لا سيرة ذاتية مطبوعة.. ومرونة كبيرة من الجهات المشاركة

«الإمارات للوظائف».. الاستغناء عن شرط الخبرة لاستقطاب الشباب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد اليوم الثاني لمعرض رؤية الإمارات للوظائف 2022، في مركز دبي التجاري العالمي، حضوراً كبيراً من الباحثين عن عمل الذين، توافدوا على منصات الشركات والجهات التي بلغ عددها 100 جهة عارضة، للتعرف إلى الوظائف المعروضة والتسجيل فيها، وشارك الباحثون عن عمل في سلسلة من المناقشات المهمة والعروض المباشرة وورش العمل التفاعلية والمسابقات التي نظمتها بعض الجهات العارضة، بهدف توعية وتعريف الشباب بنوعية الوظائف المطروحة، وأشكال الوظائف في المستقبل، وبدا واضحاً مرونة في عميلة التوظيف، واستعانة بعض الجهات بالتدريب المهني، عوضاً عن شرط الخبرة، وغياب السير الذاتية المطبوعة، التي كان ترافق الباحث عن العمل عند زيارته للمعرض سابقاً، والتي كان يجوب مساحته، بهدف نشر أكبر عدد ممكن من سيرته الذاتية، دون الالتفات لنوعية الوظائف والمهارات التي تتطلبها، وحتى دون اطلاع، إن كانت هناك وظائف تتلاءم مع تخصصه ومؤهلاته، وهو ما يضع الجهات العارضة في ختام أيام المعرض، أمام أعباء كثيرة، منها حمل أطنان من الأوراق، وصعوبة فرزها، واختيار الموظف المناسب.

مهارات وفرص

وفي هذا السياق، قال محمد العوضي باحث عن عمل، إن الدورة الحالية من معرض التوظيف، تعتبر دقيقة، وأكثر واقعية بالنسبة للباحث عن عمل، حيث إن الأمر تخطى بالنسبة لديه توزيع سيرته الذاتية على الجهات العارضة، لأن ذلك لم يعد متاحاً، فجميع الجهات تستقطب طلبات الباحثين عن عمل إلكترونياً، من خلال رابط أو تسجيل البيانات على الأجهزة الذكية التي توفرها المنصات، وقبيل ذلك، يتم تعريف طالب الوظيفة بالمهارات التي تتطلبها، وفرص التطوير التي سيحظى بها في حال تم قبوله في الوظيفة، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات المباشرة مع ممثلي الجهات، تسهم في توعية الباحث عن عمل، بأهمية اختيار الوظيفة المناسبة التي يمكن أن تحمل مجالاً أكبر للتطوير في المستقبل، كما أن هناك بعض الجهات عقدت ورش تعريفية، وقدمت عروضاً مباشرة لتشجيع الباحثين عن عمل، للالتحاق بالوظائف المعروضة.

بدوره، قال علي محمد، باحث عن عمل، إن معرض التوظيف، يشهد تطوراً عاماً بعد آخر، من حيث آلية التوظيف، واختيار الباحثين عن عمل، وما يميز الدورة الحالية، المرونة الكبيرة التي قدمتها بعض الجهات في اختيار الباحث عن عمل، بعدم تحديد خبرات أو مهارات معينة، بل تركت الأمر لإخضاع الباحث عن عمل، لدورة تدريبية محددة، وتزويده بالمهارات التي يحتاجها سوق العمل بشكل عام، والجهة بشكل خاص، ومن ثم المفاضلة بين المتقدمين، بناء على التقييمات، واجتياز الدورات التدريبية، لافتاً إلى أن، حتى وإن لم يحالف الحظ الباحث عن عمل بالحصول على الوظيفة، سوف يستفيد من الخبرة العلمية والمهارات التي اكتسبها خلال فترة التدريب.

اختيار التخصص

وقال عبد الرحمن الزعابي، باحث عن عمل، إن المعرض يعد حلقة اتصال مباشرة بين الباحث عن عمل والمؤسسات الحكومية والخاصة، فهو منصة تبقي الباحث عن عمل، على اطلاع باحتياجات سوق العمل والمهارات الأساسية، التي يحتاجها في الوقت الحالي ومستقبلاً، حيث إن هذه المعرفة، تمكنه من تطوير المهارات، والالتحاق بدورات أو حتى اختيار التخصص المناسب في الدارسة الجامعية، إذا كان من الطلبة حديثي التخرج، مشيراً إلى أن الباحثين عن عمل، بحاجة إلى مثل هذه المعارض بصورة مستمرة، بشرط أن تقترن بأرقام توظيف حقيقية، وتقدم نتائج يشار لها بين أوساط الباحثين عن عمل.

وفي السياق ذاته، قالت أميرة حبيب رئيس قسم التوطين في بنك إتش إس بي سي، إن معرض التوظيف فرصة مثالية لاستقطاب الراغبين في الوظائف الشاغرة لدى الجهات العارضة، واختيار الكفاءات التي تناسب مستوى التخصصات المطروحة، لافتة إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية، كان هناك تغير في أشكال الوظائف والمهارات التي تحتاجها المؤسسات، والتي كان السبيل الأمثل لشغلها، المواءمة بين احتياجات شغل الوظائف والموظفين الجدد، عن طريق التدريب المهاري، كما هو المعمول فيه بالبنك، حيث يتم استقطاب الباحثين عن عمل، وإخضاعهم لبرنامج تدريبي، وتزويدهم بالمهارات، عوضاً عن فرض خبرات مسبقة، والتي تعد عائقاً أمام عملية التوطين، واستقطاب الكوادر الإماراتية.

وأشارت أن وجود معرض التوظيف، يشكل حلقة تواصل مباشرة مع الباحثين عن عمل، الذين يحظون بفكرة شاملة عند زيارتهم إلى الجهات الراغبة في التوظيف، ما يساعدهم على اختيار وظائف لم تكن سابقاً ضمن أولوياتهم، ولكن بعد التعرف إلى مزايا الوظائف والفرص التدريبية والمستقبلية، تدخل ضمن نطاق أولوياتهم، لأنه من خلال هذه اللقاءات، يتم إزالة كافة التحديات التي وضعها الباحث عن عمل، عند التحاقه بوظيفة معينة، وخصوصاً إن كانت في القطاع الخاص.

فعاليات

ويواصل معرض وظائف الإمارات (رؤية) بنسخته الحادية والعشرين فعالياته لليوم الثاني في مركز دبي التجاري العالمي، من خلال استقطابه للشباب الإماراتيين الذين يتطلعون إلى التواصل مع الجهات الحكومية والشركات المحلية والعالمية الرائدة للحصول على المشورة المهنية وإيجاد فرص العمل المناسبة.

وشاركت وزارة الدفاع في فعاليات الدورة 21 من معرض الإمارات للوظائف حيث اطلع معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، رئيس مجلس تنمية الموارد البشرية الإماراتية في دبي، وعبدالله علي بن زايد الفلاسي، المدير العام لدائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، خلال زيارتهما لجناح وزارة الدفاع على ما تقدمه الوزارة من فرص وظيفية وبرامج تدريبية ونظم تعليمية متطورة.وبعد النجاح الذي حققه المعرض في يومه الأول والذي يقام في قاعات الشيخ سعيد 1 و2 و3، والذي تضمن إعلان مجموعة الإمارات عن توفير 500 فرصة عمل للمواطنين الإماراتيين، شهد اليوم الثاني استفادة العديد من الشباب الإماراتي من فرص التواصل المتنوعة والحصول على المشورات المهنية من الجهات العارضة في «رؤية» والذي يعد أحد أهم فعاليات التوظيف في دولة الإمارات.

وضمت أجندة فعاليات اليوم الثاني العديد من الجلسات الملهمة لمواطنين إماراتيين موهوبين، والتي نظمت على نحو ينسجم مع شعار المعرض لهذا العام «كُن».

وقالت أسماء الشريف، مساعد نائب الرئيس لشؤون التنمية المستدامة وإدارة المعارض بمركز دبي التجاري العالمي: «يسعدنا أن نشهد مواصلة الإقبال الكبير للزوار والباحثين عن فرص عمل جديدة في اليوم الثاني من المعرض، وذلك بفضل المشاركة الواسعة للجهات العارضة والدعم الكبير الذي قدموه ويسرنا مشاركة آلاف الشباب والشابات الإماراتيين في نسخة هذا العام، بما يعزز من دورنا الرامي إلى المشاركة في تحقيق استراتيجية التوطين لدولة الإمارات، ونتطلع لتحقيق الاستفادة القصوى للمشاركين عبر حصولهم على النصائح والدعم المرجو وصقل مهاراتهم وخبراتهم المهنية بما يمكنهم من رسم مستقبل أكثر نجاحاً لهم والسعي نحو شغفهم المهني».

مسابقة

وشهدت فعاليات اليوم الثاني أيضاً إطلاق مسابقة «التصميم المستدام» التي تركز على مفهوم الاستدامة باعتباره واحداً من المبادئ الرئيسة للمعرض لهذا العام، والتي تُقام بالتعاون مع إيكيا ويشارك فيها 20 طالباً من أربع مدارس من الإمارات، والذين يعملون الآن على صقل أعمالهم ليتم عرضها أمام لجنة التحكيم في اليوم الأخير للمعرض.

وسيحصل الفائزون بالمراتب الثلاث الأولى على جوائز نقدية، وستُعرض أعمالهم في متجر إيكيا، إضافة إلى فرصة لزيارة المقر الرئيسي لإيكيا والاطلاع أكثر على الدور الذي تقوم به إيكيا لتعزيز ثقافة الاستدامة والتدوير. وستضم لجنة التحكيم ممثلين من إيكيا الفطيم، ومن ضمنهم كارلا كلومبينار، المدير التنفيذي لقسم التسويق والاتصالات والتصميم الداخلي في ايكيا - الفطيم.

«نافس»

وقّعت أمس مبادرة «نافس»، التي تهدف لتعزيز مشاركة الإماراتيين ضمن القوى العاملة في القطاع الخاص، خمس مذكرات تفاهم مع مؤسسات تعليمية في دولة الإمارات، لتوسعة نطاق مشاركة المواطنين في قطاع الرعاية الصحية، ضمن مبادرة «البرنامج الصحي»، التي تم فتح باب التسجيل للانضمام إليها في نهاية يوليو الماضي.وتلقى «البرنامج الصحي» 3721 طلباً من الطلبة الإماراتيين، عبر كلية فاطمة للعلوم الصحية، وكليات التقنية العليا، وجامعة الفجيرة، إضافةً لجامعتي الشارقة وعجمان، وجامعة الخليج الطبية، وجامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، حيث تم قبول 1621 منهم.

Email