الملتقى يستعرض مستقبل الحكومات والتكنولوجيا والطيران والألعاب الإلكترونية

%25 من الأفراد يمضون ساعة يومياً في الميتافيرس 2026

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعرضت فعاليات اليوم الثاني من ملتقى دبي للميتافيرس مستقبل الميتافيرس في الحكومات والتكنولوجيا والطيران والألعاب الإلكترونية، حيث أشار المشاركون إلى توقعات بأن يمضي 25 بالمئة من الناس ساعة واحدة على الأقل يومياً في الميتافيرس بحلول عام 2026.

وضمن فعاليات اليوم الثاني التي ركزت على تطبيقات الميتافيرس وفرصها وأهمية الشراكات الاستراتيجية بين القطاع الحكومي والخاص لتفعيلها، تحدث غابرييل عابد، سفير بربادوس لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، عن السبل التي تتيح للحكومات إنشاء شبكة ميتافيرس عابرة للحدود لتعزيز الخدمات العامة في المستقبل.

بدوره، أكد زياد طرابلسي، مدير هندسة الأعمال في (Reality Labs) بشركة ميتا العالمية، على أهمية التركيز على تطوير تقنيات وأدوات مستقبلية جديدة لتعزيز التجارب في الميتافيرس وتحفيزها وتمكينها، متوقعاً أن يبلغ حجم قطاع الميتافيرس خلال العقد القادم 360 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.

وشهدت الجلسة النقاشية الأولى من اليوم الثاني نقاشاً حول دور الحكومات في إدارة العوالم الافتراضية، كما استعرضت جلسة فرص الميتافيرس في قطاع الطيران خطط شركة طيران الإمارات الطموحة لمنح عملائها تجربة عالم الميتافيرس والويب 3.0، حيث تعمل شركات الطيران على ترسيخ حضورها في عالم الميتافيرس، سواء من خلال إطلاق رموز غير قابلة للاستبدال، أو توفير تجارب جديدة، لتعزيز مستويات رضا العملاء.

وأكد عادل الرضا، الرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، أننا نعيش في عالم سريع التقدم والتغير، خاصة فيما يتعلق بالتقنيات الجديدة والجهود الحثيثة لتوظيفها والاستفادة منها، والميتافيرس ليست باستثناء، حيث تحظى باهتمام واسع عالميًا لدورها في تطوير الأعمال وتعزيز الصناعات وإحداث التأثير والتغيير.

وشهد الملتقى أيضاً جلسة نقاشية حول تأثير الميتافيرس في العالم الواقعي، وتأثير اقتصاد الميتافيرس في عدد كبير من القطاعات، على الرغم من حداثته، بمشاركة يوسف باهدير، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لدى «منصة جوآرت»، وفيشال غوندال، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«غوكي»، وديفيد كلارك جوزيف نائب الرئيس لقطاع الاستثمارات في «بيكسيلاينكس» المنصة المبتكرة للألعاب والموسيقى في الميتافيرس، وبرادفورد بيرد، رئيس الشراكات في «ذا فابريكانت».

وقال يوسف باهدير إن الميتافيرس سيكون الشكل الجديد للعلامات التجارية بحيث تصبح تجربة التسوق مستمرة وتواصل التغير والتطور بشكل يومي، لافتاً إلى أن الميتافيرس هو المكان المثالي لتمكين المتسوقين والمستخدمين، لافتاً إلى توقعات بأن يقضي 25 بالمئة من الناس ساعة واحدة على الأقل يوميا في الميتافيرس بحلول عام 2026.

بدوره اعتبر ديفيد كلارك جوزيف أن العديد من الشبكات القديمة تفتقر للتفاعل بين المبتكرين وبين جمهورهم، فيما سيشكل الجيل الثالث من الويب وتطبيقاته اللامحدودة صلة مباشرة بين المبتكرين والمستهلكين ومستخدمي وسائل التواصل وحتى المستفيدين من الرعاية الصحية، بما يعزز التفاعل بين الأفراد والشركات والمؤسسات.

من جهته اعتبر برادفورد بيرد أن التغير مستمر بلا توقف وبسرعة هائلة، معتبراً أن الشيء المهم هو الحفاظ على الرؤية الواضحة والإيجابية لبناء المستقبل، مستعرضاً سلسلة أفكار واعدة في عالم الميتافيرس مثل إنشاء دور أزياء افتراضية كما هو الحال مع العديد من العلامات التجارية الشهيرة في القطاع والتي تتطلع إلى هذا المسار.

بدوره قال فيشال غوندال إن جائحة «كوفيد 19»، التي غيرت العالم وسرعت تبني تطبيقات الميتافيرس بيّنت إمكانات تطوير مسارات الرعاية الصحية بالاستفادة من تقنياتها، داعياً أيضاً إلى توظيف الميتافيرس في التوعية بشكل عام، وإغناء الوعي الصحي بشكل خاص، وتغيير السلوك، والجمع بين تجربتين لعيش حياة صحية في العالمين الافتراضي والواقعي عبر دمج بيانات الرعاية الصحية الخاصة بالأفراد مع عالم الميتافيرس.

شركات وطنية

وشهد الملتقى جلسة حوارية لعرض الشركات الإماراتية المحلية لتجارب جديدة للميتافيرس، ومساهمة رواد الأعمال المحليين في تصميم وبناء العوالم الرقمية الجديدة، وذلك بمشاركة كلٍ من أمين الزرعوني، الرئيس التنفيذي لشركة «بدو»، وعبدالله محمد الظاهري، الشريك ونائب المدير العام لدى «تشينتك لابس»، وهيا الغصين، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ«إفولف نتورك كلوب»، وعبد الرحمن محمد الشريك المؤسس لشركة «ميتاكون غلوبال».

وأكد أمين الزرعوني أن هناك اليوم فرصاً للشباب في الدولة والمنطقة للمشاركة في تخيل وتصميم وصناعة مستقبل الويب 3.0، لافتاً إلى أن التعليم هو قطاع يحتاج إلى تسريع تبني تقنيات الميتافيرس. وقال عبدالله الظاهري: «تعلمنا من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن نواصل تعليم أنفسنا، ولذلك سنطلق أول رمز غير قابل للاستبدال من محطة الفضاء الدولية بواسطة رائدة فضاء وسنبني بلداً في فضاء الميتافيرس.

صناعة الألعاب

من جهتها، سلطت سارة باكستون، الرئيس التنفيذي للعمليات في جالاجيمز، الضوء على أهمية البلوك تشين والجيل الثالث من الويب 3.0 في تطور عالم الألعاب، في جلسة «تأثير تقنيات الميتافيرس على الألعاب الإلكترونية»، قائلة إن آخر الإحصائيات تشير إلى أن هناك أكثر من 170 مليون محفظة رقمية (بلوك تشين) اليوم، وحوالي 2.3 عملية تتم باستخدام العملات الرقمية كل ثانية، فيما تشير الدراسات إلى أن حجم التمويل لتقنيات سلاسل الكتل (البلوك تشين) سيصل إلى 67 مليار دولار بحلول العام 2026، وحجم صناعة الألعاب لعام 2022 حوالي 188 مليار دولار.

كما شهد الملتقى جلسة ناقشت دور الميتافيرس والألعاب الإلكترونية في تغيير حياتنا اليومية وصلتنا بالعالم الرقمي، وكيف سيكون المحتوى الرقمي في المستقبل؟، وكيف سيعزز سبل التعاون بين القطاعات المختلفة للاستفادة من التطور المتواصل لتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز؟، الأمر الذي يوفر للاعبين تجارب شبه واقعية تتعدى إلى حدٍّ كبير إطار الترفيه البحت.

وخلال الجلسة، أكد أحمد تحيمر، المدير الدولي لتطوير أعمال الألعاب لدى منصة جيميفاي «بي إن بي تشاين» أن تقنية الميتافيرس والويب 3.0 توفر احتمالات لا نهائية للنمو والتقدم، حيث أنها تفتح الباب على مصراعيه لإبداعات الأشخاص، تماماً كما حدث مع الانترنت، التي بدأت بصفحات بسيطة لتنمو وتقدم وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات التي نعرفها اليوم، مؤكداً أن صناعة الألعاب تؤدي دوراً كبيراً وهاماً، ذلك أنها تستقطب فئة الشباب وتؤثر فيهم، لافتاً إلى أن المستقبل واعد للاستفادة من الميتافيرس وتوظيفه بما يخدم الجميع، وبفضل الفعاليات المتخصصة مثل ملتقى دبي للميتافيرس يمكن تحديد التوجهات المستقبلية وتوحيد الجهود لتطوير التقنية بشكل أفضل.

وخلال كلمة افتراضية ألقاها سيباستيان بورجيه الرئيس التنفيذي للعمليات والشريك المؤسس في شركة (ذا ساند بوكس)، أشار إلى أن أدوات التكنولوجيا اليوم تمكن المطورين في عالم الميتافيرس من تصميم عوالمهم الخاصة، وتتيح للمستخدمين تصميم الشخصيات والأصول والفضاءات وحتى العقارات الرقمية وتسويقها أيضاً. وأضاف: ستلعب دبي دوراً رئيسياً في «ساند بوكس»، حيث أعلنا مؤخراً عن «دبي فيرس» بالتعاون مع سلطة تنظيم الأصول الافتراضية، أول جهة تنظيمية متخصصة في قطاع الأصول الافتراضية في العالم، لقيادة الطريق نحو تطوير تقنيات العالم الافتراضي في المنطقة. ونحن متحمسون لبناء هذا العالم وتطويره في عالم الميتافيرس الجديد هذا والخدمات التي سيقدمها للمستخدمين.

وفي كلمة رئيسية بعنوان بناء الركيزة الأساسية لتقنيات الميتافيرس والويب 3.0، سلط سانديب نايلوال الشريك المؤسس في «بوليغون» الضوء على جهود شركة «بوليغون» لبناء الركيزة الأساسية لتقنيات الميتافيرس والويب 3.0، وتمكين مؤسسي الشركات وشركات التقنية من بناء التجارب والمعاملات والتفاعلات على الويب 3.0، وفي عالم الميتافيرس.

وقال سانديب نايلوال: إن دبي بيت الأصول المشفرة وعاصمتها العالمية، مضيفاً: نحتاج كمنصات لتداول الأصول المشفرة إلى وجهة تدعمنا، ولا توجد وجهة أفضل من دبي في هذا الشأن، والدليل على ذلك أنني أعرف شخصياً حوالي 200 شركة ناشئة ومنصة هندية انتقلت إلى دبي. وأكد نايلوال أن أدوات الويب والميتافيرس التي يتم بناؤها اليوم ستعمل على تحسين نوعية حياة الإنسان في جميع أنحاء العالم مع الدخول في عصر رقمي جديد يعزز الوصول إلى فضاء رقمي أكثر عدلاً وأمناً وشمولاً.

جلسات تخصصية

شهد اليوم الثاني سلسلة جلسات تخصصية قدمتها شركات عالمية ومطورو التكنولوجيا وناقشت موضوعات راهنة مثل مستقبل المنتجات الافتراضية، وكيف تقود مجالات التسوق والألعاب والبنوك عالم الميتافيرس، والتجربة التعليمية الشاملة في عالم الميتافيرس، والتعمّق في الميتافيرس والويب 3.0، ورأس المال الاستثماري لعالم الميتافيرس، وخلق تجارب جديدة لتحويل العالم الافتراضي إلى عالم واقعي، والتحول من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث من الويب وصولاً إلى العملات الرقمية.

واختتم اليوم الثاني لملتقى دبي للميتافيرس بسلسلة من ورش العمل المتعلقة بالميتافيرس وتقنياته والتي شكلت مختبرات عملية مشتركة لتقييم تطبيقات الميتافيرس وإمكاناتها المستقبلية اللامحدودة في تحسين التواصل والخدمات والأبحاث والتعاملات المالية والمعاملات الحكومية الرقمية والتجارب التعليمية والتدريبية الذاتية منها والمشتركة.

Email