المنتدى يناقش تحصين البيت العربي من الهيمنة الخارجية

سلطان النعيمي خلال الجلسة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت جلسة «واقع المنطقة العربية والسيناريوهات المحتملة»، والتي حل ضيفاً عليها الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وأدار النقاش فيها حسين الشيخ الإعلامي في قناة «العربية الحدث»، عدداً من القضايا التي تهم دول المنطقة من حيث علاقاتها الإقليمية، والتحديات العالمية ومدى تأثيرها عليها، وصولاً لمتطلبات الشعوب من قادتها، وكيفية حماية الأمن الداخلي للدول، من أي تأثيرات مد خارجي بمختلف أشكاله سواء السياسية أو الدينية.

جاء ذلك ضمن فعاليات اليوم الأول من «منتدى الإعلام العربي»، الذي يحتفي بمرور 20 عاماً على انطلاقه، بمشاركة أكثر من 3000 من المسؤولين الحكوميين وقيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية والعربية والعالمية، ورؤساء تحرير الصحف وكبار الكُتّاب والمفكرين، والمعنيين بقطاع الإعلام على امتداد العالم العربي، ضمن الحدث الإعلامي الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة.

استقرار

وقال النعيمي إن الوضع الجغرافي لأي دولة لا يمكن تغييره وتجاهله، وأنه لا يمكن فصل استقرار وتنمية المنطقة مع تجاهل علاقات الدول المتجاورة، والتي تجمعها مصالح مشتركة، تعزز ازدهارها ضمن محيطها المتواجدة فيها، لافتاً إلى أن العلاقات الخليجية الإيرانية، تأتي لتعكس هذا الجانب وأهميته.

حيث تبادر دول المنطقة باستمرار لإيجاد علاقات جيدة مع محيطها ومن ضمنه إيران، انطلاقاً من رغبة خليجية في ضمان وتعزيز استقرار المنطقة بما يخدم مصالح شعوبها.

وأوضح أن العلاقات بين دول الخليج العربي وإيران قديمة، لافتاً أن هناك نماذج عالمية لدول تجمعها حدود واحدة وهناك بعض الإشكاليات في ترسيمها تصل لحد الصراعات، كما في الحالة الكورية الصينية، وروسيا واليابان وغيرها من الأمثلة، والتي ورغم وجود توتر فيما بينها إلا أن التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي البيني كبير.

وتطرق النعيمي إلى أن الأمن الداخلي للدول هو أساس لمواجهتها لأي تدخلات خارجية، وأنه ومن خلال تعزيز هذا الأمر لا يمكن أن تسيطر أي مشروعات فكرية أو سياسية على مفاصل أي دولة، لافتاً إلى وجوب تعزيز وتوسيع المحيط الأمني للدول، لحمايتها من أي تأثيرات خارجية من أي جهة ما، وأنه لا يجب أن تسمح للآخرين بالتدخل في شؤونها.

تحديات

وتطرق مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية إلى الوضع الراهن على الصعيد العالمي وما يشوبه من تحديات، تتطور بشكل سريع حالياً على كافة المستويات سياسياً واقتصادياً، موضحاً أنه على الدول العربية إدراك هذه المتغيرات بشكل عاجل وعدم التخلي في الوقت ذاته عن ثوابتها، وأن ما يحدث عالمياً بالإمكان الاستفادة منه، حيث إن دول الخليج أصبحت رقماً مهماً في تلك التطورات العالمية ووضع السياسات الدولية.

وتحدث النعيمي عن أهمية الاصطفاف بين الدول العربية، وخاصة فيما يتعلق بوجود تكتلات ووحدة بين بعض دول المنطقة على كافة المستويات، مبيناً أن ذلك يعد أمراً جيداً، وأن البناء على المشتركات لتطوير ملفات بعينها ودفعها للأمام، يصب في صالح المنطقة برمتها ويضيف لاتحادها وقوتها، وأن مصلحة الشعوب تكمن في تعزيز الاستقرار ودفع التنمية لآفاق أكبر تخدم في بناء مستقبلها وتعظيم مشروعاتها التنموية.

Email