خلال جلسة «الإعلام العربي 2022.. وجهة نظر خليجية»

استعراض تحديات الصحافة المكتوبة و التطبيقات الذكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقشت جلسة «الإعلام العربي 2022.. وجهة نظر خليجية» في اليوم الأول لانطلاق منتدى الإعلام العربي بدورته العشرين واقع وتحديات الإعلام العربي، وخاصة الصحافة المكتوبة في المنطقة.

وشاركت في الجلسة، منى بوسمرة رئيس التحرير المسؤول لـ«البيان»، ووليد النصف، رئيس تحرير صحيفة القبس الكويتية، وجميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية، ومؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية، وأدارها عيسى المرزوقي الإعلامي بقناة سكاي نيوز عربية.

والذي بدأ الحوار بالإشارة إلى الأزمات، التي مر بها العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، وما أوجدته من فرص وتحديات أمام الإعلام العربي عموماً، والخليجي خاصة.

3 محاور

وتساءلت منى بوسمرة في بداية حديثها عما إذا كان هناك إعلام عربي أو خليجي واحد أم إعلام دول لكل منها إعلامها، لأن هناك اختلافات في الرؤى والأهداف، وإن كانت هناك قضايا تجمع الإعلام الخليجي في بعض الأحيان. وقالت: إن الأزمات التي مرت بها المنطقة والعالم أثرت في الإعلام، والإعلام العربي والخليجي يلاحق هذه الأزمات و«ينغمس» فيها، ما جعل منه إعلام أزمات، موضحة أن هناك ثلاثة محاور تمثل فرصاً حقيقية، يجب التركيز عليها للتغلب على هذه التحديات هي:

أولاً: الاهتمام بالشباب واستقطابهم وتدريبهم وتأهيلهم، بما يتيح لنا وجود كفاءات إعلامية قادرة على التعامل مع التكنولوجيا ومواكبتها.

ثانياً: من المهم أن يكون هذا الإعلام إعلاماً تنموياً يبث الإيجابية، ويبرز الإنجازات في مختلف المجالات، بما يعطي للشباب الأمل في مستقبل أفضل.

ثالثاً: الاستفادة من تبعات الأزمات التي حدثت، وأبرز مثال على ذلك أزمة جائحة كوفيد 19، التي فرضت على الموظفين بمن فيهم الإعلاميون العمل عن بُعد، وقد أبرزت هذه الأزمة مدى تقدم البنية التحتية التقنية في دولة الإمارات، ما ساعد على مواصلة الحياة بشكل طبيعي، والتعافي من تأثيراتها بسرعة كبيرة.

وقالت: إن منتدى الإعلام العربي في دورته العشرين، واستقطابه لأكثر من 3 آلاف إعلامي يمثل صورة من صور التعافي الإماراتي من أزمة كورونا، وقبله كانت استضافة «إكسبو 2020 دبي»، الذي زاره أكثر من 24 مليون زائر، وشاركت فيه أكثر من 190 دولة.

وأضافت بوسمرة: إن صحيفة «البيان» تطرح موضوعاتها ومحتوياتها وفقاً لمؤشرات قياس، تقوم بإجرائها بشكل دائم، حيث يتم رصد وتحليل توجهات القارئ، مؤكدة حرص الصحيفة على مواكبة الإنجازات التنموية الإماراتية في مختلف المجالات.

الإعلام الإلكتروني

من جهته، قال وليد النصف، رئيس تحرير صحيفة القبس الكويتية: إن الصحيفة أدركت مبكراً مدى أهمية الإعلام الإلكتروني فأجرت دراسات وقراءة للواقع، بينت أن 6% فقط من الميزانيات التي تخصصها الشركات للإعلام تتجه للصحافة الورقية، بينما يتم توجيه 47% من هذه الميزانيات للصحافة الرقمية، كما وجدنا أن 72% من الطلبة يطلعون على الصحف من خلال الهواتف النقالة، فكان اتجاهنا نحو هذا النوع الإعلامي، الذي اخترق المجتمعات بقوة، ووضعنا خططاً تطويرية للنمط التحريري، وأدوات النشر، مستفيدين من خبرة صحيفة الجارديان البريطانية، ووفرنا فرصاً عديدة للشباب للعمل بالصحيفة.

متوقعاً أن تبدأ الصحيفة في جني الأرباح خلال 3 سنوات بعد الاستثمار، الذي تم في التحول للصحافة الرقمية، مشيراً إلى أن الصحيفة تتنوع في حجم تغطياتها، وفقاً لاهتمامات القارئ واتجاهاته سواء في الكويت أو خارجها.

المنصات الرقمية

وأكد جميل الذيابي أن المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية لها التأثير الأكبر في الجمهور، مشيراً إلى تطبيق الـ «Tik Tok»، الذي يمثل نموذجاً واضحاً لهذا التأثير، حيث يوجد بعض الأشخاص الذين يفتقدون لأي نوع من الثقافة والمعرفة لديهم ملايين المتابعين، ويتم التسويق لهم، لأنه تم سحب البساط من الإعلام الورقي التقليدي، الذي أصبح كأنه يخاطب نفسه، ولهذا كان لا بد لصحيفة عكاظ أن تتعلم الدروس، وتتجه للتطبيقات الذكية، حيث سيتلاشى وينقرض من لا يتعلم من الدروس.

وقال مؤنس المردي: إن المشكلة الأكبر التي تواجهنا حالياً هي أننا قد لا نستطيع إيصال محتوانا الإعلامي، الذي نريده لأننا نستخدم ونعتمد على تطبيقات ذكية لا نملكها مثل تويتر ويوتيوب وفيسبوك وإنستغرام ونتفليكس وغيرها قد تحجب بعض المحتويات، التي لا توافق توجهاتها، وطالب بتطوير منصات رقمية عربية بديلة عن المنصات الأجنبية.

مؤكداً أن لدينا القدرة على ذلك، لأننا نملك عقولاً وكفاءات في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال التقني، مضيفاً: إن امتلاكنا لهذه المنصات تمكننا من نقل محتوانا، الذي نريده والوصول به للجمهور العربي والعالمي، مشيراً إلى أن الصحف الورقية لا تملك أمان الاستمرار. وتداخلاً مع هذا الرأي قال جميل الذيابي: إنه لا يجب على الحكومات العربية أن تمارس الوصاية والدور الأبوي على المنتج الإعلامي، وإنه لا يمكن الاستغناء عن المنصات الرقمية الرئيسية في العالم، مع التأكيد على أهمية القيم الثقافية والتقاليد والتربية كعوامل مهمة للسلوك الإنساني.

 
Email