الدولة تشارك المملكة احتفالها باليوم الوطني 92 غداً

الإمارات والسعودية علاقات راسخة ومصير مشترك

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك دولة الإمارات غداً شقيقتها المملكة العربية السعودية أفراحها باليوم الوطني الـ 92، والذي يصادف 23 سبتمبر من كل عام.

وترتكز العلاقات الأخوية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، على أسس راسخة من التاريخ المشترك والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، والتي تصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها، فيما شهدت العلاقات بين الدولتين الشقيقتين في السنوات الأخيرة، تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في كلا البلدين، فيما يرجع الفضل في تأسيس هذه العلاقات المتينة بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما، اللذين حرصا على تعزيز نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين.

علاقات متينة

وانتقلت العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية بين الإمارات، بقيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن بعده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والسعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، من مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.

و شكلت هذه العلاقات عبر التاريخ ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي بوجه عام، بالنظر إلى تطابق وجهات نظر البلدين الشقيقين تجاه مجمل قضايا المنطقة، وتعاونهما البنّاء والمثمر في التعامل مع التحديات التي تواجهها، وفي مقدمتها التصدي لخطر التطرف والإرهاب، والقوى والأطراف الداعمة له، ومواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة.

نقلة نوعية

وحققت العلاقات الثنائية نقلة نوعية كبيرة، تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، وقد عملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين، للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة، وفي عام 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.

وفي ترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي جاء انعقاد «خلوة العزم» التي عقدت على مرحلتين، الأولى في 21 فبراير 2017 بأبوظبي، وانعقدت المرحلة الثانية في 13 أبريل 2017 بالرياض، والتي ناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين، وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية.

رؤية مشتركة

ورفعت الإمارات والمملكة العربية السعودية في يونيو 2018 مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة، اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن «استراتيجية العزم» التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.

وقطع البلدان خلال السنوات القليلة الماضية، خطوات كبيرة في سبيل توحيد الطاقات، وتعزيز التكامل الثنائي في جميع المجالات وفق رؤية واضحة عبرت عنها بقوة محددات «استراتيجية العزم»، ومخرجات «مجلس التنسيق السعودي ــ الإماراتي»، وجسدها تحالف البلدين في «عاصفة الحزم» عندما امتزجت دماء الأبطال السعوديين والإماراتيين في حرب اليمن، دفاعاً عن الشرعية، والضرب بيد من حديد على أيدي الإرهاب والتطرف، وكل من تسول له نفسه إحداث زعزعة الاستقرار والأمن في دول الخليج.

وأسهمت العلاقات الثنائية بين البلدين في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخهما يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية، حيث تحملا العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي، ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن دورهما البارز في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتي تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.

شراكة اقتصادية

من ناحيتها تمثل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين نموذجاً استثنائياً وثرياً للتعاون والتكاتف، حيث تعد السعودية الشريك التجاري الأول عربياً، ويمتلك البلدان أكبر اقتصادين عربيين، حيث حققت التجارة الخارجية بين البلدين مستويات رائدة على المستوى العربي والعالمي، فيما بلغت حصة تجارة السعودية غير النفطية مع الإمارات من بين مجموعة الدول العربية نحو %31.8 خلال النصف الأول من العام الماضي 2021.

ووصلت حصة التجارة السعودية غير النفطية مع الإمارات من بين دول العالم %6.9 خلال الفترة نفسها ، وفي المقابل بلغت حصة تجارة الإمارات مع السعودية من بين مجموعة الدول العربية خلال العام الماضي نحو %43.7، ونحو %4.5 من بين دول العالم، كما حققت الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى المملكة خلال النصف الأول من العام 2021 نمواً بنسبة %70.4 مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2020، و%33.1 نمواً في الواردات الإماراتية من السعودية، و%13.5 نمواً في حركة إعادة التصدير الإماراتية إلى السعودية.

تعاون سياحي

وفيما يخص قطاع السياحة فقد قطع البلدان خلال السنوات الماضية خطوات كبيرة في توحيد الطاقات وتعزيز التكامل، وفق رؤية واضحة تشمل مظلة واسعة من القطاعات، من أبرزها السياحة التي تمثل أحد المحاور الحيوية للتعاون بين البلدين، حيث تصدرت الإمارات قائمة الوجهات السياحية المفضلة لدى السائحين السعوديين عند السفر للخارج بعد فتح السفر إلى الإمارات، والانتهاء من فترة إغلاق السفر التي صاحبت الإجراءات الاحترازية لجائحة كوفيد ـــــ ١٩، حيث استقبلت دولة الإمارات خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من العام الماضي 2021 أكثر من 535 ألف نزيل سعودي في فنادقها، والذين قضوا ما يقرب من 1.7 مليون ليلة في المنشآت الفندقية للدولة.

تواصل ثقافي

من ناحية أخرى تلعب الثقافة دوراً مهماً في تعزيز هذه الروابط حيث تتواصل المشروعات والمبادرات المشتركة بين البلدين، من برامج ثقافية وأدبية وفنية وتنوع وثراء في فعالياته المتنوعة التي تعكس مدى التطور الذي حققته الحركة الثقافية في كل من السعودية والإمارات، فيما يستمر هذا التواصل الثقافي بصورة متصاعدة ومتجددة تستشرف إرساء العلاقات المتميزة في مجال التعاون الثقافي المشترك في ظل ما يحظى به المثقفون والمفكرون والأدباء من رعاية واهتمام من قيادتي البلدين، حيث تحرص الإمارات على المشاركة في العديد من الأنشطة ومن بينها مهرجان الجنادرية التراثي، ومهرجان سوق عكاظ ، و فعاليات «مسك للفنون « الذي يحتضن نخبة من المبدعين السعوديين ويفتح الباب لحوار ثقافي يعزز من قيمة الفنون في المجتمع، وصولا إلى مشاركة نخبة من الفنانين السعوديين والإماراتيين في فعاليات الدورة الأولى لمهرجان البردة في أبوظبي، فضلاً عن المشاركات الثقافية الكثيرة الأخرى التي تستمر بشكل حثيث بين البلدين الشقيقين.

Email