الحوادث المنزلية إهمال يهدد الأطفال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حدد أطباء ومسؤولون أسباب الحوادث التي يتعرض لها الأطفال، في مجموعة أسباب، يأتي على رأسها: إهمال الأهل، وعدم مراعاة اعتبارات الأمن والسلامة في البيت، والاعتماد على الخادمات، وعدم إحكام الرقابة على الأطفال في الأعمار العمرية المبكرة، وقيام عدد منهم بتقليد ومحاكاة ما يرونه في أفلام الرسوم المتحركة، مما يؤدي إلى كوارث جسيمة، وحسب رأي قانوني يعاقب الآباء على أي فعل يشكل جريمة معاقب عليها قانوناً وفقاً لقانون العقوبات الاتحادي وقانون حقوق الطفل.
 

50 حالة طارئة استقبلها مستشفى القاسمي بالشارقة العام الماضي لأطفال ابتلعوا أجساماً صلبة كالبطاريات والقطع المعدنية والمسامير، حيث تصل العديد من هذه الحالات إلى المستشفيات بشكل مستمر، الأمر الذي دفع أطباء ومختصين إلى الدعوة لتكثيف الدور الرقابي الأسري، مؤكدين أن متطلبات الحماية والوعي المتوفر لدى الوالدين تلعب دوراً رئيسياً في الحد من وقوع الحوادث المنزلية.

عقوبة

المحامية نادية عبدالرزاق قالت: بالرغم من استبعاد احتمال تعمّد الآباء للتسبب بضرر تجاه الأبناء نظراً للفطرة البشرية والعلاقة الأبوية، إلا أن عدم الحفاظ على سلامة الطفل البدنية والصحية حال تركه يلعب بقطع صلبة صغيرة، أو وضعها تحت مد بصره ويده، مما يؤدي إلى إمكانية بلعه لها، يترتب عليها مخاطر صحية كبيرة، يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان للوفاة، وهذا من قبيل الإهمال الذي تناوله القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل «وديمة».

- فقد نصت المادة (51) على أن (يعتبر ضرراً بليغاً أو خطراً محدقاً كل فعل أو امتناع عن فعل يهدد حياة الطفل أو سلامته أو صحته البدنية أو النفسية أو الأخلاقية أو العقلية بشكل يمكن تلافيه بمرور الوقت).

- ونصت المادة 33 فقرة 8 من ذات القانون على أنه:

يعتبر بوجه خاص ما يهدد الطفل أو يهدد سلامته البدنية أو النفسية أو الأخلاقية أو العقلية ويستدعى حقه في الحماية ما يأتي (عجز الوالدين أو القائم على الطفل عن رعايته أو تربيته).

- كذلك نصت المادة 34 على أنه (يحظر تعريض سلامة الطفل العقلية أو النفسية أو البدنية أو الأخلاقية للخطر).

وكذا المادة 60 إلى أنه (يعاقب بالحبس أو الغرامة التي لا تقل عن 5000 درهم كل من خالف حكماً من أحكام المادة 34 من هذا القانون).

وأردفت: «تعد النيابة العامة هي الجهة المخولة بتنفيذ القانون فهي التي تتولى التحقيقات وصولاً إلى ثبوت خطأ الأبوين المترتب عليه حدوث الضرر للابن، وفي حالة ثبوت الخطأ تحال الدعوى إلى المحكمة التي بدورها تتحقق من أدلة الاتهام ومن ثم تصدر حكمها وفقاً لظروف وملابسات كل دعوى على حدة».

وأضافت: «يعاقب الآباء على أي فعل يشكل جريمة معاقب عليها قانوناً وفقاً لقانون العقوبات الاتحادي وقانون حقوق الطفل».

رقابة

ووفقاً لطبيعة لحالات التي تصل إلى «القاسمي» قال الدكتور خالد خلفان سبت المدير الفني للمستشفى: «إن أعداد الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى، بسبب ابتلاع أجسام صلبة أو شرب سوائل حارقة، يصعب حصرها نظراً لقيام قسم الجهاز الهضمي للأطفال برصد الحالات التي تحتاج إلى تدخل بالمناظير فقط، مقابل وجود حالات أخرى لا تتاح فيها فرصة التدخل بالمناظير لأسباب متعددة».

تحذير

وحذر الدكتور ياسر كمال راشد استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد ومناظير الجهاز الهضمي للأطفال بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، من خطورة ترك الأطفال دون مراقبة وذلك بسبب سهولة وسرعة ابتلاع أجسام صلبة وغريبة متواجدة في بعض الألعاب، ما قد يؤدي إلى تداعيات صحية كبيرة، ومضاعفات قد تصاحب الطفل مستقبلاً.

توعية

وأكدت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن جهود الإدارة وحملاتها التوعوية تركز على وقاية الأطفال من التعرض للحرائق، أو ابتلاع المواد الصلبة، أو الأجسام الحادة أو السوائل الحارقة ومواد التنظيف، من خلال ورش عمل ومنشورات وأنشطة تستهدف توعية أولياء الأمور والمربيات في المنازل والمعلمات في الحضانات والمدارس، انطلاقاً من إدراك أهمية ودور الوعي في حماية الأطفال من مختلف الحوادث المنزلية.

مخاطر محتملة

‏ويرى الدكتور وسام التمر أخصائي جراحة الأطفال في مستشفى «إن أم سي رويال الشارقة» أن ظاهرة ترك الأطفال بمفردهم في المنزل باتت منتشرة جداً رغم مخاطرها التي قد تؤثر على حياة الطفل، وتجعله عرضة للإصابة نتيجة للحوادث المنزلية المحتملة التي قد تقع كابتلاع قطع من الألعاب الصغيرة التي تؤدي إلى انسداد المجرى التنفسي ووقوع حالة اختناق، علاوة على تعرض الطفل إلى احتمالية حدوث نزف في الجهاز الهضمي إذا كانت المادة المبتلعة حادة، وقد تؤثر على المعدة أو المري وربما تؤدي إلى ثقب في الجهاز الهضمي.

مضاعفات

وأكد الدكتور عادل السجواني استشاري طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي في دبي، أن ابتلاع الأطفال لأجسام صلبة يعتبر من الأمور شائعة الوقوع في مختلف دول العالم نتيجة لعدم إدراك الطفل لماهية الخطورة، ولكونه في فترة استكشاف وتعرف، مشدداً على ضرورة وجود رقابة أسرية لأن الجسم الصلب الذي يبتلعه الطفل قد يتسبب له بمضاعفات خطرة ،خاصة إذا كان يحتوي مواد كيميائية، أو حجمها كبير قد يتسبب في اختناق الطفل، متطرقاً إلى بعض المضاعفات التي قد تحدث كالالتهابات المتكررة في الصدر والرئتين.

تدريب

أروى جبران استشاري جودة وصحة وسلامة تجزم بأن وقوع الحوادث المنزلية للأطفال أمر لا مفر منه، ولحسن الحظ، معظم هذه الحوادث تكون طفيفة ولا ينتج عنها سوى خدوش وكدمات بسيطة.. وعادة ما يتقبل الأطفال وآباؤهم تلك الإصابات الصغيرة والأمراض العارضة كجزء من النمو، غير أن هناك أوقاتاً يعاني فيها الأطفال من إصابات خطيرة كحوادث السيارات، وحالات السقوط الخطيرة، والاختناق، والنزيف الحاد، والغرق، والتسمم، وحالات الحساسية المفرطة، ويكون لها آثار خطيرة على الأطفال والوالدين والمسعفين على حدٍ سواء.

وقاية

أم محمد من رأس الخيمة أم لتسعة أبناء تقول: «الأطفال أمانة في الأعناق وعليه يجب توفير الأمن والحماية لهم واستشعار حس المسؤولية»، مقترحة بعض الأفكار التي تحول دون وقوع حوادث منزلية بسيطة وخطيرة منها عمل صيدلية عبارة عن خزانة صغيرة نحفظ فيها جميع الأدوية وتوضع في مكان مرتفع عن تناول أيدي الأطفال، والحرص الدائم على وضع المواد الكيميائية كالمبيدات الحشرية وأدوات التنظيف في مكان بعيد عن متناولهم مع تحذيرهم من أنها مواد خطيره، ولا نقوم بوضع أي مادة بعلبة أو حافظة تشبه حافظات الطعام.

Email