الإمارات ومصر.. ترسيخ التضامن في إطار الأهداف المشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية نموذجاً للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، فضلاً عن كونها مرتكزاً ثابتاً يرسّخ مبدأ التضامن العربي والروابط الأخوية في إطار من الأهداف المشتركة.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، خلال ترؤسه، أمس اجتماع مجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي، كشف عن تنظيم احتفاليات خاصة احتفاءً وترسيخاً لهذه العلاقات الأخوية العربية الاستثنائية الممتدة عبر 50 عاماً، خاتماً: حفظ الله الإمارات ومصر.

وفي الكلمة التاريخية التي ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، في مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل» بشرم الشيخ في مارس 2015 قال نفخر دوماً في دولة الإمارات بعلاقاتنا التاريخية الراسخة مع مصر ومع شعب مصر هي وطن ثان لنا كما أن الإمارات هي وطن ثان للمصريين، لنا ما لهم وعلينا ما عليهم، مضيفاً: يعلمنا التاريخ أن مصر عندما تكون قوية فإنها قادرة على بث الحياة في الأمة وتجديد نهضتها، مصر هي كنانة الرحمن، وموطن السلام وقلب العروبة فيها خير أجناد الأرض وبها ومعها يصنع التاريخ.

وقال سموه وقوفنا مع مصر ليس كرهاً في أحد بل هو حب في شعبها وليس منة على أحد بل واجب في حقها وليس لعائد سريع نرجوه بل هو استثمار في مستقبل أمتنا، ما نضعه في مصر اليوم هو استثمار لاستقرار المنطقة سنراه في الغد القريب بإذن الله، كما أكد سموه بأن مصر كانت ولا تزال الركيزة الأساسية لأمن واستقرار وازدهار منطقتنا وهي القلب النابض للعالم العربي وهي موطن التاريخ والفكر والثقافة والعلم.

كما اتسمت العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الخمسين عاماً الماضية بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ نشأتها خاصة في ظل العلاقات الأخوية الوطيدة بين مسؤولي البلدين والشعبين الشقيقين، مما انعكس إيجابياً على مجمل العلاقات الثنائية في مساراتها الرسمية على المستوى السياسي والاقتصادي، وفي مسارها الأهلي على المستويات الثقافية والاجتماعية والتجارية، غير أن من أهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين، قدرتها على إرساء جذور والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك، والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية.

ولعل أبرز سمات العلاقات السياسية بين البلدين هي القدرة على ترسيخ التضامن والروابط الأخوية في إطار من الأهداف المشتركة، ومن أبرزها التضامن والتعاون العربي، وينبذ البلدان، في مختلف المحافل الدولية، العنف ويدعون إلى حل الخلافات بالطرق السلمية.

وخلال العامين الماضيين تعددت زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى مصر مع لقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والعمل على تنميتها وتطويرها على كل الصعد بما يحقق مصالحهما الاستراتيجية المشتركة.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة بجانب مصر في دعم توجهاتها الوطنية ومسيرتها التنموية ثابت وأصيل وحرص على دعم كل ما من شأنه تعزيز مسيرة التنمية والنهضة الحضارية في مصر ويحفظ أمنها واستقرارها وسيادتها ويحقق تطلعات شعبها في النماء والعيش الكريم، وأن دعم الإمارات لمصر العربية يأتي في سياق علاقة تضامن وتحالف قوي بين البلدين وهي ليست وليدة هذه المرحلة بل هي ممتدة وراسخة تاريخياً وتصب في صالح البلدين والشعبين الشقيقين.

Email