اختتام «أبوظبي للصيد والفروسية» بقفزة نوعية على الصعد كافة

بيع صقر نادر بمليون درهم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، اختتمت أمس في أبوظبي فعاليات النسخة 19 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، التي استمرت على مدار سبعة أيام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بحضور جماهيري من المواطنين والمقيمين في الدولة، ودول مجلس التعاون الخليجي والمهتمين على المستوى العالمي، محققاً نجاحات جديدة في استقطاب أهم وأحدث التقنيات الحديثة في الصيد والأسلحة، لافتاً أنظار العالم إلى تراث دولة الإمارات وتاريخها العريق، ومسلطاً الضوء على أهم الرياضات المتعلقة بالصيد بالصقور والفروسية باعتباره أحد أهم وأبرز المعارض الإقليمية والعالمية للصيد والفروسية.

وشهدت الدورة الـ19 من المعرض مزايدة على صقر فريد من نوعه (بيور جير) من سلالة إلترا وايت الأمريكي، حيث تمّ بيعه بقيمة مليون و10 آلاف درهم (ما يزيد على 275 ألف دولار)، فيما تبلغ قيمته الأصلية مليوناً و500 ألف درهم (ما يزيد على 410 آلاف دولار)، إلا أن مالكه سمح ببيعه بهذا السعر دعماً للمعرض وزواره ولمكانة المعرض لديه ولدى محترفي وهواة ومحبي الصيد والصقور.

وأوضح خالد بن سيفان، مسؤول مزادات الصقور في الدورة الـ19 من المعرض، أن من مميزات الصقر أن دمه صافٍ وجودته عالية ومن فصيلة نادرة وبالتأكيد يعرف قيمته من اشتراه، لافتاً إلى أن المزايدين في مزاد المعرض يعرفون جيداً قيمة هذه النوعية من الصقور النادرة، ويعرفون كذلك مستوى الصقور التي تتم المزايدة عليها يومياً طوال فترة الدورة الـ19 من المعرض بشكل خاص وفي كافة الدورات السابقة بشكل عام.

وأكد بن سيفان أن وجود مثل هذه النوعية من الصقور يُعدّ أحد أهم عناصر الدعم والتميز للمعرض، لذا فقد بات المعرض من أهم الفعاليات التي ينتظرها عُشاق الصقارة والمقناص ومحبو الصقور، مشيراً إلى أن المعرض لم يكتف باستقطاب الصقور النادرة فحسب دعماً للصقارين، بل عمل على منح صقور بالمجان إلى المشترين طوال أيام مزاد الدورة الـ19، بواقع صقرين مجانيين كل يوم تمّ السحب عليهما بين المُشترين، بالإضافة إلى السحب مجاناً على 19 صقراً للزوار في آخر يوم من المعرض.

جهود

وأبدى العديد من زوار الدورة الحالية إعجابهم بالمستوى العالمي الذي وصل إليه المعرض، واستقطابه لعشرات الدول ومئات الأجنحة، وكذلك تنوّع وتميّز ما يعرضون من منتجات.

‏ وحقق المعرض الذي يحتفي في دورته الحالية بعامه العشرين، قفزة نوعية على كافة الصعد، وهذا ما تؤكده الأرقام التي تمّ إنجازها، حيث تضاعف عدد العارضين أكثر من 22 مرّة، وتوسّعت مساحة المعرض نحو 10 أضعاف، إلى جانب مشاركة ما يزيد على 900 عارض وعلامة تجارية من 58 دولة، على مساحة تزيد على 60 ألف متر مربع، وليحقق المعرض بذلك نسبة نمو هي الأعلى في تاريخه، فضلاً عن اهتمام إعلامي محلي وإقليمي ودولي غير مسبوق بهذه الدورة.

وصاحب فعاليات المعرض انطلاق مؤتمر «أهمية دور المُجتمعات المحلية والشعوب الأصلية في تعزيز الصلة بين التراث الثقافي غير المادي والحفاظ على الحياة البرية»، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF)، بالتعاون مع منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وبمُشاركة 24 صقاراً شاباً من 24 دولة.

وأشاد المتحدثون في المؤتمر بجهود دولة الإمارات في مجال دعم الصقارة وصون البيئة وتحقيق الاستدامة، مؤكدين أن اهتمام الإمارات ومؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم تكن مصادفة أو ارتجالية، ولكنها تعكس إيماناً عميقاً بضرورة العمل من أجل حماية وصون البيئة من جانب، وفي نفس الوقت التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة. كما تناول المشاركون العلاقة بين الصقارة والتغيرات المناخية والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن البيئي.

مُشاركة خليجية

كما تُعتبر المُشاركة الخليجية في دورة هذا العام هي الأوسع في تاريخ المعرض، إذ بلغت 43 جهة وشركة وعلامة تجارية، وذلك في إطار الاهتمام المُشترك لدول مجلس التعاون بالمُحافظة على القيم التراثية الأصيلة وضمان الاستخدام المُستدام لموارد الحياة البرية.

وعلى صعيد تطوّر المحتوى الثقافي والتعليمي والمعرفي فإنّ عدد المُحاضرين والمُشاركين في الندوات وورش العمل والأنشطة لهذا العام تجاوز 100 خبير ومخُتص، بالإضافة لما يزيد على 130 من الرسّامين والحرفيين والفنانين المُشاركين في قطاع «الفنون والحرف اليدوية»، فضلاً عن جمع كُبرى العلامات التجارية والشركات المُتخصصة في قطاعاته الـ 11 على أرض موقع واحد لتبادل المعارف والخبرات وإطلاق منتجات وخدمات جديدة وتوسيع الأعمال.

وعلى مدى 7 أيّام من المعرض، قُدِمَ للجمهور نحو 150 نشاطاً حيّاً وورشة عمل، وعروضاً وفعاليات شيّقة في «ساحة العروض»، بالإضافة لأنشطة تعليمية ومُسابقات مبتكرة وعروض تراثية ورياضية مباشرة تستقطب الجميع.

وأتاح المعرض للزوار فرصة التعرّف على ثقافة دولة الإمارات وموروثها الأصيل من خلال الأنشطة المتنوعة والمبتكرة التي يُقدّمها لهم، والتي تعمل على رفع الوعي لديهم حول أهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الرياضات الأصيلة والصديقة للبيئة بنحوٍ مُستدام.

وبرزت بشكل خاص في المعرض فعاليات نادي صقاري الإمارات، حيث يُقدّم برامج حيّة حول رعاية الصقور ومبادئ ممارسة الصقارة، ويُعرّف بمدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، ومركز السلوقي العربي، فضلا عن إتاحة الفرصة للعائلة والسياح والجمهور عموما ً للتفاعل والتقاط الصور التذكارية مع الصقارين بصحبة الطيور وكلاب الصيد العربية.

وتُعتبر مزادات الصقور والإبل والخيول وعروض الفروسية والرماية والطيور الجارحة والكلاب ومُسابقة أجمل الصقور ومزاينة السلوقي والعروض التراثية الحيّة، من أكثر الفعاليات التي جذبت الجمهور، كما قدم المعرض لعُشّاقه، تجربة مُحاكاة حيّة فريدة من نوعها لهواة رياضة الرماية بالقوس والسهام في بيئة مثالية آمنة، والمُشاركة في أنشطة الرماية والتسديد باستخدام بنادق الصيد والقوس والسهم للمُبتدئين والمُحترفين، فضلاً عن اكتشاف أحدث المُعدّات المتاحة في مجال الرماية، والعرض الشيّق للرماية بالسهم من على ظهر الخيل.

وكجزء من جهود التكامل والتفاعل المُجتمعي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، تمّ التعاون مع مؤسسة زايد العليا لتقديم أنشطة مميزة وشاملة للأطفال من أصحاب الهمم، بهدف إشراكهم ودمجهم في المُجتمع.

وإلى جانب الأعداد الكبيرة من مُحبّي الصيد والفروسية والتراث التي يستقطبها المعرض سنوياً، نجح الحدث في أن يجتذب الأطفال والناشئة أيضاً من خلال ما وفره من باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التراثية والتعليمية والترفيهية.

عرض لوحة للشيخ زايد تضم  14.5 كيلوغراماً أحجاراً كريمة

عرض الفنان اللبناني محمد ضياء مجموعة من الأعمال الفنية القيمة، من أبرزها لوحة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومجلدات للمصحف الشريف كاملاً.

وأوضح ضياء أن لوحة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، استغرق العمل على تنفيذها ما يزيد على عامين، وهي مصنوعة من الأحجار الكريمة، وتضم تقريباً 14.5 كيلوغراماً من الأحجار الكريمة مثل الروبي والزمرد والياقوت الأزرق والأسود والعقيق والتركواز والزبرجد والألماس والسترين، ويُحيط بصورة الشيخ زايد، برواز ذهبي بطول 134 سم، وعرض 95 سم، وتكسوه أوراق ذهب عيار 24 قيراطاً من إنتاج «مانتي» الفرنسية، وداخل البرواز آيات من القرآن الكريم مطلية بالذهب الخالص، لافتاً إلى أن الإطار الخارجي للوحة مصنوع من شجر الزان وتم إحضاره من اليابان، ومزين بحفر يدوي يقارب عمره 200 سنة، أما الوزن الإجمالي للوحة فيبلغ 250 كيلوغراماً.

Email