المستقبل الرقمي أكثر اجتماعية.. معياره الضوابط

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في «ملتقى دبي للميتافيرس»، أن المستقبل الرقمي أكثر اجتماعية، مشيرين إلى أهمية وضع أطر وضوابط أخلاقية لعالم الميتافيرس، مشيرين إلى هواجس ومخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، والولوج غير المسبوق لها، وبالتالي، قدر هائل من «النفوذ» وغياب للخصوصية، وما يتبعه من تحديات في هذا العالم الجديد.

وأشاد المشاركون بالمستوى المتفوق الذي وصلت إليه دبي والإمارات عموماً، بمجال تكنولوجيا الاتصالات، والتحول بشكل متميز من العالم الإلكتروني إلى الرقمي، فيما تخطو بقوة وثقة إلى عالم الميتافيرس، واضعة خططاً استراتيجية للاستفادة من إيجابيات هذه المرحلة المتقدمة في عالم تكنولوجيا الاتصالات.

محاور أساسية

ويرى خلفان جمعة بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن هناك حاجة ماسة للاهتمام بالجوانب الاجتماعية والنفسية والصحية لدى أفراد المجتمعات، باعتبارها محاور أساسية، مستطرداً أن هذا الأمر يجب أن يسبق التشريعات والضوابط، لأن المنظومة تركز في مجملها على «قيمة الإنسان»، وهو ما ينبغي أن نوليه أهمية بالغة في العالم الافتراضي.

تجارب متميزة

وقال حمد الشيراوي مدير ملتقى دبي للميتافيرس، إن الميتافيرس توفر بيئة مشتركة وفرصاً اقتصادية متبادلة للجميع، بغض النظر عن حيزهم الجغرافي، وإنشاء تجارب اجتماعية متميزة، نتيجة لفرص التواصل غير المسبوق بين البشر في كل أنحاء العالم، ممهدة هذه التكنولوجيا الطريق لمجتمعات المستقبل الذكية.

توعية

وشددت د. ميهايلا أوليريو من معهد «امباكت» للاقتصاد الرقمي في واشنطن، على أن عالم الميتافيرس ثورة تكنولوجية على درجة كبيرة من الأهمية لكونها تساعد المجتمعات، وتجعل حياتهم أكثر سعادة، مشيرة إلى ضرورة أن يسبق هذا العالم الافتراضي، ضخ جرعات توعوية لإثراء مستخدمي هذه التكنولوجيا «أخلاقياً»، لتفادي التجاوزات والتأثيرات السلبية التي أفرزتها مواقع التواصل الاجتماعي وطفرة الإنترنت، بيد أنها ترى أن التأثير السلبي يمكن أن يكون أشد فتكاً، إذا لم يتم تداركه من خلال ضوابط وأطر قانونية، وأخرى توعوية، تبدأ بين الطلبة من المرحلة السنية الصغيرة، لتعزيز المسؤولية الأخلاقية بهذا العالم الافتراضي.

وقالت إن الميتافيرس عالم يمكن له أن يطور مخيلة الطفل نحو مستقبله، والوظائف التي قد تناسبه، من خلال البيانات المتوفرة عنه، مؤكدة أن هذه التكنولوجيا، يمكن أن تصل بالمرء إلى أبعاد لا يمكنه الوصول إليها في العالم الواقعي، واستطردت: «الفكرة من «الميتافيرس» هي بناء عوالم ومساحات عامرة بتقنية الأبعاد الثلاثية»، ومن الضروري توظيف هذا العالم لجعل عالمنا أفضل، وشددت على أن هذا المشروع الطموح قد يثير مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، والولوج غير المسبوق لها، وبالتالي، قدر هائل من «النفوذ» وغياب للخصوصية، وما يتبع ذلك من تحديات.

معايير أخلاقية

ويتوقع كارل طليس المؤسس والرئيس التنفيذي لـ «إيه آي أدفايزري»، أن يحمل الميتافيرس الكثير من المزايا الإيجابية، مشيرا إلى أن المستقبل الرقمي سيكون أكثر اجتماعية، وأكثر تركيزاً على المستخدم. وقال: «نحن جميعاً يمكن أن نستفيد من هذا التحول بصورة مذهلة، حيث ستعزز الميتافيرس الانخراط المجتمعي التكنولوجي، وسيتمكن مزيد من الناس من المشاركة في العديد من المجالات المختلفة في العمل والتعلم، وسيتيح لهم مفاهيم جديدة»، مضيفاً أنه سيساعد في جمع الناس وتقريبهم من بعضهم البعض، دون الحاجة إلى السفر أو البعد الجسدي.

وأضاف: «بالنسبة للمعايير الأخلاقية، فإن سلوكياتنا اليوم في عملنا وتعاطينا مع الآخرين، هي انعكاس لما نحن عليه في العالم المادي، لافتاً إلى أنه من المهم الحفاظ على هذا النهج الطبيعي، حيث إنك ستكون كما أنت في العالم الافتراضي».

Email