أكدوا لـ « البيان» أن الإمارات حجزت موقعاً نوعياً على خريطة التكنولوجيا

خبراء: دبي ملهمة العرب في مواكبة الثورة التقنية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء على هامش منتدى دبي للمستقبل، أن دبي نموذج ملهم عربياً في كيفية مواكبة الثورة التكنولوجية.

وأن الإمارات نجحت في ترسيخ موقعها على الخريطة العالمية، بفضل التعاون والتشارك والشفافية، محددين أبرز التحديات التي تواجه عموم دول العالم في الوقت الراهن، والتي تتمثل في القدرة على الاستفادة من مقتضيات المنجز العالمي في التكنولوجيا، والتسابق مع المتغيرات على هذا الصعيد، الذي قد يؤدي لعدم نجاح أي دولة في مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وبالتالي، مواجهة خطر العزلة والاندثار.

وقالوا إن عدم القدرة على الاستفادة من الفرص التكنولوجية واستغلال التطبيقات التقنية، سيؤدي إلى العزلة والفشل في الاستفادة من التطور التكنولوجي العالمي، وستكون تلك الدول أكثر عرضة للمخاطر التكنولوجية، دون أي سلاح للمواجهة.

أدوات مهمة

خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، يرى أن الإمارات نجحت في ترسيخ موقعها على خريطة التكنولوجيا العالمية، بفضل التعاون والتشارك والشفافية، التي تتميز بها حكومة الإمارات، معتبراً أن هذه المحاور الثلاثة، هي الأداة المهمة لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة.

وأضاف أن التعاون والتكاتف، كانا من أهم الأسباب التي واجهت بهما الدولة أزمة كوفيد 19، ورأينا كيف انهارت بعض الدول، بسبب عدم اعتمادها على هذه الأدوات خلال الأزمة، وغياب التشريعات الموحدة التي تحتاجها أيضاً الثورة الصناعية الرابعة، والتحول نحو الميتافيرس.

وأشار بلهول إلى أن إمارة دبي بشكل خاص، ودولة الإمارات بشكل عام، دائماً تدعم التشارك والتعاون، وليس أدل على ذلك من نجاح منتدى دبي للمستقبل، الذي جمع 400 من ألمع العقول في مجال استشراف المستقبل، و45 مؤسسة عالمية في نحو 30 جلسة حوارية وكلمة رئيسة وورشة عمل، يشارك بها أكثر من 70 متحدثاً من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم.

وقال بلهول إنه لمواكبة الدول العربية ودول الشرق الأوسط الثورة الصناعية الرابعة، فإن عليها توحيد سياساتها، وأن تتعاون، وأن تغير منظومتها التقليدية لمواجهة التحديات الجديدة، وترجمة أهدافها إلى واقع ملموس.

وأكد أن المنتدى سيزخر بتقارير تأخذ بعين الاعتبار، كافة التحديات التي تواجه الدول لمواكبة الثورة الصناعية القادمة، وسيتم رفعها للجهات المعنية، وستكون متاحة للجميع للاستفادة منها، وسيتم استخلاص النتائج وترجمتها إلى فرص، يتم الاستفادة منها.

تجمع أفكار

من جانبه، أوضح ماجد المنصوري نائب المدير التنفيذي لمتحف المستقبل، أن منتدى دبي للمستقبل، منصة تجمع أفكار ورؤى نخبة من العديد من الخبراء، لبحث تحديات وأدوات المستقبل، الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والميتافيرس.

وأضاف أنه يجب تعزيز التكنولوجيا في التعليم في الوطن العربي، الذي يضم أكثر من 400 مليون نسمة، وتوفير مناهج مدرسية وبرامج جامعية، تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، كما يجب أن يتم تنظيم رحلات مدرسية وجامعية إلى متحف المستقبل، لتعزيز الأدوات التعليمية لدى الطلبة، وتحفيزهم على الابتكار، من أجل مستقبل أفضل للبشرية.

الثقافة واللغة

من ناحيتها، أوضحت الدكتورة مادالينا كامبينو خبيرة التخطيط الاستراتيجي والرقابة من إيطاليا، أن هناك تحديين رئيسين يعيقان مواكبة التحديات التكنولوجية في الدول العربية، وهما المحافظة على الثقافة واللغة، لذا، يجب تعزيز التحول المعرفي، لا سيما أن العالم كله يعتبر قرية صغيرة.

وأكدت أن دولة الإمارات تتمتع ببنية تحتية تكنولوجية متميزة، وتؤهلها لترسيخ مكانتها، واستقطاب الشركات التكنولوجية العالمية، لإنشاء مقرها الإقليمي في دبي، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في معدلات الطلب على خدمات الشركة على المستويين المحلي والعالمي، مشيرة إلى أن قطاع التكنولوجيا بشكل عام في الإمارات، يشهد ازدهاراً واضحاً.

كما أن الإمارات حجزت لها موقعاً على خريطة التكنولوجيا، بفضل قصص النجاح التي شهدتها شركات كبرى، مثل نون وكريم، إلى جانب المكتبات الرقمية، والارتفاع المستمر في عدد الشركات الناشئة في مجال الخدمات الابتكارية.

وشددت على ضرورة الاستفادة من الفرص التكنولوجية التي توفرها الدولة، واستغلال التطبيقات لمساعدة الغير على مواكبة هذه الثورة التكنولوجية، مع ضرورة التركيز على توعية المستخدمين بالأمن السيبراني، لمواجهة الهجمات الإلكترونية التي قد يتعرض لها الأشخاص غير المدركين لمخاطرها.

مواكبة التطورات

ويعتقد اندري سامبرج زميل باحث أول في معهد مستقبل الإنسانية بجامعة أكسفورد، أن المنطقة العربية تستعد حالياً بشكل جزئي، لمواكبة التطورات التقنية، بيد أنها تحتاج إلى مزيد من الخطوات التي على الحكومات أن تدعمها بصورة واضحة وفاعلة، معتبراً وجود برامج ترجمة ذكية، وسيلة هامة لتعزيز التعاون الدولي في مجال التحول الرقمي، ورأب الفجوة الحاصلة، وتمكين العالم العربي، ليكون جزءاً من التطورات الجديدة.

واعتبر دولة الإمارات نموذجاً ملهماً في ما يتعلق بالتطور التكنولوجي، وتحديداً في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن استثماره، وصولاً إلى التطور في عدة مجالات وقطاعات، بيد أنه يرى أن الحاجة الماسة هنا، تتمثل في قدرة الوصول إلى البيانات، وهو متاح جزئياً على الصعيد الدولي، مقترحاً ضرورة وجود مجموعات تفكر بشكل فردي وجماعي، ما يسهم في رفع سقف الأفكار في ما يتعلق بالإنترنت، والبيئة الفكرية التي تحفز على التفكير في أي شيء واستكشافه.

ووجّه باحث أول في معهد مستقبل الإنسانية بجامعة أكسفورد، نصيحة للطلبة، محفزاً إياهم على تعلم الأشياء الأساسية، مثل الرياضيات والإحصاء والاقتصاد، ثم محاولة تطبيق ذلك على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، وربما أشياء مثل تخزين الطاقة ونقلها، مشيراً إلى حيوية وأهمية هذه التقنيات، التي تتحرك إلى الأمام بسرعة كبيرة، يمكن أن تكون جزءاً من وضع البذور للمستقبل.

تطويع التكنولوجيا

وقال جوزيف هارجريف مدير وقائد استشراف عالمي، إن التكنولوجيا الحديثة، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومما لا شك فيه، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقنيات الميتافيرس، وغيرها من التكنولوجيا الحديثة التي تظهر يومياً، ستكون لها تأثيرات هائلة ومباشرة في أسواق العالم، ما يجعل دول العالم تتسارع من أجل تطبيق وتطويع تلك التكنولوجيا لخدمة الشعوب.

وأكد هارجريف أهمية مبادرة الحكومات العربية بشكل عام، بوضع خطط مستقبلية، من خلال دراساتها للمشهد العام، لبناء قدرات ومهارات الموظفين، بحسب التحديدات المستقبلية التي ستطرأ في الجانب التقني، ومن ثم تنعكس على مطالب الشعوب، وعليها التفكير في كيفية تلبية رغباتهم.

وقال إن دولة الإمارات تتمتع برؤية مستقبلية، ساعدتها أن تكون في مقدم الدول العالمية التي تستشرف المستقبل، وتولي أهمية كبيرة للتطور التكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولديها القدرة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، أو ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، التي تشكل تحدياً يواجه معظم حكومات العالم والمؤسسات في وقتنا الراهن.

بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه مؤسسة دبي للمستقبل، ومتحف المستقبل، في استشراف المستقبل، الذي يمكنها من خلالهما تحديد التحديدات المستقبلية، والخروج بالحلول من خلال تبادل الأفكار، واستقطاب أبرز العقول التي تستشرف المستقبل.

ولفت هارجريف إلى أهمية تكاتف الحكومات العالمية، للخروج بمنظومة شاملة للتطوير، لتحديد تحديات المستقبل، ومن ثم وضع حلول للتحديات، وتطويع التقنيات والتكنولوجيا الحديثة لوضع تلك الحلول.

من جانبه، أوصى توماس دوغ معلم وباحث حول المستقبل في بلجيكا، بإدراج الاستشراف المستقبلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشن، ضمن المناهج الدراسية، بالإضافة إلى أهمية تعيين معلمين خاصين بالاستشراف المستقبلي، وهذا ما تتجه له الكثير من الدول.

وأوضح أن هذا الإدراج سيعمل على تسريع تطبيق تلك التقنيات، ومضاعفة المعرفة بخواصها، بالإضافة إلى أهمية التركيز على تطبيق الابتكار في العملية التعليمية بالشكل الحديث، الذي يعتمد على توظيف التكنولوجيا بمختلف جوانبها.

وأفاد دوغ بأن التطورات التكنولوجية المتسارعة، والاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وظهور تقنية البلوك تشين، التي باتت تلعب دوراً محورياً في أتمتة العمليات وتوثيقها، غيّرت ملامح سوق العمل العالمي، وأثرت بشكل كبير في توجهات الاستثمار في رأس المال البشري، وطبيعة المهارات والكفاءات المطلوبة التي يحتاجها السوق، سواء كان ذلك في القطاع الخاص، أو العام.

ولفت إلى مسألة التطور التكنولوجي المتسارع في الإمارات، ومنحه أهمية كبيرة، حيث واكبت الحكومة هذا التطور، ووظفته في خدمة وتطوير منظومة العمل المؤسسي، وعملت على الاستثمار في الإنسان، وخلق المواهب القادرة على مواكبة مستجدات ومتغيرات سوق العمل، لتشكل بذلك تجربتها نموذجاً فريداً للاستثمار في الموارد البشرية.

 
Email