سِراجُ الليل

أ. د. محمّد عبدالرّحيم سلطان العلماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناجيتُ ربّي في الظلام الساجــي

وأنَرْتُ ظُلمةَ وحشتي بسراجـي

ورفعــتُ كفّي للإلهِ كَسيــــرةً

مُتشفّعاً بالســـاري للمعـــراجِ

خيرِ الخلائق سيـــدي وذَخيرتي

مَــــنْ جـــاء للأرواح بالمنهاجِ

جاء الظلــــومُ لنفسه مُتـــذلِّلاً

مُستفتحاً للبابِ مــــــن إرتاجِ

هـو طينةٌ قد صــــاغها خلّاقُها

باللطفِ والتقديرِ مـــن أمشاجِ

وأنالَها بالسمــع كلَّ كرامـــــةٍ

والعينُ بحــــرٌ ثار بالأمـــواج

يا خالقَ الكـــونِ العظيم ومالئاً

هذي السماءَ بروعـــــةِ الأبراج

ومُنزّلَ الغيثِ العميــــمِ برحمةٍ

تُعطي الحيـــــاةَ لزهرة الإبهاج

إني أتيتُك يا إلهـــي راجيــــــاً

في جُنـــــح هذا الليل بالإدلاجِ

قد كنت أرجـــو أن أكون مُلبّيا

في حَومة العُمّــــــار والحُجّاجِ

مـــن كلّ فجّ أقبلوا بقلوبهــــم

تدعـــــو الإلهَ بصوتها العَجّاجِ

يا ذاهبين إلى الحجـــــاز ترفّقوا

فالقلبُ فاضَ بدمعــــه الثجّاجِ

يا ليت شعــري هل أكونُ عشيّةً

عنـــد الحبيبِ بتِلْكُمُ الأفــواجِ

يا أرضَ طيبةَ إنّ حُبّــك ساكني

يُثني اللســـانُ بذِكْـــرِه اللهّاج

تاق الفؤادُ لروضــــةٍ يَثوي بها

بدرُ الخليقــةِ في الظلام الداجي

ضـاقَ الفؤادُ وليس لي من ملجأٍ

إلا الكــــريمَ بفضله الفَـــرّاجِ

فالليلُ إن طالتْ مَــــرارةُ كَرْبِه

لا بدّ بعــــد الليلِ مـــن إبلاجِ

(يا ربّ إنْ عظُمـتْ ذنوبي كثرةً)

فجميلُ عفـــوك شاملٌ للراجي

فأنا الذليـــلُ ببابِ عزّك واقفٌ

تبكي العيــــونُ بدمعها النشّاجِ

حاشا لجــودك أن يُقنّط آمـــلاً

بالعفـــو والغفـــران والإفلاجِ

صلى الإله على الحبيــب المُرتجى

ضوءِ العيــون وعُدّتي وسراجي

وعلى صحابته الكـــرام جميعهم

والآلِ مِـــنْ فردٍ ومـــن أزواجِ

 

Email