عبدالعزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل:

نستهدف أفضل مستقبل للبشرية انطلاقاً من دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع عبدالعزيز الجزيري، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن تحقق الإمارات مزيداً من الريادة العالمية في أهم المؤشرات المتعلقة بصناعة المستقبل، مع اقتناصها المزيد من المراكز والتصنيفات المتقدمة عالمياً في هذه المؤشرات السنوات المُقبلة.

واستعرض الجزيري في مقابلة مع «البيان» مفهوم كلمة «المستقبل» لدى مؤسسة دبي للمستقبل، فقال: «نحن نرى المستقبل أنه نتيجة طبيعية لما نفعله اليوم، وندرك جيداً أنه مهما تباعدت الأماكن أو اختلفت الوجوه والأعراق واللغات، سيبقى المستقبل متوقفاً على كل فردٍ منا بلا استثناء، فما نغرسه بأيدينا اليوم سنجنيه غداً.

ونستطيع أن نصنع مستقبلنا بأهداف واضحة ومعرفة شاملة للاحتياجات الحقيقية التي تحفز الاتجاهات المستقبلية لنمو المجتمعات الإنسانية، وبتضافر جهودنا جميعاً من أفراد ومؤسسات وحكومات ضمن إطار منهجي وفعّال. ونحن في مؤسسة دبي للمستقبل نسعى لمأسسة استشراف المستقبل لننطلق معاً نحو أفضل مستقبل لكل نواحي حياتنا».

منظومة شاملة

وتطرق الجزيرى للدور الذي تضطلع به «مؤسسة دبي للمستقبل» في صوغ شكل الحياة المستقبلية في دبي، وفي الإمارات بصفة عامة، فقال: «أنه لا يمكن قصر صناعة المستقبل على نطاق جغرافي محدد ودبي مدينة عالمية ونحن ننطلق في عملنا في مؤسسة دبي للمستقبل كجزء من منظومة شاملة ترسخ لمأسسة صنع المستقبل ونسعى لتصميم أفضل مستقبل ممكن للبشرية في كل نواحي الحياة انطلاقاً من دبي؛ أفضل مستقبل ممكن للتعليم، والخدمات والأعمال، والتنمية والاقتصاد، والبيئة، والصحة، وجودة الحياة، والمجتمعات الحضرية، والغذاء، والأمن، والطاقة والماء وكل تفاصيل الحياة».

وأضاف إننا نعمل على جمع البيانات وتحليلها واستنتاج السيناريوهات المحتملة، ودعم صانعي القرار بناء على تلك المعطيات، ودراسة الاتجاهات الجديدة، لمواكبة تغيرات القطاعات الحالية وصنع قطاعات اقتصادية جديدة، وإصدار التوصيات والبحوث والتقارير المتعمقة، ووضع الاستراتيجيات والخطط والتصورات والمقاربات القابلة للتنفيذ، ما يدعم نهجنا في تطوير الفرص المستقبلية بالتعاون مع شركائنا من الجهات الخاصة والحكومية والشركات الناشئة والمواهب ورواد الأعمال من داخل الدولة ومن حول العالم، لتكون دبي أول الواصلين للمستقبل، ونموذجاً يُحتذى به للمدن التي تسعى لتعزيز جهوزيتها للاستفادة من المستقبل ومواجهة تحدياته.

التفكير الاستشرافي

وتابع عبدالعزيز الجزيري إننا نسعى لنشر منهجية التفكير الاستشرافي بين أفراد المجتمع وموظفي القطاعين الحكومي والخاص، وتأهيل وتزويد الأفراد مهارات المستقبل وأدواته للإسهام في تصميم وتنفيذ أفضل مستقبل ممكن.

ونحرص على نشر المعرفة والبحوث العلمية المتطورة وإيجاد الحلول لأبرز تحديات المستقبل بما يتجاوز قيود الزمان والمكان عبر مبادرات ومشاريع عالمية، إضافة إلى تأسيس مجتمعات ومنصات فريدة تجمع خبراء تصميم المستقبل من حول العالم، مثل «منتدى دبي للمستقبل»، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، الذي تنظمه «مؤسسة دبي للمستقبل»، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء «مؤسسة دبي للمستقبل»، على مدار يومي الــ11 و12 من أكتوبر الجاري، ويجمع 400 من الشخصيات العالمية البارزة والمسؤولين والخبراء والمتخصصين.

وتطرق الجزيري لأهم المحاور والمواضيع التي يركز عليها «منتدى دبي للمستقبل»، فقال: «يتضمن برنامج «منتدى دبي للمستقبل» أكثر من 30 جلسة حوارية وكلمة رئيسة وورشة عمل يشارك بها أكثر من 70 متحدثاً من الإمارات وأنحاء العالم، و45 مؤسسة معنية باستشراف المستقبل، وستسلط الضوء على مختلف التحولات والتغيرات المقبلة في القطاعات الرئيسة مثل دور الحكومات في تنظيم توجهات وتكنولوجيا المستقبل، وتعايش البشرية مع المستقبل الرقمي، ومستقبل الفضاء واستيطان الكواكب، وأهم تحديات البشرية في المستقبل.

كما سيتم تسليط الضوء على أهمية سد الفجوة الرقمية في العالم، وضمان استدامة الطاقة، ومستقبل العالم على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ومستقبل الذكاء الاصطناعي، وتشريعات المستقبل، وتمكين الأجيال القادمة بمهارات المستقبل، وغيرها الكثير».

تمكين الإمارات

واستعرض نائب الرئيس التنفيذي لدى مؤسسة دبي للمستقبل، كيفية إسهام الاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بقطاعات التكنولوجيا والمستقبل في تمكين الإمارات ودبي من استشراف المستقبل، فقال: «تعمل الاستراتيجيات المتعلقة بمفاهيم وتطبيقات استشراف المستقبل سواء في البنية التحتية الرقمية أو الصناعية أو الخدمية أو الاقتصاد الرقمي أو التكنولوجيا والمهارات المتقدمة بلا شك على دعم جهود دبي ودولة الإمارات لاستشراف المستقبل.

ونحن نشهد نتائجها في تصدر دبي ودولة الإمارات مؤشرات الابتكار والتميّز والتنافسية ومزاولة الأعمال واستقطاب المواهب والكفاءات وتحفيز التمويل الجريء للمشاريع والأفكار المستقبلية الواعدة.

وبحسب نتائج «مؤشر المدن الرقمية لعام 2022»، الصادر عن صحيفة «ايكونومست» البريطانية الشهيرة، فقد شغلت دبي المرتبة الأولى إقليمياً و18 عالمياً في تبني التقنيات الرقمية. ودولة الإمارات الأولى عالمياً في «مؤشر ريادة الأعمال لعام 2022» كما ذكرت سابقاً، وهي الأولى عالمياً في سهولة الانتقال للإقامة بوصفها أفضل الوجهات للمغتربين 2022».

وتطرق الجزيري إلى «استراتيجية دبي للميتافيرس»، وعن تصوره شكل الحياة في الإمارات ودبي في ظل «الميتافيرس»، فقال: «أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، «استراتيجية دبي للميتافيرس» في يوليو 2022، بأهداف محددة وواضحة تشمل إضافة 4 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لدبي، ودعم 40 ألف وظيفة افتراضية بحلول عام 2030، بالإضافة إلى جذب 1000 شركة متخصصة في تقنيات سلاسل الكتل «بلوك تشين» و«الميتافيرس» لجعل دبي ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم.

ويعد توقيت إطلاق هذه الاستراتيجية له دلالة كبرى على أن دبي لا تسعى فقط لتكون ضمن المستفيدين من التحولات التكنولوجية والتوجهات العالمية، بل تحرص على أن تكون في الريادة دائماً، فمثلما نعمل على مواكبة التحولات الكبرى في القطاعات الحالية، نسعى أيضاً لتحديد القطاعات الجديدة التي ستقود اقتصاد العالم في السنوات المقبلة، لنكون ضمن رواد هذه القطاعات من الآن».

وأضاف: تهدف الاستراتيجية الرائدة لتشجيع الابتكار في الميتافيرس، وزيادة الإسهام الاقتصادي له، وتعزيز التعاون في البحث والتطوير فيه، وإنشاء منظومة شاملة لمواجهة التحديات أمامه، وإنشاء صناديق التمويل وحاضنات الأعمال وجذب شركات ومشاريع «الميتافيرس»، وتنمية المواهب في هذا المجال وتطوير تطبيقاته في مختلف القطاعات الحيوية.

وتطرق الجزيري لتصورات «مؤسسة دبي للمستقبل» بشأن صورة الإمارات ودبي، بشكل عام في الــ50 عاماً المُقبلة، وأيضاً صورتهما العامة في العالم، ومكانتها، ووضعها الاقتصادي، فقال: وضع الآباء المؤسسون منذ قيام الاتحاد خطة طموحاً برؤية استشرافية فريدة جعلت من الإمارات في الخمسين عاماً الأولى فقط من عمرها منارة للعمل والمعرفة والاقتصاد والتطور والتسامح والانفتاح والإبداع والابتكار وريادة الأعمال.

وأضاف: «تركز الدولة في هذه الرحلة على محاور أساسية للنمو مثل الاقتصاد التكاملي، وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والسياحة، والاستثمار الأجنبي المباشر، ومضاعفة الصادرات، واستقطاب المواهب والكفاءات.

كما أن للدولة مبادئ أعلنت عنها للخمسين عاماً المقبلة تهدف إلى بناء أقوى وأنشط اقتصاد في العالم، وتحسين جودة الحياة، وتطوير التعليم واستقطاب المواهب، وترسيخ مكانة الإمارات عاصمة للشركات والاستثمارات في المجالات العلمية والتقنية والرقمية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والعطاء الإنساني، والعمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات انطلاقاً من الدولة».

تنافسية عالمية

تصدرت الإمارات إقليمياً مؤشرات التنافسية العالمية، كما حلت وفق تقرير «الكتاب السنوي للتنافسية العالمية» في المركز الأول عالمياً في أكثر من 121 مؤشراً، والمركز الأول عربياً في أكثر من 479 مؤشراً، كما تبوأت مكانها ضمن أفضل خمس دول في العالم في 189 مؤشراً.

ووفق نتائج التقرير 2022، تصدرت الإمارات المنطقة للعام السادس بينما صُنفت 12عالمياً وحلت في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2022، بحسب التقرير الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال. وليست هذه الإنجازات التي تحققت في الخمسين الأولى إلا دلائل على ما تستطيع الإمارات فعله وكيف ترى مستقبلها وبالفعل لدى الدولة رؤية تستهدف الأفضل في العالم 2071.

محاور النمو1الاقتصاد التكاملي2 ريادة الأعمال 3المشاريع الصغيرة والمتوسطة4 السياحة5 الاستثمار الأجنبي المباشر6 مضاعفة الصادرات 7استقطاب المواهب والكفاءات

1000 شركة رقمية تستهدفها دبي في 5 سنوات

قال عبدالعزيز الجزيري، نائب الرئيس التنفيذي لدى مؤسسة دبي للمستقبل، إن صندوق حي دبي للمستقبل يعد من المبادرات التطويرية التي أعلنت عنها اللجنة العليا لتطوير أسواق المال والبورصات في دبي لإنشاء 1000 شركة رقمية كبرى في دبي خلال 5 أعوام.

وأوضح أن الصندوق سيساعد على تحفيز واستقطاب استثمارات إجمالية لقطاع الشركات الناشئة من 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم، ويوفر مجموعة متنوعة من التسهيلات التمويلية والاستثمارية المناسبة للشركات التكنولوجية الناشئة في دبي والمنطقة، موضحاً أن الصندوق يركز على التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، و«بلوك تشين»، وتحليل البيانات، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والواقع المعزز، والروبوتات، والجيل الخامس لشبكات الاتصال.

وتسهّل «مسرعات دبي للمستقبل» التعاون بين الشركات الناشئة والجهات الخاصة والحكومية للعمل على تحديات مستقبلية محددة مسبقاً، فيما تقدم «أكاديمية دبي للمستقبل» برامج متنوعة لتطوير مهارات المشاركين المستقبلية والخروج بنتائج قابلة للتنفيذ.

وأضاف: «نحرص في مؤسسة دبي للمستقبل على توظيف كافة البرامج والمبادرات والمختبرات لدعم مسيرة صناعة المستقبل، ومن أبرز هذه المبادرات: «منطقة 2071»، وهي واحدة من أفضل الأنظمة الابتكارية الشاملة في العالم، حيث مساحة فريدة للعمل التشاركي والتعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص لتأسيس وتوسيع الشراكات النوعية القادرة على تطوير الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى مشاريع ملموسة على الأرض ضمن قطاعات استراتيجية لمستقبل الدولة والعالم.

وتتعاون «مختبرات دبي للمستقبل»، وهي مختبرات تطبيقية متخصصة في أبحاث وتطوير تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، مع شركاء من القطاعين الحكومي والخاص لتحديد التحديات التكنولوجية الرئيسية، ثم تصميم أفضل الحلول والخدمات والأنظمة ذات الجدوى الاقتصادية باستخدام تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، كما تعمل على مواجهة التحديات في قطاع الخدمات اللوجستية، مع تعرض سلاسل التوريد العالمية لضغوط شديدة لأسباب مختلفة».

وتوقع عبدالعزيز الجزيري مزيداً من الريادة العالمية لدولة الإمارات في المراكز الأولى على أهم المؤشرات في صناعة المستقبل، وعلى خريطة التكنولوجيا المتطورة، وبدورنا سنواصل العمل على جذب أصحاب الأفكار والمشاريع المبتكرة ورواد الأعمال وشركات التكنولوجيا الناشئة من خلال توفير الدعم اللازم لتحويل أفكارهم إلى حلول ملموسة ذات جدوى اقتصادية، وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع المستثمرين والشركات الكبرى، إضافة إلى إطلاق المنتديات المعنية بالابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وإطلاق التحديات والمبادرات والمشاريع للتنافس لإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة لأبرز التحديات الحالية والمستقبلية، وتعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية من أجل الاستثمار في حلول المستقبل.

 

Email