انطلاق الفعاليات والجلسة الافتتاحية تؤكد ضرورة التركيز على مواجهة التحديات

رئيس الدولة يشارك في مؤتمر «كوب 27» بشرم الشيخ

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في الدورة الـ27 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 27»، الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية الشقيقة.

ويبحث المؤتمر، الذي انطلق أمس ويستمر حتى 18 من شهر نوفمبر الجاري بمشاركة قادة دول العالم ورؤساء حكوماتها وممثلي الهيئات الدولية والمجتمعات المدنية، العديد من القضايا والملفات المرتبطة بتعزيز الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية والحد من آثارها السلبية، وكيفية ضمان التنمية المستدامة وأمن الطاقة تزامناً مع العمل المناخي الفاعل بجانب التزامات الدول ومبادراتها بشأن حلول الاستدامة، وغيرها من الموضوعات.

حضور

ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلاً من: سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير دولة، ومعالي علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومريم الكعبي سفيرة الدولة لدى جمهورية مصر العربية.

وقد انطلق مؤتمر المناخ «كوب27» في شرم الشيخ، أمس، بمشاركة وفود أكثر من 200 دولة، وسط تحذيرات من التقاعس عن الحد من الاحترار العالمي، ووافقت الوفود المشاركة على إدراج القضية الحساسة المتعلقة بما إذا كان يجب على الدول الغنية تعويض الدول الفقيرة الأكثر تضرراً من تبعات تغير المناخ على جدول الأعمال الرسمي لأول مرة.

وأكدت الجلسة الافتتاحية والعامة لمؤتمر قمة الأطراف «كوب27» أن انطلاق المؤتمر بداية عهد جديد وتنفيذ الاتفاق المبرم في قمة باريس 2015، وتعهدات قمة غلاسكو 2021 وشرم الشيخ هي عهد التنفيذ، فالوقت قد حان، وأشارت الجلسة إلى أن هناك جهوداً تبذل لمواجهة التغير المناخي، لكنها ليست بالقدر الكاف، مطالبة الجميع أن نجد القدرة على التركيز لمواجهة تحديات التغير المناخي، وأنه على قادة العالم في قمتهم غداً شرح المسار المستقبلي لمواجهة التحديات المناخية، وكشفت الجلسة عن 24 بلداً قدمت خطط التحديث الخاصة بالمناخ، مطالبة باقي الدول والبالغ عددها 173 دولة، بتحويل المفاوضات إلى أفعال ملموسة، والحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وشهدت الجلسة انتخاب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لرئاسة «كوب27».

بدوره، قال ألوك شارم رئيس «كوب26»: «بفعل التعاون تمكنا من التوصل لميثاق غلاسكو بشأن المناخ، وتمكنا من إحراز تقدم خارج غرف التفاوض، يمكنا من بلوغ هدفنا، وهو الإبقاء على زيادة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية»، مشيراً إلى أن أكبر الشركات والمؤسسات العالمية التزمت بالحياد الصفري، ولفت إلى أن الدراسات الحديثة أفادت بأن حرارة الأرض سترتفع 1.7 درجة مئوية بنهاية القرن، مردفاً: «أقر بحجم التحديات التي لا تزال تتربص بنا، ولا يزال علينا بذل مزيد من الجهود، وعلينا أن نجد القدرة على التركيز لمواجهة تحديات التغير المناخي، سأقوم بدعم مصر والأمم المتحدة ومسألة التمويل هي الحاسمة في مجال عملنا إما أن ننجح وإما أن نفشل»، وأضاف: «في نهاية المطاف أبقى متفائلاً ونحتفل اليوم بالعيد الثلاثين لقمة الأرض، التي عقدت في ريو دي جانيرو 1992، إننا قادرون على القيام بالإبقاء على زيادة الحرارة بـ:1.5 درجة».

استكمال مسار

من جهته، أكد سامح شكري في كلمة عقب توليه رئاسة «كوب27»: إن «كوب 27» هي الحدث الدولي والأهم والأكبر على الإطلاق، مضيفاً: «لنمضي معاً لتحقيق ما نصبو إليه ومصر لن تدخر جهداً، علينا أن نستكمل المسار نحو أهداف توافقنا عليها ونتائج لا بد أن نصل إليها، فمصر عازمة على مواصلة مسيرة مواجهة التغير المناخي بقوة».

وأوضح شكري أن المؤتمر نقطة مميزة وعلامة فارقة في تاريخ قمة المناخ، قائلاً: «نجدد العهد ونرفع الطموح لتعزيز العمل الجماعي مع أكبر تحدي يواجه البشرية حالياً، فتغير المناخ قد أصبح خطراً واقعاً يهدد حياة البشر في كل مكان ومجال». ولفت شكري إلى أن نمط التنمية الذي صارت عليه البشرية منذ الثورة الصناعية لم يعد قابلاً للاستدامة، داعياً المشاركين في قمة المناخ أن يثبتوا للعالم إدراكهم حجم التحدي وامتلاك الإرادة السياسية لمواجهته.

تنفيذ التعهدات

وأبان شكري أن قمة شرم الشيخ هي لتنفيذ تعهدات الدول، لافتاً إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت زيادة في وعي المجتمعات وخاصة الشباب، فيما نما بشكل ملموس اهتمام وإسهام المجتمع المدني ومراكز الأبحاث ودور المرأة، ما يؤكد أن هناك فرصة، وأضاف شكري: إن قادة العالم سيتوافدون للإعراب عن التزامهم الراسخ بجهود مواجهة تغير المناخ، مردفاً: «على بعد خطوات من تجمع القادة وعلى مدار أسبوعين، نبدأ مفاوضات تشاورية وما نحن بصدده ليس عملاً تفاوضياً منفصلاً عن الواقع وإننا نخسر جميعاً، ليس هناك مجال لأن نهدر الوقت».

وبشأن الموافقة على إدراج قضية تعويض الدول الفقيرة، قال شكري، إن هذا القرار خلق مساحة مستقرة مؤسسية، لمناقشة القضية الملحة المتمثلة في ترتيبات التمويل، مشيراً إلى أن مناقشات الخسائر والأضرار المدرجة الآن على جدول الأعمال لن يضمن تقديم تعويضات أو الاعتراف بالضرورة بالمسؤولية، لكنها تهدف إلى أن تؤدي إلى قرار حاسم في موعد لا يتجاوز 2024.

تحذيرات أممية

إلى ذلك، حذر الأمين التنفيذي لتغير المناخ بالأمم المتحدة، سيمون ستيل، مما أسماه التقاعس عن الحد من الاحترار العالمي، وقال خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، إنه لن يكون وصياً على التقاعس عن هدف خفض انبعاثات الاحتباس الحراري بـ:45 في المئة بحلول العام 2030 للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات أواخر القرن التاسع عشر، وأضاف ستيل: «سنحاسب الناس سواء كانوا رؤساء أو رؤساء وزراء أو رؤساء تنفيذيين»، مشيراً إلى أن جوهر التنفيذ هو أن يبذل الجميع ما في وسعه كل يوم لمعالجة أزمة المناخ.

تسارع وتيرة

أفاد تقرير للأمم المتحدة، تناول الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي أن كلاً من السنوات الثماني الأخيرة، في حال ثبتت التوقعات بشأن العام الجاري، ستكون أكثر حراً من أي عام سابق لسنة 2015، وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى تسارع في وتيرة ارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان الأنهر الجليدية والأمطار الغزيرة وموجات الحر والكوارث القاتلة، التي تتسبب بها، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس: «مع انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب27 يواجه كوكبنا نداء استغاثة»، واصفاً التقرير بأنه سرد لفوضى مناخية.

 

Email