شباب ريادة الأعمال الحاضنة رافعة النجاح

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت مشروعات ريادة الأعمال لدى الشباب الإماراتي، هدفاً وطموحاً يسعى إليه الكثيرون، للوصول لآفاق أرحب من التميز، تتيح لهم تحقيق أحلامهم بأن يكونوا مستثمرين ناجحين، مستفيدين في ذلك من التسهيلات الكثيرة التي توفرها مؤسسات الدولة لهم.

فيما تشكل عديد التحديات أرقاً للبعض منهم، خصوصاً أن البدء بالخطوات الأولى دائماً ما يحمل كثيراً من القلق والخوف ومواجهة الفشل، ولذلك كان من المهم أن تتبنى المؤسسة الاتحادية للشباب، هدفاً ورؤية لتساعد الرواد ولتكون البيئة الحاضنة ورافعة النجاح. 

وتعمل المؤسسة الاتحادية للشباب على جمع أهم رواد الأعمال الإماراتيين الشباب، والذين نجحت مشروعاتهم بشكل منقطع النظير، لينقلوا خبراتهم وتحدياتهم والدروس المستفادة للمبتدئين منهم، لكي يقفوا على أرض صلبة تكون بمثابة بوصلة مُلهمة لهم للانطلاق واتخاذ القرار الصائب، ومن ثم تحقيق ذواتهم وأحلامهم، في أن يكونوا أصحاب ورواد أعمال مشروعات كبيرة يفيدون بها أنفسهم ووطنهم الإمارات.

وبين تحمل تقلبات السوق وعمل دراسات جدوى طويلة المدى، وصولاً إلى التسويق الجيد ووجود جرأة ومخاطرة محسوبة بدقة، تأتي هذه التحديات لتكون بمثابة جرس إنذار أجمع رواد الأعمال على أهمية الأخذ بها وإيلائها الاهتمام والتركيز اللائقين، ضماناً لنجاح أولى خطواتهم في عالم ريادة الأعمال الواسع.

حلقة وصل

في البداية يقول سعيد النظري المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، إن هناك العديد من المبادرات التي يطلقونها والتي من شأنها رفع وعي الشباب الإماراتي بأهمية ريادة الأعمال، وإمدادهم بالمعرفة والفرص التي تؤهلهم لاقتحام هذا المجال الواعد، وذلك بهدف تنويع مصادر الدخل ودعم تطورهم على الصعيدين الشخصي والمهني، فضلاً عن التأسيس لنماذج شبابية يحتذى بها على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.

ويتابع أنهم ارتأوا أن يكونوا «حلقة وصل»، بين أهم رواد الأعمال الشباب الناجحين، الذين تقدر حجم أعمالهم بنحو 350 مليون درهم، وجمعهم بالكثير من الشباب، الذين يحملون طموحات كبيرة في هذا الشأن، ولذلك فهم يرون أن تجارب الناجحين تشكل فرصة مهمة لإلهامهم، ومن ثم دعمهم ووضعهم على الطريق الصحيح نحو النجاح.

وتطرق النظري إلى واحدة من بين هذه المبادرات المتعددة التي يطلقونها في هذا الشأن لمساعدة رواد الأعمال، وهي مبادرة «محطة الشباب» التي تعتبر أكبر حاضنة تجارية مفتوحة موزعة على المراكز التجارية والأسواق والمطارات والمرافق الثقافية والسياحية في الدولة.

حيث يتم توفير مساحات مجانية مجهزة بالخدمات والأدوات الأساسية، لدعم إطلاق المشاريع الناشئة الجديدة، في أفضل المواقع الحيوية لمساعدة الشباب على بدء مشاريعهم الخاصة، فضلاً عن دعم رواد الأعمال الشباب ومشاريعهم التجارية الناشئة في ظل التنافسية العالية للأسواق، مشيراً إلى أن قادة الدولة وبرؤيتهم الثاقبة، أعطوا الشباب أولوية وأهمية مطلقة لتمكينهم.

فيما ارتأوا توفير مثل هذه الفرص المثالية للشباب، ليخوضوا تجربة ريادة الأعمال والمنافسة مع الآخرين لاكتساب الخبرات، ومن ثم تحقيق أول خطوة في إقامة مشروعات مستقبلية ناجحة.

فرصة سانحة

من جهته يؤكد محمد حنيف القاسم الشريك الإداري لفندق «ذا مانور»، وعضو المجلس الاستشاري العالمي لمنظمة HFTP العالمية، أن الشباب الإماراتي أمامه فرصة جيدة للاستفادة من النجاح والشهرة التي تتمتع بها الدولة كواحدة من أهم حاضنات الأعمال عالمياً.

ويبين أن التخطيط الجيد للمشروع هو أساس النجاح بعيداً عن فكرة دراسات الجدوى الكثيرة والمستفيضة، والتي برأيه لا تشكل أهمية مطلقة وكبيرة، كون السوق بطبيعته متقلباً ومتغيراً ويحتاج دائماً للمرونة الكافية للتعامل مع تحدياته بعقلانية وهدوء.

مشيراً في الوقت نفسه على أهمية التركيز على تحديد محفظة مالية للمشروع، تكون مناسبة لمرحلة المشروع وبداياته وألا يزيد منها إلا بحساب ومع بدء حصد النجاحات، حيث زيادة الإنفاق مرتبطة بتقدم وتوسع الأعمال، موضحاً أن قطاع الضيافة مليء بالفرص.

وعن تجربته الناجحة فيرى أنه رغم نجاح مشروع الفندق إلا أن التحديات لديه ستستمر برأيه لـ12 عاماً مقبلة لكون قطاع الضيافة والفندقة حساساً ويتأثر بالأوضاع العالمية إيجاباً وسلباً.

أفكار إبداعية

من جهتها توضح هند بن دميثان القمزي مؤسس والمدير الإبداعي لـ «همزة وصل»، وهو استوديو لإدارة الفن والتصميم، يجمع العقول والمهارات الإبداعية في آن واحد، ويتعاون مع الدوائر الحكومية، والمؤسسات الخاصة، والمبدعين عموماً، أن التجربة دائماً ما تولد الفرص، وأمام كل مصمم ومصممة فرصة لخوض تجربة ريادة الأعمال، والتعاقد مع المؤسسات من حول العالم.

وتشير إلى أن مشروعها هو الأول من نوعه في الإمارات والذي بدأته في العام 2017، وبعد نجاحه افتتحت فروعاً له في مصر وفلسطين، وتتطلع إلى فروع أخرى مستقبلاً.

وشددت على أهمية وجود شغف وحب لما سوف يفعله الشباب، فضلاً عن توفر الإرادة لتحقيق هذا النجاح المأمول، وأن يحرصوا على إدارة مشروعاتهم بأنفسهم.

قيمة مُضافة

ويلفت أحمد عبدالحكيم مؤسس شركة «ذا لاب هولدنج» وصاحب مطعم «3 فلس»، الذي تأسس عام 2016، إلى أهمية عمل رواد الأعمال أثناء إدارتهم مشاريعهم على حل المشكلات الموجودة، وإضافة قيمة ملموسة للعملاء، من أجل نيل ثقتهم.

ويتابع: إن أهم تحد برأيه يواجهه الشباب هو إيجاد الفكرة الناجحة وتوفر الإرادة والقدرة على التحمل والصبر على أي تحديات، لافتاً إلى أن الشباب الإماراتي يجب أن يضع في ذهنه أنه محظوظ كونه يعيش هنا مع توفر هذا الكم من التسهيلات، لانطلاق مشروعات الشباب لريادة الأعمال.

منتجات نوعية

وتشير فاطمة الخوري رائدة الأعمال الإماراتية، ومؤسسة شركة «مسكة»، التي انطلقت عام 2013 وتخصصت في تغليف الهدايا بأفكار جديدة وملهمة، إلى أهمية توفر السيولة دعماً للأمان المالي، وبناء قاعدة متينة من العملاء الدائمين والتميز في تقديم الخدمات من أجل توسيع تلك القاعدة.

وتابعت أن اختيار المكان يعتبر من أهم الأولويات لانطلاقة الأعمال، وأن مشروعها بدأ بفكرة استقطبتها من اليابان لتغليف الهدايا بالأقمشة، والتي لاقت إقبالاً ونجاحاً كبيرين، فيما امتدت أعمالها وانتشرت فروعها لـ4 في دبي، بينما ستفتح فروعاً أخرى قريباً.

أهمية الجودة

ويوضح يوسف العارف رائد الأعمال ومؤسس مشروع «بادل 26»، وهو كيان يوفر حجوزات ملعب بادل تنس والتدريب والبطولات، أن التركيز على الجودة كان أساساً للريادة بتطوير مرافق محلية للبادل تنس، لكن بمعايير عالمية قادرة على استضافة البطولات، خصوصاً وأن هذه الرياضة تعد من أسرع الرياضات نمواً في العالم مؤخراً.

مبيناً أنه أصبح لها في الدولة العديد من ملاعب التدريب، وأن مشروعهم يهدف ليس فقط إلى تقديم هذه الرياضة ومرافقها، بل أيضاً تسهيل وصول المجتمع إليها، وبالتالي تشجيعهم على اتخاذ أسلوب حياة صحي ونشيط.

خدمات داعمة

من جهتها تقدم مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 2002 لنشر ثقافة ريادة الأعمال في دبي وتعزيز مكانة الإمارة مركزاً عالمياً لريادة الأعمال، العديد من أنواع الدعم لمشاريع الشباب ورواد الأعمال.

حيث تقدم حزمة من الخدمات، تشمل توجيه رواد الأعمال عبر تقديم المشورة والتوجيه في مجال ريادة الأعمال إلى جانب شرح خدمات المؤسسة والإجراءات الحكومية ذات العلاقة بمشاريع رواد الأعمال.

وتمكنت المؤسسة على مدار الـ 20 عاماً الماضية من إرساء بيئة مثالية تنافسية داعمة لريادة الأعمال وبناء مشاريع وإطلاق ابتكارات ناجحة، حيث أسهمت في إطلاق أكثر من 11 ألف شركة ناشئة في مختلف القطاعات، وحث المواطنين ودفعهم نحو ريادة الأعمال والمساهمة في التنمية الاقتصادية الوطنية المستدامة، وعملت المؤسسة على توجيه وإرشاد أكثر من 45 ألف رائد أعمال.

فيما دربت أكاديمية دبي لريادة الأعمال، الذراع التعليمية للمؤسسة، أكثر من 39 ألف شخص في مختلف الاختصاصات المرتبطة بتنمية المشاريع الناشئة وتطويرها، وإعدادهم للنجاح مستقبلاً في اقتصاد الإمارات القائم على المعرفة.

وقدمت المؤسسة أيضاً قروضاً بقيمة 221 مليون درهم للعديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توفير وتسهيل عقود مشتريات تجاوزت قيمتها 8.5 مليارات درهم في إطار برنامج المشتريات الحكومية.

 

Email