إدراك إمكانات التقنية يفتح الباب أمام «السيادة الافتراضية»
الميتافيرس مستقبل الحكومات.. والبداية سفارات افتراضية
أفاد غابرييل عابد سفير بربادوس لدى دولة الإمارات، بأن تسخير إمكانات الميتافيرس بقيادة الحكومات يساعد على النمو ويعزز المصالح الوطنية، لذلك على الحكومات إدراك الإمكانات الحقيقية لعالم الميتافيرس من أجل توفير أفضل للخدمات والقدرة على التكيف مع هذا العالم المتغير، بما في ذلك إنشاء سفارات افتراضية متكاملة.
وقال سفير بربادوس خلال كلمته الرئيسية في فعاليات اليوم الثاني لملتقي دبي للميتافيرس، إن العالم مقبل على تغيرات مناخية جذرية وكوارث طبيعية ستجعل من دخول العالم الافتراضي «الميتافيرس» والتعاملات الرقمية «بلوك تشين» أمراً حتمياً بالنسبة للحكومات.
وأوضح أن ميتافيرس يعد بيئة متكاملة إلى جانب «بلوك تشين» كبيئة لا مركزية وهو ما يخلق مجالاً مثيراً للاهتمام بالنسبة إلى الحكومات يشجعها على دخول هذا العالم الافتراضي الذي يشكل مستقبل الحكومات في السنوات المقبلة ويفتح الباب أمام ما يسمى بالسيادة الافتراضية.
التحكم في التشفير
وأشار إلى أن الحكومات ستحقق العديد من المكاسب، لذلك عليها الحفاظ على مستوى كبير من التحكم في التشفير والمصادقة والتحقق من الصحة داخل بيئة لا مركزية ويمكن للمستخدمين تجربتها، لذلك عملياً يوجد العديد من الأمور التي لا يمكن للحكومات أن تتجاهلها، وأبرزها نمو قيمة الفرد بمرور الوقت من خلال محتوى الوسائط الاجتماعية، إلى جانب الإصدارات الأكثر تقدماً من البيانات الرقمية والتي لها قيمة ملموسة. وواصل قائلاً: هذه البيانات الرقمية تكون في أشكال مختلفة ويتم من خلالها إنشاء العملات المشفرة أو الجوانب والاقتصادات الجديدة بلا حدود في هذه البيئات التي تتشكل جنباً إلى جنب مع تبني المستخدمين الجدد، أما من الأشياء الأخرى التي لا تستطيع الحكومات تجاهلها هو الحاجة المتزايدة للتنظيم.
سفارة ميتافيرس
وتحدث عن عمل دولة بربادوس في هذا المجال، وقال: لقد سعينا للحصول على موافقة مجلس الوزراء في العام الماضي لبناء سفارة «ميتافيرس» والهدف هو إنشاء سفارة تعتمد بشكل كامل على العالم الافتراضي لصالح حكومة بربادوس، وتصبح المقر الرئيسي لمنظمي الأصول الافتراضية.
وتابع: عندما يتم إنشاء سفارة فعلية تعمل عن طريق العالم الافتراضي ستخلق تجربة فريدة بالنسبة للمستخدمين عن طريق تقديم مجموعة محدودة ثنائية الأبعاد من المعلومات والمحتوى والخبرة وفي مكان ما في الوسط توجد هذه البيئة الجديدة، إذ السفارة الفعلية والموقع الإلكتروني هو مقر السفارة بالفعل، وهذا هو المكان الذي يمكنك فيه إنشاء نوع جديد من البيئة بمحتوى ثري جديد عن طريق موظفين مدربين يديرون الأمر.
إطار عمل
أما بالنسبة إلى أبرز مزايا التحول إلى العالم الافتراضي، قال: سيوفر هذا التحول إطار عمل مشترك يمكن لجميع الحكومات المشاركة فيه، خصوصاً أن هذا المحتوى الغامر سيكون دليلاً على الخدمات الوطنية التي يمكن تقديمها مستقبلاً.
ولفت سفير بربادوس لدى دولة الإمارات إلى أن عالم الميتافيرس سيسهل من مهمة تقديم الخدمات للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، وقال: هدف الحكومات دائماً هو ماذا يمكن أن تقدمه إلى المستخدم والمستهلك، إذ إنه من الممكن عن طريق العالم الافتراضي أن تقدم الحكومات العديد من الخدمات وسط بيئة عالية الجودة وكفاءة كبيرة، إلى جانب ضمان الاستدامة حول البضائع وتحركات الأشخاص الذين أصبحوا أكثر تأهيلاً في هذا المجال.
وأضاف: المدى الأوسع سيكون عن طريق دفع التكنولوجيا الدبلوماسية جنباً إلى جنب مع الدبلوماسية الثقافية في شكل عقل يريد التقدم التقني للأمة جنباً إلى جنب مع تلك البصيرة.
مواطنة جديدة
ختم غابرييل عابد حديثه بقوله: أعتقد أننا يجب أن نرى في غضون بضع سنوات العديد من التغييرات، أبرزها على مستوى الأدوات والرقائق والهويات، وربما نجد تصنيفاً جديداً للمواطنة يمنح حول الأطر التشريعية التي تحدد حقوق البيانات الخاصة بالفرد، سواء كانت هويتك أو خطك الرقمي أو مقتنياتك الرقمية وأنواع أخرى من فئات الأصول الافتراضية، خصوصاً أن هذه الأنظمة ستعمل في الوقت نفسه لخدمة الحكومة والفرد، والأهم أن المنتج الذي سيتم تقديمه يتماشى مع الأطر التشريعية والحقوق والقوانين.
