البحث العلمي بوصلة صناع القرار لاستشراف المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أضحى الحصول على المعلومات وامتلاكها والبحث في تفاصيلها وتأثيراتها، أحد أهم الأسلحة القوية التي تسعى لامتلاكها الدول المتقدمة، وذلك لتعزيز قوة المعرفة لديها في عديد القطاعات، والتي من خلالها تستطيع أن تمتلك زمام المبادرة والقيادة والتفوق في مجالات بعينها، فيما تأتي مرحلة البحوث العلمية والتطوير، لتكون بوصلة مهمة لصناع القرار والسياسات لاستشراف التقدم والتطور، ومن ثمّ امتلاك مفاتيح القوة المعرفية، التي يتسابق نحو تحقيقها أصحاب الرؤى والأجندات التنموية المستقبلية.

وفي سبيل ذلك أولت الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، أهمية كبيرة لتطوير قطاع العلوم والبحث وتعظيم مخرجاته ومستهدفاته، والتي دعمتها الخطط والاستراتيجيات، التي هيأت بيئة مثالية حاضنة للعلماء، ومحفزة للمواهب والمبدعين، وذلك ضمن منظومة علمية متكاملة تشجع نمو وتطوير الأبحاث العلمية، وانطلاقاً من إيمان قادة الدولة بأن تعزيز بيئة العلوم المتقدمة، يمثل أفضل استثمار في جهود صناعة المستقبل، فقد تم إطلاق أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031 والتي تهدف لتطوير وابتكار حلول للتحديات المستقبلية ودعم جهود الحكومة في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية ومئوية الإمارات 2071 وغيرها الكثير من المبادرات الداعمة لهذا النهج.

من جهتها كرست دبي بنيتها التحتية لكي تكون حاضنة للعلماء والمتفوقين والباحثين في كافة القطاعات، حيث أعطتهم ميزات تنافسية، جعلتها واحداً من أفضل الأماكن استقطاباً للمواهب العلمية من الخارج، فضلاً عن تطوير قدرات المواهب الوطنية وتعزيز إمكاناتها.مبادرات وبرامج

وتعزيزاً لهذا النهج يتواصل إطلاق المبادرات الوطنية المتكاملة لاستقطاب المواهب، والتي تترجم توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باحتضان أصحاب الأفكار الجديدة والعلماء والموهوبين بما يضمن إحداث تغييرات إيجابية شاملة، وتحويل الدولة إلى مركز معرفي متميز.

من جانبه يأتي «برنامج دبي للبحث والتطوير» ليكمل عقد العديد من المبادرات المتنوعة التي تشجع على البحث العلمي، ومن بينها «مجمع محمد بن راشد للعلماء»، الذي يعد واحدة من بين أهم هذه المبادرات، ومنصة لإيجاد مجتمع علمي من مختلف التخصصات، من داخل الدولة وخارجها، والذي يضم 100 عالم وباحث من المجتمع العلمي الإماراتي، من ذوي الإنجازات، بحيث يعتبر الانتساب إليه شرفاً علمياً، ويهدف إلى تقديم المشورة للجهات الحكومية في الدولة بشأن أفضل السياسات التي يمكن تبنيها بما يسهم في تحقيق الخطط التنموية المعنية بالاستثمار في الميدان العلمي.

ميدالية التميز

كما تعد ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي، شرفاً علمياً رفيعاً، حيث تُمنح كل عامين، لفئتين، هما طلاب الجامعات المتميزون في البحث العلمي، والعلماء والباحثون المتخصصون، وذلك نظير دراساتهم وأبحاثهم ونظرياتهم، التي تسهم في توفير حلول علمية مبتكرة لمشكلات معقدة، أو تدشن شكلاً من أشكال الفتح العلمي أو الطبي، أو تنجح في ابتكار منجز ذي تأثير اجتماعي أو اقتصادي واضح، وتهدف هذه المبادرة لتكريم أهل العلم من الطلبة والباحثين إلى تعزيز مكانة العلم في المجتمع. ويأتي تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ليمثل تأكيداً على حرص الدولة على ترسيخ هذه الثقافة، وتحقيق التميز في بحوث الذكاء الاصطناعي وتطوير استخداماته الفعّالة في كافة القطاعات الحيوية، بالإضافة إلى دور «البرنامج الوطني للمبرمجين» أحد أكبر البرامج الوطنية التخصصية التي تهدف إلى تمكين المبرمجين، وإطلاق قدرات مجتمعات المبرمجين في الإمارات، وبناء القدرات الوطنية، ودعم طموحات الكوادر البشرية المواطنة.

بيئة العلوم

تحرص قيادة الدولة على تعزيز بيئة العلوم المتقدمة كون ذلك يعد أفضل استثمار في جهود صناعة المستقبل، وبناء القدرات الوطنية، ودعم طموحات الكوادر البشرية المواطنة، من خلال توفير الجامعات والكليات المتميزة ومؤسسات البحث العلمي والأكاديميات في الدولة، التي توفر تخصصات متعددة شاملة لجميع المجالات، إضافة إلى تنظيم برامج وورش معرفية لصقل مهارات المتميزين وضمان التطور المستمر في مختلف القطاعات.

Email