ندوة الثقافة والعلوم بدبي تناقش محتوى شبكات التواصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت ندوة الثقافة والعلوم بدبي جلسة نقاشية بعنوان «محتوى شبكات التواصل الاجتماعي.. التحديات، الشبهات، التجاوزات» بحضور علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. عبد الرزاق الفارس، ود. محمد مراد عبد الله، وعمر غباش، ومحمود نور، ونخبة من المهتمين والمعنيين.

شارك في الندوة د. حبيب الملا القانوني وصاحب الخبرة العريقة في المجالات القضائية والبرلمانية والتشريعية، ود. عائشة النعيمي أستاذ مشارك في كلية الاتصال الجماهيري جامعة الإمارات وكاتبة مقال، والباحث الروائي عبد الله النعيمي الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي.

حوارات

أدارت الجلسة الكاتبة عائشة سلطان رئيس اللجنة الثقافية في الندوة، مشيرة إلى ما تضج به شبكات التواصل الاجتماعي من حوارات وصراعات وقضايا شكلت موضوعاً جدلياً لم يهدأ منذ ظهورها، والتي تمثل حراكاً اجتماعياً طبيعياً ضمن سياقات حتمية حدثت في العالم وعبرت عن نفسها بأشكال متعددة.

وأكدت عائشة سلطان أن البعض يرى أن ما يحدث ليس سوى حلقة من حلقات تطور المجتمعات الإنسانية، بينما يراه آخرون انفجاراً معرفياً وتقنياً أسيء استخدامه وتم توظيفه للإضرار بمجتمعات كثيرة، ويهدد التماسك الأسري ومنظومات القيم والأخلاق.

وتساءلت: هل هناك خوف من أو شك أو ريبة في شبكات التواصل بشكل عام؟

وخاصة ما يقال بأن المجتمعات العربية في وسط هذا الكم من محتوى شبكات التواصل أكثر استهلاكاً وليس إنتاجاً، فهل هذا يقلل من جهد المدونين والناشطين العرب على هذه الشبكات؟

وأضافت: لماذا يعتقد البعض بأن ما يحدث على شبكات التواصل سلبي ومضر، ألا يمثل هذا خوفاً من التغيير، رغم أن التغيير أمر واقع، وأن الشباب يعيش يومه وحياته على شبكات التواصل والمواقع كل بحسب قناعاته وأفكاره بعيداً عن الوصايا، ما يؤكد انسيابية التفكير واختلاف الأفكار بين الأجيال.

إحصاءات

وتطرق د. حبيب الملا لإحصاءات تدل على مدى قوة وتأثير المساحة التي تشغلها شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، وعلى حسب إحصائية عام 2021 يتضح أن هناك حوالي 4.5 مليارات شخص يستخدمون وسائل التواصل في العالم، أي أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، في السعودية فقط في حدود 40 مليون مشترك، و40% من سكان شمال إفريقيا لديهم وسائل تواصل اجتماعي، و52% من سكان شبه الجزيرة العربية ودول الخليج، أما في مصر فهناك 49 مليون شخص يستخدمون الفيسبوك.

إيجابيات وسلبيات

ونوهت د. عائشة النعيمي إلى أنه قبل الحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي لا بد من تناول بعض المصطلحات مثل الحريات والتي هي حق الفرد في طرح وممارسة الفعل باستقلالية تامة، ولكن في المقابل حينما تكون الحرية بلا مشروع ثقافي تتحول إلى فوضى وتفتقد الرؤية ومراعاة المصلحة العامة. والمصطلح الآخر التغيير والذي يمثل حالة الثبات الوحيدة، ولكن كيف يكون تغييراً إيجابياً يحافظ على ثوابت المجتمع وهويته، فحين يتعارض التغيير مع المصلحة العامة للأفراد يجب أن تكون هناك وقفة للتحليل وتعديل المسار. وأشارت النعيمي إلى أن الجميع على دراية بإيجابيات وسلبيات شبكات التواصل الاجتماعي، فالبعض يستخدمها بغرض الترفيه، والبعض الآخر أدرك قوتها فاستخدمها بشكل موجه وفعال لخدمة مصالح وأهداف محددة والحصول على الدعم وفتح آفاق جديدة للأفكار.

تصالح وهدوء

وذكر عبد الله النعيمي أن وسائل التواصل الاجتماعي أجابت عن سؤال قديم وهو هل يحكمنا القانون أم الأخلاق؟ فطوال عقود مضت كونت صورة نمطية أن مجتمعنا يتسم بالتصالح والهدوء ويميل للمسالمة، وتشكلت تلك السمات تلقائياً في الأذهان، ولكن بعد عام 2011 والانفتاح على عالم التواصل الاجتماعي اختلت تلك الصورة بعض الشي، فأصبح لكل فرد قناته وإعلامه وأخباره الخاصة دون محاولة لتحسين الصورة.

وتناقش الحضور حول أزمة اللغة وانعكاسها على سلوك بعض الأفراد، وأهمية دور الأسرة في الحفاظ على الهوية والعادات والتقاليد.

خبرة

أشار د. حبيب الملا إلى أنه في السابق كان لا بد لمن يستخدم منصات الإعلام أن يكون دارساً للإعلام وله خبرة في المجال، وكانت قنوات الإعلام محدودة، لكن الاختلاف اليوم أنه أصبح لكل شخص صحيفة وقناة إعلامية، فأصبح المجال أكثر انفتاحاً، وأفرزت ظروف المجتمعات العربية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، زيادة في الموضوعات المطروحة على وسائل التواصل الاجتماعي، عكس ما كنا نشاهده في وسائل الإعلام التقليدية.

Email