الذكاء الاصطناعي ركيزة «وظائف المستقبل»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل معرض «رؤية الإمارات للوظائف» نافذة مهمة للباحثين عن عمل لبدء الخطوات الأولى نحو حياة عملية ناجحة، بما يوفره من تنوع كبير في الوظائف التي تعرضها مختلف الجهات المشاركة، فيما تأتي «وظائف المستقبل»، والتي تعتمد على مهارات التقنيات المتقدمة وعلوم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، لتشكل نوعية جديدة تبحث عن كفاءات وطنية بإمكانات وقدرات خاصة، تستطيع من خلالها إدارة مشروعات الدولة المستقبلية وتلبية متطلبات التطور التقني المتسارع، الذي أصبح أمراً أساسياً نحو القادم، بحيث أصبح توفيرها ضرورة قصوى من جهة المؤسسات المشاركة، فيما البحث عن شاغليها لا يقل أهمية عن توفيرها، وهو الأمر الذي يسعى المعرض والجهات العارضة إلى المواءمة بين هذه المعادلة المستقبلية.

مشروعات مستقبلية

وأوضح سلطان الأكرف، مدير إدارة الموارد البشرية والتطوير في هيئة الطرق والمواصلات، أنهم يسعون في دورة هذا العام من معرض «رؤية الإمارات للوظائف»، إلى استقطاب الكفاءات الوطنية الشابة من خلال باقة متنوّعة من فرص العمل في تخصصات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، علم البيانات، المرونة المؤسسية، تحليل البيانات، بالإضافة إلى التخصصات الهندسية المختلفة والوظائف القيادية، التي تحرص الهيئة على استقطابها في هذا الحدث السنوي المهم. وتابع أن الهيئة بما لديها من مشروعات متنوعة تستشرف المستقبل في قطاع المواصلات والطرق، فإن اعتمادها يكون كبيراً بهدف توفير وظائف تختص بالعلوم المتقدمة والتقنيات المتطورة التي يكون الذكاء الاصطناعي أساساً لها، خاصة إذا نظرنا لمشروعات بعينها مثل «السيارات ذاتية القيادة» و«التاكسي الطائر» والقيادة الآلية في مرافق مثل مترو دبي، فإنها جميعها تحتاج موظفين مؤهلين، يعتمدون على حصولهم على هذه المؤهلات التي تجعلهم قادرين على تأدية مهماتهم الوظيفية باحترافية كاملة.

وأضاف أن نسبة هذه النوعية من الوظائف من إجمالي الفرص التي يوفرونها بالهيئة تصل إلى نحو 10%، وهو الأمر الذي يعكس أهميتها ومدى اعتمادهم عليها مع مرور الوقت وتطور التكنولوجيات والتقنيات العالمية، مبيناً أن الموظفين المواطنين في هذه التخصصات يحصلون على برامج تأهيل وتدريب وتطوير متقدمة جداً، بالتعاون مع الشركاء العالميين الذين يوفرون لهم في الهيئة هذه التكنولوجيات المتقدمة من المعرفة، وأنه ينفذون ذلك ضمن رؤية مستقبلية تتيح لهم الاستفادة من قدرات هؤلاء الشباب مستقبلاً خلال 5 سنوات، ليتولوا إدارة مختلف مشروعاتهم المستقبلية المتطورة دونما الحاجة لموظفين من غير الإماراتيين.

كفاءات وطنية

وقالت عائشة الحمادي مدير إدارة الموارد البشرية في بلدية دبي، إنهم يستقطبون الكفاءات الوطنية التي تتميز بقدرتها على التعامل مع التقنيات والتكنولوجيات الحديثة وإدارة البيانات وعلوم الذكاء الاصطناعي، وإنهم أطلقوا في سبيل ذلك مبادرة «وظائف المستقبل» التي يتم من خلالها ابتعاث حديثي التخرج لبعض التخصصات الدقيقة، والتي تستشرف مستقبل المشروعات المتطورة التي ينفذونها.

وأضافت إن هناك 3 مسارات لتخصصات تدعم هذا الأمر، ويشمل الأول المجال الهندسي، حيث يتم ابتعاث الطلبة لدراسة الطباعة ثلاثية الأبعاد، فيما المسار الثاني يخص التحول الرقمي ويدعم علوم الذكاء الاصطناعي، فيما الثالث يخص قطاع سلامة الغذاء من خلال دراسة تحليل البيانات لهذا القطاع.

عنصر أساسي

وقالت ريم الخاجة مدير التوطين وتنمية الكوادر الوطنية في «دو»، إن نسبة التوطين في الوظائف لديهم بلغت 39% بشكل عام، فيما المناصب القيادية وصلت إلى 47%، وإنهم يستهدفون زيادة نسبة التوطين 1.5% سنوياً، مفيدة أنه فيما يخص الوظائف المستقبلية الذكية التي تعتمد على التقنيات المتقدمة وتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، فإنها تشكل عنصراً أساسياً في الفرص التي يوفرونها واحتياجاتهم لشغل مختلف الوظائف لديهم.

وأضافت أنهم في سبيل ذلك لديهم شركاء عالميون يتعاونون معهم مثل شركتي «هواوي» و«نوكيا» لتدريب وتطوير مهارات الموظفين الذين يمتلكون هذه المهارات، خاصة أن أغلبية الوظائف لديهم تعتمد على التقدم التقني وتكنولوجيا المعلومات والبيانات وخصائص الذكاء الاصطناعي التي تتيح لهم تطويراً في خدماتهم، فيما ترى أن المستقبل سيكون لهذه الوظائف التقنية المتقدمة، ولذلك يجب إفساح المجال لتوظيف مواطنين يمتلكون هذه المهارات.

تخصصات متنوعة

وأوضح خالد ناصر لوتاه عضو مجلس إدارة «دوكاب» ورئيس لجنة التوطين في المجموعة، أنهم يوفرون عدداً من الفرص التدريبية في المجال الصناعي للشباب الإماراتي، فيما تبلغ نسبة التوطين 37% من إجمالي القوى العاملة، بينما تصل إلى نحو 60% من المناصب القيادية، لافتاً إلى أنهم يوفرون 10 فرص تدريبية سنوياً ضمن برنامج «بدايتي» و5 منح دراسية، فضلاً عن برامج تدريب الخريجين. وبين أنهم يستقطبون تخصصات عديدة من بينها تلك التي تعتمد على التطور التكنولوجي والتقني والذكاء الاصطناعي مثل وظائف الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن كافة التخصصات الأخرى مثل الموارد البشرية والتجارة والقانون، مشيراً إلى أنهم يكرسون بيئة عمل مهنية محترفة، وهو ما يدعوهم للاعتماد على وظائف المستقبل، خاصة أنهم يعتمدون على الآلات في بيئة عملهم التي تتسم بالتكنولوجيا المتطورة والبرمجة، ومن ثم فإنهم يوفرون فرصاً لهؤلاء الشباب أصحاب التخصصات الدقيقة المستقبلية.

من جهتهم، أكد عدد من الباحثين عن عمل، أن زيارة معرض رؤية الإمارات للوظائف والاتصال المباشر مع الموظفين العاملين في مختلف المؤسسات والتخصصات، والذين يمثلون مؤسساتهم يمنحهم دافعاً أكبر للالتحاق بوظائف وتخصصات لها فرص أكبر في المستقبل، خصوصاً تلك التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

وفي السياق ذاته قال أحمد المري إن معرض رؤية الإمارات للوظائف في نسخته الحالية يعكس مدى النضج والخبرة الذي بلغته المؤسسات في عملية استقطاب الكادر المواطن، من حيث نوعية الوظائف التي أصبحت أكثر مرونة في اشتراطاتها ويمكن أن تكون خياراً مفضلاً لعدد كبير من الباحثين عن عمل، بالإضافة إلى تنازل الكثير منها عن شرط الخبرة المسبقة لعملية التوظيف، والاعتماد على تطوير مهارات الموظف الجديد.

توجهات مستقبلية

وأضاف أن الحضور الكبير للمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة في المعرض وحرصها على استقبال الباحث عن عمل بطريقة ودية يعزز رغبته في الالتحاق في هذه المؤسسات والشركات، وحتى إن كان الهدف من زيارته جهات ومؤسسات أخرى، مشيراً إلى أن زيارة خاطفة على الجهات المشاركة في المعرض كفيلة بتغير وجهة نظر الباحث عن عمل وتوسيع آفاقه ومداركه لاختيار الوظيفة المناسبة.

بدوره قال عمر السويدي، إن الحضور البارز للشركات والمؤسسات في معرض التوظيف يمنح الباحث عن عمل خيارات أكثر، ويمنحه فرصه لاختيار ما يناسبه من الوظائف والمهام التي سوف يقوم بها، مشيراً إلى أن انخراط الشباب في القطاع الخاص خلال السنوات الماضية، وتسليط الضوء على قصص نجاحهم، والتدرج الوظيفي التصاعدي الذي حصلوا عليه، تحفز الآخرين على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص، كما أن الخبرات التي حصدوها في مجالات غير مسبوقة هي بحد ذاتها أمل للكثير من الباحثين عن عمل.

من جهته قال وليد جمعة إن وجود نماذج متميزة من موظفين في القطاع الخاص في المعرض واستقبالهم للباحثين عن عمل في أجنحة المؤسسات والشركات التي يعملون فيها بحد ذاته أمر محفز، ويمنح أريحية في تبادل وجهات النظر بين الباحث عن عمل والموظف المواطن الذي يمكنه من خلال دقائق قليلة من سرد تفاصيل التميز والفرص التي حصل عليها خلال وقت قصير في مسيرته العلمية.

تخصصات

 

أكدت عائشة الحمادي أن هناك تعاوناً وثيقاً بين بلدية دبي والجامعات الإماراتية لتوفير هذه التخصصات والكفاءات الوطنية من الخريجين، وأن برامج الابتعاث التي ينفذونها تشمل الخريجين الجدد، وطلاب السنة الرابعة في الكليات لابتعاثهم في بعض التخصصات المستقبلية المطلوبة، وذلك بعد أخذ موافقة جامعاتهم، مبينة أن هدفهم هو إيجاد جيل جديد من الكفاءات الوطنية التي تتمتع بإمكانات وقدرات مهنية متطورة تواكب المستجدات العالمية والوظائف والمهارات المستقبلية التي أصبح وجودها مهماً جداً لخطط الدولة لاستشراف مستقبلها.

Email