خلال جلسة حوارية في «مساحتكم عبر البيان »:

خبراء: العلاقات الإماراتية العمانية استثنائية وستشهد نقلة نوعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت حلقة نقاشية بعنوان «الإمارات وعمان.. شراكة استراتيجية ترسخها أواصر القربى والمصير المشترك» أن دولة الإمارات العربية المتحدة ترتبط مع سلطنة عمان بعلاقة قوية ومتينة، بدءاً من علاقة الأخوة بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، التي سطر التاريخ تفاصيلها منذ عقود، وكان إطارها الأخوة والمحبة والتعاضد، علاوة على ارتباط شعب البلدين بروابط الدين والتاريخ والجغرافيا.

وبينوا خلال الجلسة الافتراضية التي نظمتها «البيان» عبر منصة «تويتر SPACE»، أن ما يميز تلك الروابط ارتباط شعب البلدين الشقيقين بروابط أسرية، حيث كانت وما زالت الأسر الممتدة في كلا البلدين علامة فارقة في العلاقات الأخوية بين البلدين، فلا تكاد تفرق بين العادات والتقاليد، علاوة على روابط النسب والمصاهرة، وتعد العلاقة الإماراتية العمانية نموذجاً يحتذى به لعلاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل والتقارب الكبير في الكثير من القضايا، مما جعل علاقة سلطنة عمان والإمارات قوية عبر حقب متتالية.

علاقات متينة

وأشار المتحدثون إلى أن دولة الإمارات وسلطنة عمان أكثر دولتين في مجلس التعاون الخليجي بل والمنطقة العربية، تربطهما وشائج القربى والنسب، والعلاقات المتينة المتداخلة في مختلف مناحي الحياة، وليس بحكم أنهما دولتان جارتان أو عضوان في مجلس تعاون واحد، أو حتى جامعة عربية واحدة فقط، بل كشقيقتين تربطهما أواصر صلبة وراسخة، وقيادتين وشعبين متحابين يقدر كل منهما الآخر.

وأجمع المتحدثون أن العلاقات الإماراتية العمانية تلقت دفعة قوية بزيارة دولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى السلطنة تلبية لدعوة أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، حيث تحمل هذه الزيارة الخير الكثير للشعبين الشقيقين، وسيجني كلا البلدين ثمارها خلال المرحلة المقبلة، في صورة مشاريع مشتركة واستثمارات متنوعة، وتحقيق التكامل في مختلف المجالات، علاوة على فتح آفاق أرحب لمستقبل العلاقات على مختلف الصعد، وإلى جانب تعزيز أوجه التعاون وزيادة الجهود للحفاظ على اللحمة الخليجية والعربية.

علاقات ثنائية

شارك في الجلسة عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوب السلطنة الدائم في الجامعة العربية، وضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، والدكتور عبد الحميد موافي الكاتب والمتخصص في الشؤون السياسية الخليجية والعربية، والدكتور سيف البدواوي المؤرخ والمتخصص في تاريخ منطقة الخليج العربي، وعلي المعشني الكاتب والمحلل في الشؤون السياسية.

وأدار الجلسة الإعلامي عامر العمري مذيع في تلفزيون سلطنة عمان، واستهلها بالحديث عن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان التي تعد ثنائية ومتميزة ومتفردة، وتمتد على مدار أكثر من 4 عقود، وتعتبر نموذجاً يحتذى به، وشكلاً متميزاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول، مشيراً إلى أن شعب البلدين تربط بينهما روابط قوية من الأخوة والقربى والدين والمصير المشترك، وخلال العقود الماضية شهدت العلاقة بينهما نمواً واضحاً، وتجلى ذلك في زيادة التبادل التجاري للسلع والخدمات والمشاريع الاستثمارية المتبادلة، والتكامل في مجالات عدة.

تاريخ مشترك

وأشار إلى أن زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، تلبية للدعوة الكريمة من قبل السلطان هيثم بن طارق، تؤكد على عمق العلاقة التي تجمع بينهما وبين شعبي البلدين، حيث أبرزت الزيارة قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين وتميزهما، التي تستمد جذورها من التاريخ المشترك وحسن الجوار وعمق صلات المودة ووشائج القربى، لافتاً إلى أن هذه الزيارة تجلى فيها حرص قيادة البلدين على التواصل والتشاور، وبحث التحديات المختلفة من أجل بناء موقف متسق تجاهها يخدم مصلحة البلدين من ناحية، ويصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها من ناحية أخرى، ويدعم التضامن الخليجي والعربي أيضاً.

من جهته، قال عبد الله بن ناصر الرحبي، إن الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، إلى سلطنة عمان، تؤكد متانة العلاقة بين البلدين، وإنها هذه العلاقة تعد نموذجاً يحتذى به في تطوير العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الماضية، أظهرت القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين الإرادة القوية، وقدمت الدعم المتواصل لدفع العلاقات وتعميقها وترسيخها على مختلف المستويات نحو آفاق رحبة، تضعها في مرتبة العلاقات الخاصة والمتميزة في جميع الميادين، الأمر الذي عكسه مستوى من التميز والرقي قلما تتصف به العلاقات بين الدول.

مرحلة جديدة

وأوضح أن حفاوة الاستقبال التي حظي بها ضيف عمان العزيز على المستوى الرسمي والشعبي، دلالة على ما تكنه سلطنة عمان دولة وشعباً لقيادة الإمارات وشعبها، ولا شك أن هذه الزيارة سوف تؤسس لمرحلة جديدة للعلاقات بين الدولتين، وسوف تصنع مزيداً من التفاهمات والحلول لمواجهة التحديات المشتركة في المرحلة المقبلة في ظل تسارع المتغيرات والأحداث في المنطقة والعالم بشكل أجمع.

وأشار إلى أن الأيام القادمة سوف تشهد نقلة نوعية على مستوى التعاون بين البلدين في مجالات عديدة على غرار الاتفاقيات والنقلات النوعية الموقعة بين الدولتين خلال العقود الماضية، والتي كان منها تنقل مواطني البلدين بالهوية «البطاقة الشخصية» في عام 1983، وتشكيل لجنة عليا للتعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين في عام 1995، وتشكيل اللجنة العليا العمانية الإماراتية في عام 1998، لافتاً إلى أن تعزيز عمل اللجان سوف يحقق معنى الشراكة الحقيقية، خصوصاً وأن هذه الشراكة مدعومة بعامل قوة وهو العلاقة المميزة والفريدة والمتجذرة بين الدولتين وشعبيهما.

أخوة وترابط

بدوره، قال ضرار بالهول الفلاسي، إن العلاقات الإماراتية العمانية علاقة ضاربة في التاريخ، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، ومتأصلة في الجذور، وهناك علاقة اجتماعية وأسرية وتقارب في جميع الجوانب، ويعكس اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بأن تكون أول زيارة رسمية له في المنطقة لسلطنة عمان الشقيقة مكانتها لدى سموه، ومكانة جلالة السلطان هيثم بن طارق، وشعب عمان بشكل عام، والتي يشاطره فيها شعب الإمارات الذي ينظر للشعب العماني بأنه الشعب الشقيق، وهي كلمة تحمل في طياتها أعلى معاني درجات الأخوة والترابط.

وأوضح أن حفاوة الاستقبال والاحتفاء الشعبي الكبير بالزيارة دليل على متانة العلاقات الأخوية بين البلدين والممتدة عبر مئات السنين، وهي تعبير صادق عن المحبة والمودة المتبادلة بين قيادتي الدولتين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة لها وزن كبير وسوف تتبعها خطوات ونتائج ملموسة خلال الفترة المقبلة، وسوف تسهم في تتطور العلاقة بشكل أكبر، كما ستكون نتائج هذه الزيارة رداً على كل من يحاول التشكيك والمساس بالعلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين.

نموذج للعلاقات

أما الدكتور عبد الحميد موافي فقال إن العلاقة بين دولة الإمارات وسلطنة عمان والروابط التي تجمع بينهما تعد مصدر إلهام وتفاؤل للشعوب العربية كافة، خاصة في ظل الظروف العربية الراهنة بكل ما فيها من مشكلات وقضايا، ونحن بحاجة على المستوى العربي إلى نموذج للعلاقات بين الدول المتجاورة كتلك التي تجمع بين هذين البلدين الشقيقين، وتقوم على أساس الاحترام والثقة المتبادلة، مما ينعكس على تعزيز الشراكات السياسية والأمنية والاقتصادية، مشيراً إلى أن قيادتي وشعبي الإمارات وعمان يدركان أن الحفاظ على العلاقات مهم لهما، لذلك سوف يكملان مسيرة التكامل والتعاضد التي بدأها المؤسسان رحمهما الله.

وأضاف إن زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لسلطنة عمان سوف تفتح آفاقاً جديدة لغد أفضل، وسوف يكون هناك مزيد من اتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين في مختلف الجوانب، سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، لافتاً إلى أن تأثير هذه الزيارة لن يقتصر على حدود البلدين، بل ستشهد الفترة المقبلة تنسيقاً وبذل مساعٍ وجهود كبيرة لتصفية العديد من المشكلات التي تمس الوطن العربي بشكل عام، وذلك بحكم العلاقات المميزة والمكانة التي تحظى بها قيادتا دولة الإمارات وسلطنة عمان لدى قادة الدول العربية وشعوبهم، والذين سيعملون على نزع فتيل التوترات السياسية وبذل المساعي لتحقيق الاستقرار والرخاء للدول المحيطة.

علاقات حقيقية

من جهته، قال علي بن مسعود المعشني، إن العلاقة الإماراتية العمانية علاقة قديمة ولا يمكن الإشارة لها بمدة زمنية محددة، بل هي عميقة وأبدية بحكم القرابة والنسب الذي يجمع بين أبناء الدولتين، وأن العلاقة بين سلطنة عمان ودولة الإمارات منذ القدم حملت في طياتها كل الأواصر والقيم التي تقوم عليها العلاقات الحقيقية والمثالية قبل قيام السفارات ورفع الأعلام بين حدود الدول، مشيراً إلى أن العمانيين والإماراتيين شعب واحد في بلدين.

وتابع: لسنا في حاجة إلى التعريف بالعوامل التي تجمع بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد الروابط الاجتماعية والجغرافية وروابط التاريخ والمصير المشترك، فهذه عوامل متينة، ومن المهم في إطار العلاقات بين دولتين ذواتي جوار جغرافي وعمق تاريخي وارتباط قبلي أن يتوج ذلك بالتكامل الاقتصادي، لذلك لا شك أن تتمخض عن زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إلى السلطنة آثار ومظاهر ونتائج كبيرة سوف تكون لها بصمة واضحة في تطوير العلاقة بين الدولتين، خصوصاً وأن البلدين قطعا شوطاً كبيراً من التعاون خلال السنوات الماضية، ويحرصان على التكامل في مختلف الجوانب، ومنها الأمن الغذائي ومرحلة ما بعد النفط، وهناك العديد من عناصر التكامل التي يمكن التعمق فيها وتطويرها خلال المرحلة المقبلة من خلال التركيز على عناصر القوة في كل دولة وربطها مع الدولة الأخرى.

وأضاف أن تحقيق ذلك التكامل الاقتصادي والتعاون في مختلف المجالات يشكل متطلبات المرحلة في ظل العهدين الجديدين في سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن الأرقام المحققة في مجال التبادل التجاري، وفي مجال السياحة والنقل البري والاستثمار تسجل نقلة نوعية على ضوء الأرقام المنشورة، وهناك تطلعات لمضاعفتها خلال السنوات المقبلة.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور سيف البدواوي إن الشعبين الإماراتي والعماني لهما نفس الجذور والأصول والدماء، وتأكد ذلك في حقبة الاستعمار البرتغالي الذي بعث تعاوناً قوياً بين اليعاربة وعرب الساحل، لذلك ما نشاهده اليوم من ترابط وتقارب ليس مستغرباً، حيث تتميز طبيعة العلاقة بين الشعبين الإماراتي والعُماني بأنها أسرية، وتربط بينهما علاقات عميقة جداً تاريخياً، وأبرز ركائز هذه العلاقة هي الدين واللغة والنسب والجذور الواحدة للقبائل والعائلات والجوار بالحدود الطويلة المشتركة والتاريخ المشترك، ووحدة المصالح، ولا تقتصر هذه العلاقات على مراعاة المصالح والتعاون البناء في المجالات ذات الاهتمام المشترك فحسب، بل لطالما كانت علاقات ذات طبيعة خاصة يميزها ما يجمع البلدين من أخوة صادقة وتقارب وتداخل جغرافي قائم على حسن الجوار والصلات الاجتماعية والعائلية الوثيقة التي تحظى بمكانة كبيرة لدى الشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أن العلاقة قوية والثقة متبادلة بين البلدين وتفصيل ذلك يحتاج إلى وقت كثير للحديث عنه.

Email