ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم

ت + ت - الحجم الطبيعي

حنَّ الفـــؤادُ لذِكْرِ مولـــــدِ طه

أعلى البريّــــة عنــــد ربّيَ جاها

وســرى النسيمُ مُعطّرًا كلّ الرُّبى

يَجلو عـــن الأرواحِ غَيْنَ صداها

في كلّ عام مِن ربيــــــعِ شهورنا

تهفــــو النفــــوسُ لسيّدٍ زكّاها

ويطيرُ هذا القلبُ نحـــــو مدينةٍ

تاللهِ ما عشـــق الفؤادُ سواهــــا

فيها الحبيبُ مُكــــرّمًا مـــن ربّه

مَــــنْ عاش سَجّــــادًا له أوّاها

مَنْ خصّـــــه الباري بأكرم رُتبةٍ

هيهــــاتَ أنْ تلقى له أشبـــاها

في يوم مولـــــده تجيشُ مدامعي

وتسافرُ الأشـــواقُ نحــو مُناها

مــــن أرض مكةَ أشرقتْ أنوارُه

فأضــاء بُصرى الشام من بُشراها

وخَبَتْ بمولده المَجــوسُ ونارُها

وتزعـــزعتْ مــن قيصرٍ رُكناها

بأبي ونفسي مِــــن غلامٍ سيّــــدٍ

يمشـــي على البطحاء فوق ثَراها

تحنــــو عليه شريفـــةٌ من قومها

مــــن آلِ زُهرةَ طيّبين جِبــــاها

يرعى الشياهَ على قراريـــــطٍ لـه

هي سيــــرةٌ للأنبيـــــاء مشاها

قد حازَ من كـــــلّ الانام مُبَجَّلاً

لقبَ الأميــــنِ بسيــــرةٍ يرقاها

قد صــــانه الرحمنُ أنْ تعنـــو له

عُنُــــقٌ لدى الأصنام في طَغْواها

قد كان يغــــدو للتفكــــر دائبًا

وحِـــــراءُ يشهدُ ليلَها وضُحاها

حتى أتى جبــــريلُ بالنور الذي

أحيا نفوســــًا، جهلُها دسّـــاها

ميــــلادُ طـــه يا ربيـــعَ قلوبنا

بك تحتمـــي الأرواحُ من بلواها

في كل يــــوم نحتفـــي بشفيعنا

ونخـــــصُّ ليلةَ مولـــدٍ ببَهاها

يا ليلة نافـــتْ على الدنيـــا التي

أضحى يطيـبُ القلبُ من ذكراها

ماذا أقول بيوم نـــــورك سيدي

ماذا تقـــول النفس في نجــواها

قد جاءك الحافي يُكفكــفُ أدْمُعًا

فعسى تصيبُ الروحُ عينَ رجاها

يا تربــــةَ المختــــار هل ليَ أوبةٌ

فأشــــمّ ذاك الطيبَ من فحواها

بالله يا وادي العقيـــق أمـــــانةً

بلّغ حَمــــــامَ الحيّ دمـــعَ فَتاها

قد شفّني الوجـــد الحميمُ لزَورةٍ

تقضــــي بها الأرواح كـل مناها

يا ذاهبيـــن إلى المدينـــــة بلّغوا

أشــــواقَ روحٍ لا يخــفّ لظاها

في يوم مولــــدك الشريف تحيــةٌ

من عاجــــزٍ لا يستطيــع سواها

صلى عليك الله يا قمــــرَ الدجى

ما ضـــاءت الأقمــارُ في عَلياها

والآلِ والصحبِ الكــــرامِ مَحبةً

يبري الضلــــوعَ بهاؤها وسَناها

 

Email