقات الثنائية فيما بينهما، وتوجت الزيارات الإماراتية العمانية المتبادلة العلاقات الأخوية المتنامية بينهما، والحرص على تعزيز التنسيق والتعاون المستمر.

ودخلت العلاقات الإماراتية العمانية الراسخة والتاريخية منعطفاً جديداً بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عمان مؤخراً، والتي عززت جانباً مهماً من تلك العلاقة، تمثل في الجانب الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

اتفاقيات

وتوجت زيارة صاحب السمو رئيس الدولة لسلطنة عمان الشقيقة بالتوقيع على 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين في مختلف المجالات، بينها اتفاق شركة القابضة الإماراتية وجهاز الاستثمار العماني على إنشاء صندوق للاستثمار في شركات التكنولوجيا في عمان وفي قطاعات الطاقة المتجددة والغذاء والزراعة والاتصالات والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية.

وترجمت تأكيد قيادتي البلدين على تطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية، والعمل على تنسيق المواقف بما يخدم مصالحهما ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذا ما تضمنه البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة.

والذي أكد على التعاون والتنسيق في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية بما يعود بالمنافع المتبادلة للبلدين وتعزيز زخم العلاقات بينهما، والانطلاق نحو آفاق أرحب من التكامل في العلاقات الثنائية على الصعد كافة، وتم وصف الزيارة من قبل المسؤولين العمانيين بأنها انطلاقة قوية نحو مستقبل أرحب للبلدين والشعبين الشقيقين.

وعكست المباحثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان الشقيقة، متانة العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، والرغبة المشتركة في تعميق التعاون بينهما في جميع المجالات، بهدف تحقيق مصالح البلدين وشعبيهما الشقيقين، وأبرزت الزيارة قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين.

والتي تستند إلى تاريخ مشترك وحسن الجوار وعمق صلات المودة ووشائج القربى، وترجمت الزيارة حرص قيادة البلدين على التواصل والتشاور، وبحث التحديات المختلفة من أجل بناء موقف متسق تجاهها يخدم مصلحة البلدين، ويعزز أمن المنطقة واستقرارها، ويدعم التضامن الخليجي والعربي على حد سواء.

شريك رئيسي

وتعتبر سلطنة عمان شريكاً رئيسياً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم خلال الزيارة تعزيز الشراكات الاستراتيجية بما يدعم توجه البلدين في صياغة المشاريع والمبادرات الداعمة لريادتهما العالمية ومستهدفاتهما للمستقبل، والعمل على بناء المزيد من الشراكات وتعزيز التعاون للاستفادة من الفرص التي تدعم توجهات وطموحات البلدين قيادة وشعباً.

وذلك امتداداً للشراكة التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في شتى المجالات.

وشملت اتفاقيات ومذكرات تفاهم التعاون المشترك التي تم توقيعها بين دولة الإمارات وسلطنة عمان على هامش زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عمان، طيفاً واسعاً من المجالات التي تعزز من العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين، والتعاون في الثقافة والإعلام والسكك الحديدية والتعليم والبحث العلمي والثروات الزراعية وأسواق المال.

تقدم كبير

وتشهد العلاقات الثنائية الإماراتية العمانية تقدماً كبيراً بفضل دعم القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، والثقة المتبادلة والاحترام والمصالح المشتركة.

وحملت زيارة رئيس الدولة الخير الكثير للشعبين الشقيقين، وسيجني كلا البلدين ثمارها خلال المرحلة المقبلة، في صورة مشاريع مشتركة واستثمارات متنوعة، وتحقيق التكامل في المجالات كافة، إلى جانب فتح آفاق أرحب لمستقبل العلاقات على مختلف المستويات، فضلاً عن تعزيز أوجه التعاون وزيادة الجهود للحفاظ على اللحمة الخليجية والعربية.

حقائق وأرقام

بلغ حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان خلال الأشهر الـ 8 من العام الجاري، 32.4 مليار درهم وبنسبة نمو %6 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021. كما وصلت التجارة غير النفطية بين البلدين إلى أكثر من 14 مليار درهم للصادرات غير النفطية، وتجاوزت 11.7 مليار درهم لإعادة التصدير، وقيمة تزيد على 6.6 مليارات درهم للواردات خلال الفترة من يناير حتى أغسطس الماضي.

وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين خلال الفترة من 2012 ــ 2021 أكثر من 362 مليار درهم، وتعتبر سلطنة عمان من أهم الأسواق للتجارة الإماراتية غير النفطية وتأتي في المرتبة 9 عالمياً خلال 2021، حيث بلغ النمو في المتوسط خلال آخر 5 سنوات ما يقارب %10. فيما تعتبر الإمارات أهم سوق تجاري لسلطنة عمان.

حيث إن الإمارات الأولى عالمياً وتستحوذ على أكثر من %40 من مجمل واردات عمان من العالم، وهي أهم مصدر لاستقبال الصادرات العمانية غير النفطية عالمياً.

حيث تستأثر بنسبة حوالي %20 من إجمالي صادراتها غير النفطية إلى العالم. كما تعتبر الإمارات من أهم 3 دول تستثمر عالمياً في سلطنة عمان بنسبة مساهمة تتجاوز 8.2 % من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي الوارد إلى عمان والأولى عربياً.

Email