الإمارات والصين.. روابط ثقافية عميقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ترتبط الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، بروابط وطيدة وممتدة في مختلف المجالات، ويشكل الجانب الثقافي جزءاً هاماً من رصيد هذه العلاقات، نظراً لاعتبار الثقافة قوة ناعمة، تلعب دوراً مهماً في مد جسور التعاون والتقارب بين الدول حول العالم، لذا، شكلت الثقافة جانباً مهماً في هذه العلاقات، وأخذت حيزاً في هذا المجال، فأولت الإمارات والصين اهتماماً بلغتي البلدين الصديقين، وشغل الجانب الإعلامي ضمن تعاونهما اهتماماً منذ سنوات عدة.

وقال علي عبيد الهاملي: «منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين عام 1984، والتعاون بين البلدين يأخذ شكلاً تصاعدياً، تعززه الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين. وقد كان للزيارة التي قام بها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الصين عام 1990، الأثر الكبير في ترسيخ هذه العلاقات.

ومنذ عام 1989، الذي قام فيه الرئيس الصيني آنذاك، يانغ شانغ كون، بزيارة دولة الإمارات، تم توقيع العديد من الاتفاقيات الثقافية بين البلدين، فقد وقعت الإمارات والصين في ذلك العام، الاتفاقية الإماراتية الصينية للتعاون الثقافي، وفي عام 2001، وقّع البلدان اتفاقية التعاون الثقافي والإعلامي.

وشهدت العلاقات الثقافية بينهما تطوراً متنامياً وملحوظاً، تمثل في تبادل الزيارات الطلابية ووفود المسؤولين الثقافيين والإعلاميين والباحثين بين البلدين. وقد ساهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، بجامعة الدراسات الإسلامية في بكين، بمنحة مقدمة من المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نشر الثقافة العربية في الصين، وتعزيز اللغة العربية.

كما حرصت دولة الإمارات على نشر تعليم اللغة الصينية في الإمارات، من خلال المدارس والجامعات، وجرى تبادل الزيارات الطلابية بين البلدين. كما ساهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين، ومعارض الكتب، في تعزيز هذا التعاون، والدفع به إلى الأمام عاماً بعد عام.

أسس متينة

من جانبه، قال الخبير الثقافي خالد الظنحاني: «ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية الصين الشعبية، بعلاقات قوية ترتكز على أسس متينة من التعاون العميق المتبادل بين البلدين الصديقين، والتي بدأت منذ تأسيس دولة الإمارات، في الثاني من ديسمبر 1971، على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه..

هذه العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين، والتفاهم المشترك إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، كانت وما زالت دافعاً كبيراً لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، بما يحقق تطلعات وطموحات القيادتين والشعبين، المبنية على أسس الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».

وتشهد العلاقات بين الإمارات والصين، تطوراً مستمراً، وتتوسع هذه العلاقات، لتشمل التعاون في المجالات كافة، والتي تحظى بالأولوية بالنسبة للدولتين، ما يؤكد على عمق الشراكة والعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، والتي تحرص الدولتان على جعل هذه العلاقات أكثر قوةً ومتانةً في السنوات المقبلة.

وأخذت العلاقات الثنائية خطوة كبيرة نحو الأمام في السنوات الأخيرة، من خلال الزيارات المتبادلة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والصين، وتتخطى العلاقات الثنائية، الجوانب الاقتصادية، إلى القطاعات العسكرية والسياسية والتعليمية والثقافية، والتعاون في الطاقة، والسياحة، والقطاع الطبي، غيرها.

في حين أن تعزيز العلاقة الثقافية بين البلدين، هي الأكثر أثراً والأوسع نطاقاً، والأشمل فائدة للتماسك بين الشعبين، لأن الثقافة هي وجه الشعوب وحكاياتهم، وبالتالي، نتطلع إلى معرفة بعضنا بعضاً، من خلال الأدب والشعر والمسرح والفن والسينما والتراث وغيرها.

Email